عقدت جمعية المبرّات الخيرية مؤتمرها التربوي الخامس والعشرين “شركاء في التربية بين الأهل والمؤسسة”، في قاعة الزهراء في حارة حريك، بحضور فاعليات تربوية واجتماعية وأكاديمية ودينية، وحشد من تربويي مؤسسات المبرات في لبنان.
افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني وقرآن كريم، فعرض لفيلم “25 عاماً على المؤتمر التربوي” تضمن تقريراً عن مسار المؤتمرات التربوية السابقة وصولاً إلى المؤتمر التربوي هذا العام.
ثم ألقى مدير عام جمعية المبرّات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله كلمة جاء فيها: “المؤتمر هذا العام مع يوبيله الفضي أكثر زهواً وأروع منظراً وأبدع جمالاً وهو أزكى عطراً من كل ما سلف من مؤتمرات، أنتم صانعو هذا الجمال كله بل أنتم كل هذا الجمال، أنتم إشراقة هذه اللوحة الرائعة وأنتم مبعث فرحنا الكبير ومصدر تألق المبرات، أنتم ركيزة مستقبل مجتمعاتنا التي تتكامل بالشراكة بين الأهل والمؤسسة”.
ونوّه الدكتور فضل الله بأعداد الطلاب الناجحين قائلاً: “إن أعداد الذين نجحوا للشهادة الثانوية بفروعها الثلاثة 571 مع تقديرات 234 جيدجداً وجيد بنسبة 41%، و1244 في الشهادة المتوسطة بتقديرات 506 جيدجداً وجيد بنسبة 40% وحصول ثمانية طلاب من المرحلة الثانوية وأربعة من المرحلة المتوسطة على مراتب ضمن العشر الأوائل في لبنان. أما في الشهادات المهنية التي تعددت فروعها فقد نجح 118 في الشهادة الثانوية BT و79 في الشهادة المتوسطة BP ومراتب أولى في لبنان في فروع متعددة، كما نلفت إلى أن المبرّات التي تعتز بمؤسساتها الرعائية التي تحرص على رعاية مميزة للأيتام والحالات الاجتماعية الصعبة قد نجح من أبنائها 93 في الشهادات الثانوية و185 في الشهادة المتوسطة و89 في الشهادات المهنية، وأما مؤسسة الهادي لذوي الحاجات الخاصة فقد خرّجت 11 طالباً ثانوياً و8 في المتوسطة”.
وأضاف: “هذا هو حصاد المبرّات الذي يضاف إلى حصد جوائز التميز في العديد من الأنشطة التعليمية والبيئية والرياضية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وما زالت جمعية المبرّات تبني أجيالاً على قاعدة النوعية والتميز مترقبين المزيد من التألق والسموّ والرقيّ”.
وتوقّف الدكتور فضل الله عند إنجازات المبرّات الجديدة قائلاً: “افتتحت المبرّات مركز المصطفى الصحي الاجتماعي في قبريخا (الجنوب)، ووضعت الحجر الأساس لمبنى جديد لمبرة الإمام الرضا في النبطية، وسوف تفتتح مبرة الحوراء في رياق (البقاع) بداية هذا العام الدراسي، وكذلك مركز السيدة زينب الصحي الاجتماعي لرعاية المسنين في جويا (الجنوب)، وإنشاء مبنى جديد لقسم التوحّد في مؤسسة الهادي (بيروت). وافتتاح المدرسة القرآنية حارة حريك (بيروت). ولا زالت المبرّات عبر صندوق الفرح في مستشفى بهمن تهتم بمعالجة الأطفال المصابين بمرض السرطان. وكذلك افتتحت اختصاصات جديدة في جامعة USAL (طريق المطار)، هذه الجامعة الناشئة التي خرّجت الدفعة الأولى من طلابها هذا العام والتي نأمل أن يكون لها مكاناً لائقاً على الساحة التربوية والتعليمية اللبنانية ومصدر إشعاع تربوي علمي رسالي متميز في الأداء والعطاء”
وتابع: “إن المبرّات ستبقى تنشر ثقافة الخير والإحسان، والابتعاد عن المظاهر الاجتماعية التي لا تنطبق مع واقع المؤسسات وظروف المجتمع، وستبقى تحدث شراكات مع المؤسسات التربوية والمنظمات الاجتماعية من أجل تعميق المواطنة والأخوّة، فضلاً عن الاستفادة المتبادلة من الخبرات المختلفة”.
ولفت الدكتور فضل الله في كلمته إلى موضوع:
“الشراكة مع الأهل”، والتي أنتجته من خبرة على مستوى الكمّ والنوع، وقد آن الأوان لتوثيقها لتصبح مرجعاً للآخرين وللآت في مستقبل المبرّات”. وقال: “ندعو ونؤكد على إطلاق ورشة عمل على مستوى كل مؤسسات المبرات لجمع كل التجارب واستخلاص الإطار المرجعي الفكري والنظري الذي يؤطر هذه التجربة. وبذلك ننتج معرفة جديدة للمجتمع تماماً كما تجربتنا في مجال التطوير الإداري التربوي أو تجربتنا في التنشئة الإسلامية”. وأضاف: “المبرّات تهدف إلى إيجاد منصات متعددة قادرة على وصل مجتمع المدرسة بمجتمع الأهل في مساحة من التعامل الإنساني الهادف إلى تطوير المجتمع وانفتاحه على العالم وتأصيله على القيم الرسالية”.
ودعا فضل الله إلى “تعزيز القيم الحاكمة للعلاقة مع الأهل” قائلاً: “بدأت جمعية المبرّات الخيرية العام الماضي العمل على وضع الإطار المرجعي القيمي من خلال تحديد القيم الحاكمة للعمل لكل موقع وظيفي في مؤسساتها الرعائية والتعليمية، فهذا المشروع قائم على المشاركة الفعالة لكل العاملين من خلال حلقات التفكر التي نظمت في المؤسسات وشملت كل مستويات الهرم الإداري فيها”. وأمل من القيّمين على هذا المشروع “أن يكون هذا العام عام التوافق على القيم الحاكمة للعلاقة مع الأهل استناداً إلى مفهوم الشراكة والتجربة العملية”.
ولفت إلى ضرورة “استثمار التكنولوجيا الحديثة من أجل تسهيل التفاعل والتواصل بين الأهل والمؤسسة”، مشيراً إلى أنه: “سيبدأ في هذا العام الدراسي إطلاق تجربة برامج نظم المعلومات على الشبكة العنكبوتية تطبيق School online حيث سيتمكن الأهل من خلال الهواتف الذكية أو أجهزة المعلوماتية الخاصة بهم تطبيق التواصل التفاعلي عبر الشبكة مع المؤسسة”.
وأكد على متابعة “العمل في برنامج التربية الجمالية في المبرّات” قائلاً: “هذا البرنامج يُعنى بتربية الذوق الفني عند الإنسان وتأكيد علاقته الجمالية مع الطبيعة وظواهر الحياة الاجتماعية وعلاقته مع الفن أيضاً أي مع مكوّنات الواقع جميعها. ويمكّن الطفل من التمييز بين الجميل والقبيح، والحسن والسيء، والسلوك السليم من السلوك الخاطئ، والشخص النبيل من الشخص غير النبيل”. وأضاف: “على كل من يعمل في التربية والتعليم والرعاية أن يعمل على تحصيل الثقافة الجمالية ليتمكن من التأثير في طلابه ونشر هذه الثقافة والتدخل بشكل تكاملي مع المناهج. وأن يكون دور للمؤسسة التربوية في تنمية هذه الثقافة عند الأهل أيضاً وذلك لأن للأهل تأثيراً جوهرياً في تحقيق أهداف التربية الجمالية عند الأبناء”.
وأشار فضل الله إلى إيلاء الاهتمام لبرنامج التربية الإبداعية”، قائلاً: “بدأت المبرّات منذ سنوات قليلة تنهج مسار التربية الإبداعية لتلامذتها مستفيدةً من الأدبيات العالمية في هذا المجال، وذلك تلبية لاحتياجات تلامذتها وأبنائها الموهوبين. وبدأت المبرّات تحصد ثمار هذه التربية الإبداعية، حيث أن طالبة من هؤلاء حصلت على مرتبة من المراتب الأولى في لبنان”.
وحثّ العاملين على “تعزيز نظام الجودة في المؤسسات الرعائية” وقال: “جمعية المبرّات الخيرية هي من المؤسسات الرائدة في عالمنا الحديث التي أسست لنظام الجودة في المؤسسات الرعائية والذي لم نجد له مماثلاً في مؤسسات شبيهة وخططت ونفذت برنامجاً إدارياً تطويرياً ومتمايزاً مع مدارس المبرات بحيث ينسجم مع طبيعة العمل الرعائي، كما أنها تخضع لبرنامج تدقيق داخلي وخارجي بما يحقق معايير الشفافية التي تؤمّن رعاية تربوية إنسانية للأيتام والحالات الاجتماعية الصعبة. إضافة إلى توجيه مهني ينسجم مع قدرات وطموحات الأبناء”. وأضاف: “إنّ ذلك أدّى إلى وجود مئات من متخرجي هذه المؤسسات الرعائية وصلوا إلى مستويات تعليمية مميزة وبعضهم التحق ببرنامج المتفوقين والموهوبين في مدارسها، كما أن قسماً منهم يعمل في مؤسسات المبرّات برتب وصلت إلى الإدارات العليا لبعض مؤسساتها التعليمية والرعائية والاستثمارية”.
ودعا فضل الله إلى “تطوير التعليم المهني والتقني في مدارس المبرات ومعاهدها بالرغم من أن هذا التعليم غير موجّه في المناهج الرسمية بالشكل الصحيح لتلبية احتياجات سوق العمل مع تحديات العولمة، والمسؤولون في التربية والتعليم في بلدنا لم يولوا هذا الأمر الأهمية اللازمة”.
وأكد على تعليم ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات المبرّات كافة قائلاً: “إن هذه المؤسسات التي عرفت بالمرحبة تحملت مسؤولية كل هذا التنوع في رحابها مع تحدياته. وقد ظهر أنه عندما اكتمل تعميم سياسة الدمج على كل مؤسسات المبرّات الأكاديمية والمهنية والرعائية حققت المبرات التميّز لكل تلامذتها من المتفوقين والموهوبين إلى ذوي الصعوبات التعلمية والنمائية وغيرهم من كل فئات الاحتياجات الخاصة. علماً أن نجاح تجربة تعليم التلامذة ذوي الاحتياجات الخاصة يضعنا جميعاً أمام مسؤولية الحفاظ عليه وضمان استمراريته بجودة عالية ونتائج أفضل ليس فقط في المؤسسات التعليمية بل والرعائية أيضاً”.
وأطلق فضل الله مشروع “تعزيز وجود الرأسمال البشري في المبرّات والبحث الدؤوب عن حلول جديدة لمشاكله” قائلاً: “إن هذا الموضوع يستدعي وجود برامج تأهيل وتدريب وتمكين بما يتلاءم مع الحاجات المرتبطة بمسؤولية كل فرد منهم، وإن تحديد احتياجات التمكين والتطوير تحددها طبيعة المهارات والخبرات والمعارف التي يتطلبها القيام بمهام ومسؤوليات كل موقع وظيفي إضافة إلى خلاصة تقييم الأداء”.
ودعا في ختام كلمته إلى “العمل على نظام اعتماد التميز المؤسسي الخاص بالمبرّات والذي يشكل الحاضن في معاييره لكل التوجهات التي نصبو إليها والضامن إلى تحقيق رؤية المبرّات بكل ما يقاس من الأفكار والأهداف والقيم والبرامج”. وأضاف: “ستقوم وحدة التطوير المستمر والتقييم الذاتي المركزية بالتنسيق مع إدارات المؤسسات والوحدات الفرعية بوضع وتنفيذ خطة للتعريف بالنظام والتدريب اللازم للحصول على شهادة التميز المؤسسي تدريجياً وبحسب جهوزية كل مؤسسة”.
بعد ذلك ألقى الأستاذ غسان شكرون ممثلاً معالي وزير التربية والتعليم العالي الياس أبو صعب كلمة جاء فيها: “لا يمكن أن تبلغ التربية أهدافها السامية في غياب التعاون بين البيت والمؤسسة التربوية رسمية كانت او خاصة”، مشيراً إلى أن الاستثمار في البيئة الحاضنة لوجود المؤسسات التربوية الخاصة وتوجيهها هو جزء من نجاح المؤسسة”.
وأضاف: “لا يمكن أن تنجح المؤسسة وحدها في ترسيخ الأفكار والقيم والسلوكيات الوطنية والروحية والاجتماعية، إذا كان التنسيق غائباً بين المؤسسة والأهل والمجتمع المدني والقوى المدنية المؤثرة في المجتمع”.
وأشار شكرون إلى أن “التأني في اختيار مدير المؤسسة التربوية والبحث عن الشخصيات التي تتقن التواصل بين الأهل والمجتمع يشكّل سبباً رئيسياً في أسباب النجاح في المهام التربوية”.
ونوّه شكرون بالدور الذي تلعبه لقاءات التعاون بين البيت والمدرسة في بناء شخصية المتعلّم وصقلها والعمل على انفتاحها وتقبلها الآخر والمسامحة وحل النزاعات بالطرق السلمية واستعمال العقل بدلاً من الغرائز وترسيخ المواطنة بدلاً من التباعد.
وختم شكرون قائلاً: “إن تاريخ مؤسسة المبرّات في إنجازات مدارسها في التربية على المحبّة وقبول الآخر وتعزيز القيم الروحية والوطنية السليمة يشكّل نموذجاً مختلفاً”.
بعد ذلك تمّ عرض تقرير مرئي عن “الشراكة في المبرّات”، فندوة بعنوان “الشراكة مع الأهل، تجارب وتحدّيات” جمعت بين الأب جورج ديماس أمين عام أسرة المدارس الأرثوذكسية، الأستاذة ميرفت علي حسن بدر مديرة كلية خديجة الكبرى التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، الشيخ الدكتور سامي أبي المنى أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية ومدارسها، الأستاذة رنا اسماعيل نائب المدير العام للتربية والتعليم في جمعية المبرات الخيرية.
فأشار الأب جورج ديماس إلى أن: “في كثير من الأحيان نعاني من غياب الأهل عن أداء أي دور على المستوى التربوي. يقتصر دورهم على تسديد القسط والمطالبة بالنتيجة المرجوة. هذه الظاهرة تتوسع انتشاراً في قسم من العائلات الميسورة جداً التي لها اهتمامات أخرى غير التربية، وفي تلك التي ينصرف الوالدان معاً إلى العمل لتأمين معيشة أولادهم، أو في تلك التي تعاني من مشاكل زوجية، مما يجعل من المدارس وكلاء عن أهل مستقيلين قسراً أو طوعاً من دورهم التربوي”.
وأضاف: “إن المدرسة بالأساس ليست مدعوة للحلول مكان الأهل، بل إلى مساندتهم في العملية التربوية لأنهم المسؤولون الأول عن تربية أولادهم، وهذه المسؤولية ليست فقط معنوية بل هي قانونية”.
أمّا الأستاذة ميرفت بدر الدين فأشارت إلى أن “مشاركة الأهل في العملية التعليمية تؤمن الاطلاع المستمرّ على تطوّر أبنائهم ونموّ قدراتهم الاجتماعيّة والنّفسيّة والأكاديميّة المعرفيّة، كما توفّر لهم إمكانية مساعدتهم في المنزل، ومعرفة أسس التّعامل معهم وفقاً للمرحلة العمريّة الّتي يمرّون بها فضلاً عن مساعدة الأهل على التّعاون مع أبنائهم، ومع ذوي الحالات الخاصّة، والرفع من نسبة الثّقة عند أولياء الأمور بأنفسهم كناشطين فعالين في العملية التّربويّة، خاصة عند إشراكهم في القرارات المتعلّقة بولدهم وبالأنشطة المدرسيّة”.
بدوره الشيخ سامي أبو المنى لفت في مداخلته إلى أنه: “في بعض الأوقات ربما ينشأ صراع بين المعلمين وأولياء الأمور حينما تختلف التوجهات”، موضحاً أن “المعلم يعتبر نفسه صاحب مهنة ومتخصص في شؤون التربية، بينما كثير من أولياء الأمور ليس لديهم الخلفية المهنية لدور المعلم، وبالتالي، قد لا يكون تدخُّلهم في مجال عمل المعلمين مناسباً، وبالتالي فإنه يحِدُّ من العلاقة التعاونية فيما بينهم، وهنا يأتي دور الإدارة الحكيمة للفصل في الأمور وتصويب العلاقة”.
وشدّد على ضرورة “إقامة التوازن بين حقّ المدرسة في قيادة العملية التربوية وبين حقّ الأهل في المشاركة، وضرورة حثّ الأهل على المشاركة وتنظيم هذه المشاركة على أسسٍ واضحة، لتبقى للمدرسة هيبتها، وللمعلمين ريادتهم، وللأهالي حضورهم، وليكون التلميذ دائماً الهدفَ الأوَّلَ والأخير”.
وفي ختام الندوة أشارت الأستاذة رنا اسماعيل إلى ضرورة: “العمل على جهود مكثفة لمشاركة أهالي ذوي الطبقات الإجتماعية الفقيرة ، الأقليات وتلامذة اللغات المختلفة، حيث أن مثل هؤلاء يمثلهم القليل من الأهالي المشاركين في المدارس، بالإضافة إلى العمل مع أهالي وأفراد الطبقات الإجتماعية ذات الثقافة المحددوة لمساعدة الأطفال على تخطي أية صعوبات يمكن لحظها في المنزل والمدرسة”.
فضلاً عن ذلك دعت الأستاذة رنا اسماعيل إلى: “مأسسة شراكة حقيقية مع الأهل وإنعكاس ذلك في الممارسات ليصبح ثقافة متجذرة، وإلقيام بمراجعة شاملة لكل الإجراءات وآليات التواصل المتعلقة باستقبال الأهل والتطلع إلى أي مدى تعطي الإجراءات والآليات المجال الكافي والمحفّز للأهل للتواصل الإيجابي والمثمر مع المؤسسة”.
بعد الندوة ألقى رئيس جمعية المبرّات الخيرية سماحة العلّامة السيد علي فضل الله كلمة جاء فيها: “ما حصلنا عليه هذه السنة من نجاحات علينا أن نحصل على إضافات له في السنوات القادمة، ونحن دائماً بحاجة إلى أن نراجع الأساليب والوسائل التي نستخدمها”.
وأضاف: “مسؤوليتنا على مستوى المؤسسة أن نعمل على مواجهة العنف والتعصّب والانغلاق والتطرّف والجهل والمغالاة الذي نعيشه في حياتنا وأن نعمل على العلاج والوقاية من هذه الأمراض التي وصلت إلى مجتمعنا”.
وتابع: “نحن لن نكون في أي مرحلة من المراحل صدى للواقع، لقد تعلّمنا من خلال كل هذا التاريخ الذي تمثله هذه المؤسسات وبنيت على أساسه، أننا سنبقى نحمل هذا الفكر العقلاني المنفتح المتواصل الذي يدعو إلى الحوار والذي يعتمد مبدأ الكلمة الطيبة والتسامح”.
وقال سماحته: “نحن لسنا فقط مؤسسات تعليمية، بل علينا المزج بين العلم والتربية، فالتعليم قد يكون مشكلة إن لم يقترن بالبناء الأخلاقي والإيماني، فعلينا أن نخفف أثقال التعليم على الأهل وأن نتعاون على المستوى التربوي على بناء هذه الروحية وأن نبقى على تواصل دائم معهم فهم شركاء حقيقيون في المسألة التربوية وعلينا أن نعمل على تأكيد هذه الصورة”.
وأوضح فضل الله أن: “ما نحتاجه هو أن نملك الصبر والتضحية والروحية المتسامية، وأن نبدأ العام الجديد ونحن لدينا استعداد لتحمّل المعاناة ومواجهة التحديات وإزالة المعوّقات”.
وتوجه في ختام كلمته إلى العاملين في المبرّات بالقول: “هذه المؤسسات لم تبنَ إلّا بجهودكم وتفاعلكم وتضحياتكم ومعاناتكم، ومن مسؤوليتنا أن نكون أوفياء لهذه العطاءات وحريصين على أن يعمّ فيها روح التكافل والتواصل والمحبّة والإخاء”.