إعتادت أم علي 45 عامًا على إستقبال أول أيام السنة الهجرية من شهر محرم بإرتداء الملابس السوداء، هذه العادة التي ورثتها عن والدتها التي ألزمت نفسها بإرتداء الملابس السوداء في محرم كما ألزمت أبناءها ومنهم أم علي وأوصتهم..
وبدت أم علي واثقة وهي تتذكر وصايا والدتها وحرصها على شراء الملابس السوداء لأبنائها قبل شهر محرم، وحرصت هي بدورها على نقل هذه العادة إلى أبنائها الأربعة، فهم جميعًا ملزمون بإرتداء الملابس السوداء.
تقول أم علي " لست وحدي من تحرص على هذه العادة فالكثيرون يرتدون السواد وآخرون يعلقون الرايات السود على أسطح المنازل وكثيرون ينشرون الأقمشة السوداء على جدران الداخلية لغرف الضيوف في مساكنهم".
الكثيرون يعتبرون إرتداء الملابس السوداء في عاشوراء مظهرًا من مظاهر التعبير عن الحزن، أما تّجار الألبسة والأقمشة فيعتبرون شهر محّرم موسمًا لتجارة رائجة تحقق المزيد من الأرباح، فجميع أصحاب المحال التي تبيع الملابس والأقمشة يستعدون بشكل جيد لمناسبة عاشوراء وينتظرونها بفارغ الصبر.
تؤكد أم علي إن "أسعار الملابس السوداء تزيد من سنة لأخرى وقّدرت تكاليف شراء الملابس السوداء لها ولأبنائها الأربعة بأكثر من 200$ فجميع أصحاب المحال التجارية الخاصة ببيع الملابس يربحون كثيرًا في عاشوراء.
وعليه، فإن أصحاب المحال يعتبرون شهر محرم وخصوصًا الأيام العشرة الأولى منه موسمًا مربحًا لبيع الملابس بشكل واسع، ولولا تحقيق التجار أرباح جيدة من تجارة الملابس السوداء لما وجدنا واجهات المحال اليوم تتشح باللباس الأسود.