قال وزير الداخلية الإيراني رحماني فضلي خلال كلمته في الاجتماع الأممي لبحث اوضاع اللاجئين والنازحين بمدينة نيويورك إن أغلبية الأفغان المقيمين في إيران يرغبون في الهجرة إلى أوربا مطالبا بالدعم الأممي لإيران تجنباً لنزوحهم إلى أوربا.
وقال فضلي إن نتائج استطلاعات رأي أجريت بين المهاجرين الأفغان في إيران تُظهر بأن 60 في المائة منهم يرغبون في الهجرة إلى أوربا، عبر حدود إيران الغربية، إذا سنحت لهم الظروف.
وأضاف وزير الداخلية الإيراني بأننا أنذرنا الأوربيين من تداعيات نزوح مليون وستمائة ألف من اللاجئين الأفغان المقيمين في إيران، وذكّرناهم بأن نزوح هذا الحجم الهائل من اللاجئين إلى أوربا سيشكل سيلاً عارماً ويخلق مشاكلاً كبيرة لها.
واشار فضلي إلى جهود بلاده للحد من توجه اللاجئين الأفغان إلى الحدود قائلاً: نحن متواجدين على الحدود لأسباب أمنية وإنسانية، ونحاول منعهم من النزوح وتنظيمهم داخل البلاد، حيث تواجدهم على الحدود يسبب في معاناتهم ويخلق لهم المشاكلً.
واستنتج وزير الداخلية الإيراني بأن إيران بحاجة إلى الدعم المالي لمنع الأفغان من النزوح وتأمين حياة كريمة لهم داخل الحدود الإيرانية، حيث لصالح الجميع أن لا يحدث هكذا نزوح، واضاف بأن سبب النزوح من العراق وسوريا هو غياب الأمن ويجب على الجميع العمل من أجل إيعاد الأمن إلى المنطقة.
وهكذا تهدد إيران أوربا على الغرار التركي وتعلّمت درساً من جارتها بأن كيف تستغل الورقات المتوفرة لديها لابتزاز الغرب. ويمثل هذا التهديد خطوة متقدمة للسياسة الخارجية الإيرانية، حيث يبدو أن إيران تغير اتجاهها من المعارضة إلى المفاوضة، التي يمكن من خلالها أن تساوم من أجل الحصول على مكاسب ومنافع وامتيازات.
وأذا تتمكن تركيا أو تمكنت فعلاً من الحصول على تلك الامتيازات عبر مساومات مبتزة مع أوربيين، شاهرةً سيف النازحين السوريين فلما ذا لا تنجح إيران في ذلك عبر ورقة الأفغان النازحين؟!
إن إيران تستفيد من النازحين الأفغان كقوة عاملة أولاً حيث إنهم يشتغلون في كثير من الأشغال الصعبة التي ليس لها متطوعون كثر بين المواطنين، كما إن إيران تستخدم الأفغان كجنود في الحرب السورية، وتحسّن وضع الأفغان اللاجئين في إيران بفضل مشاركتهم الواسعة في الحرب السورية.
كان اللاجئون الأفغان محرومون من كثير من الخدمات الاجتماعية ومنها التعليم في المدارس الرسمية، ولكنهم بعد أن أثبتوا مصداقيتهم في القيام بمهمات عسكرية في سوريا، حصلوا على تلك الخدمات.