فشل الهدنة في سوريا يرخي بظلاله على الساحة اللبنانية , وتحذير أمني لعون ممنوع العبث بالشارع
السفير :
يستمر الأفق الرئاسي مسدوداً، برغم محاولات اختراقه، فيما الوقت يضيق على المخارج الانقاذية مع اقتراب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 28 أيلول، والتي أرادها العماد ميشال عون ان تكون مفصلية وفاصلة، بحيث يصبح ما بعدها ليس كما قبلها.
ويبدو ان الرابية تترقب ما يمكن ان تحمله الساعات الـ 48 المقبلة من الرئيس سعد الحريري، قبل ان تنتقل الى مرحلة جديدة، ستتوقف طبيعة معالمها على الاتجاه الذي ستسلكه الجلسة الانتخابية المقبلة.
أما الجلسة الحادية عشرة للجنة الاتصالات النيابية، فقد انطوت على جديد لافت للانتباه، بعدما وصل «مصعد» الملاحقة والمحاسبة في ملفّي التخابر الدولي غير الشرعي والسعات الدولية (اي. وان) الى «الطوابق العليا» التي يسكنها في العادة أصحاب النفوذ، لتهتز بذلك محرّمات او «تابوهات»، كان الاقتراب منها ممنوعاً، حتى الأمس القريب.
بمعنى آخر، استطاعت الدينامية التي أطلقتها اللجنة ان تلامس ما يُعرف بـ«الرؤوس الكبيرة»، بعدما اعتاد اللبنانيون في تجارب سابقة على حصر المساءلة والعقاب بـ«الرؤوس الصغيرة» التي غالبا ما يتم تحويلها الى كبش محرقة، تُطوى معها ملفات الفساد وتُقفل بالشمع السياسي الأحمر.
صحيح، انه لا يجب الاستعجال في رفع سقف التوقعات والرهانات، الى حين صدور الحكم النهائي، وشمول «العصف القضائي» المتورطين في «الفضيحة المركزية» والمتمثلة في مغارة الانترنت غير الشرعي.. لكن الصحيح ايضا ان تطوراً نوعياً طرأ على المسار العام لهذه القضية المتشعبة بمجرد الادعاء على رئيس مجلس إدارة محطة «أم. تي. في» ميشال غبريال المر وشركة «ستوديو فيزيون» بتهمة التخابر غير الشرعي، والاستعداد للادعاء على مدير عام «هيئة أوجيرو» عبد المنعم يوسف بتهمة هدر المال العام والاهمال الوظيفي في ملف السعات الدولية، وهذه قفزة تُسجل للجنة ورئيسها النائب حسن فضل الله، وكذلك للقضاء الذي بادر الى اتخاذ قرارات جريئة من شأنها ان تساهم في ترميم الثقة فيه، إذا جرى استكمالها.
وللعلم، فإن التخابر الدولي غير الشرعي رتّب على الدولة خسائر بقيمة 60 مليون دولار تقريبا، أما امتناع «أوجيرو» عن بيع السعات الدولية لشركتي الخلوي اللتين لجأتا الى شرائها من القطاع الخاص، فقد أدى الى هدر تراوح بين 35 و40 مليون دولار في سنة واحدة!
وقال المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم لـ «السفير» إنه ثبت بموجب التحقيقات التي أجراها ان هناك مسؤولية تقع على ميشال غبريال المر في التخابر غير الشرعي، ما استوجب الادعاء عليه، مشيرا الى انه كان قد استمع الى المر الذي قدم توضيحات وتفسيرات، لكنها لم تكن مقنعة ولم تغير في قناعتي بأن هناك أموراً غير سليمة.
وأوضح ان هذا الملف أحيل الى القاضي المنفرد الجزائي في المتن والذي يعود اليه ان يُصدر الحكم المناسب، فإما يمنح المر أسبابا تخفيفية إذا وجد موجبا لذلك وإما يتخذ بحقه العقوبة المناسبة التي تصل في حدها الاقصى الى السجن ثلاث سنوات.
وأكد انه انتهى من التحقيق في ملف الانترنت (أي. وان) بعدما استمع الى المدير العام لهيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف ووزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي وعدد من موظفي وزارة الاتصالات، كاشفا عن انه توصل الى قناعة بضرورة الادعاء على يوسف، «وأنا أنتظر الرد من الوزير بطرس حرب على طلب الإذن بملاحقته، للمباشرة في الادعاء عليه».
وشدّد ابراهيم على ان ضميره مرتاح، لافتا الانتباه الى انه غير معني بكل ما يحكى عن حصانات وحمايات لبعض كبار المرتكبين، «وكل من يثبت لي تورطه في مخالفات للقوانين وهدر للمال العام سألاحقه، بمعزل عن هويته، إذ أنا أتعامل مع الملف ومحتواه، بشكل مجرد وموضوعي، من دون الالتفات الى الاسماء، سواء كبرت ام صغرت».
وأضاف: لا محرّمات او خطوط حمر يمكن ان تكبل عملي، ما دمت قاضيا، وأنا حريص على ان أقوم بواجبي كاملا، شاء من شاء وأبى من ابى، والذي لا يعجبه ما أفعله هو حر، لكنني لن أبدل في قناعاتي.. إن البلد ينهار امامنا، فكفى عبثا بما تبقى من مؤسساته.. الوقت الداهم
سياسيا، ابلغت مصادر واسعة الاطلاع «السفير» ان الاستحقاق الرئاسي لا يزال يراوح مكانه برغم كل الضجيج الحاصل، وأن جلسة الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» و «أمل» مساء أمس، لم توح بإمكان انتخاب الرئيس في 28 أيلول.
وأشارت المصادر الى ان الأمل في ان يتطور موقف الرئيس سعد الحريري إيجابا حيال ترشيح عون هو ضئيل جدا، لافتة الانتباه الى ان «المستقبل» يجد في اعتراض الرئيس نبيه بري على انتخاب الجنرال مهرباً له، يسمح له بتخفيف المسؤولية عنه.
وفيما تردد ان عودة الحريري الى بيروت باتت قريبة جدا، قالت أوساط مطلعة في «التيار الوطني الحر» لـ «السفير» إن عون ينتظر ان يصله «الخبر اليقين» في شأن خيار الحريري، خلال الـ 48 ساعة المقبلة، حتى يبني على الشيء مقتضاه، موضحة انه سيحسم أمره بعد انقضاء هذه المهلة، فإما تتحقق معجزة التسوية الميثاقية وإما تبدأ رحلة الشارع في أواخر الشهر.
واعتبرت الأوساط أن «المستقبل» يتوزع بين فريق ركيك يدعم انتخاب عون باعتباره ممراً الزامياً للحريري نحو السرايا الحكومية، وفريق آخر يرفض هذا الخيار بشدة ويملك الأرجحية، لافتة الانتباه الى ان الحريري يستطيع ان يصحح الخلل في التوازن بين الفريقين إذا اتخذ قراراً شجاعاً بدعم الجنرال، وهو الأمر الذي يبدو حتى الآن صعباً.
وأكد تكتل التغيير والإصلاح بعد اجتماعه الأسبوعي، برئاسة عون، «أن التسريبات والنفي في ما يتعلّق بالجلسة المرتقبة لانتخاب رئيس الجمهورية في 28 ايلول هي تقنيات لإحباط جمهورنا ولتصوير واقع غير موجود، مشددا على ان الرئاسة لا تخص التيار والعماد عون والمسيحيين فقط، بل المسلمين ايضاً، والفكرة التي بني عليها لبنان».
واعتبر التكتل أن أي تحرك لا يتوقف على موقف من هنا او إشارة من هناك، «ونحن مستمرون بلا عودة الى الوراء على هذا الصعيد، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام الغاء لبنان».
الحوار الحزبي
والمأزق السياسي المعقّد، كان أمس موضع بحث على طاولة الجلسة الـ 34 للحوار بين «حزب الله» و «المستقبل» و «أمل»، في عين التينة، حيث صدر عن المجتمعين بيان أوضحوا فيه انهم ناقشوا «الأزمة العميقة التي تعاني منها المؤسسات الدستورية الثلاث وأثرها على الاستقرار في البلاد خصوصاً بعد توقف الحوار الوطني، وسبل الخروج منها، وأكدوا ضرورة التواصل بين الافرقاء لتأمين المخارج».
وبالتزامن مع انعقاد جلسة الحوار الحزبي، أصدرت «كتلة المستقبل» النيابية بيانا بعد اجتماعها أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أكدت فيه أن «مبادرة الرئيس الحريري المتمثلة بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مستمرة وقائمة، والآخرون هم المطالبون بتقديم ما لديهم من اقتراحات ومبادرات»، مشيرة إلى أن «ادعاء «حزب الله» بأن السعودية و»المستقبل» يتحملان مسؤولية تعطيل انتخابات الرئاسة، هي ادعاءات مردودة وبائسة وسخيفة ولا تنطلي على أحد، ولا يمكنها أن تغطي على دور الحزب وإيران في تعطيل الانتخاب».
النقل البري
على صعيد مطلبي، تنظم اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان تحركا احتجاجيا يتضمن الإضراب والتظاهر، للمطالبة بإلغاء ما أسمته الصفقة ـ الفضيحة لتلزيم المعاينة الميكانيكية، وإعادتها الى كنف الدولة، وذلك ابتداء من السادسة صباح اليوم حتى الحادية عشرة قبل الظهر، على أن تنطلق التجمعات والمسيرات من المناطق الآتية: بيروت، الجبل، صيدا، النبطية، صور، شتورا، بعلبك، الهرمل، وساحة التل شمالا.
النهار :
فيما تغرق سوريا مجدداً في سفك الدماء، وبعدما أوقفت الامم المتحدة قوافل مساعداتها الانسانية في البلد المضطرب أمس، تسعى الدول الكبرى جاهدة لاقناع نفسها بأن وقف النار يمكن انقاذه. واستأثرت سوريا بحيز واسع من انطلاق الإجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الحادية والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة العشرات من زعماء الدول الـ193 الأعضاء. واغتنم الرئيس الأميركي باراك أوباما فرصته الأخيرة أمام هذا المحفل قبل أشهر قليلة من مغادرته البيت الأبيض ليحض على "تصحيح المسار" في اتجاه عالم متكامل، قائلاً إن المكاسب التي أحرزت في العقود الأخيرة تتعرض للتهديد بسبب "الغموض والقلق والصراع".
مجموعة الدعم الدولية
واكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان المساعي الاميركية الروسية للتوصل الى وقف النار في الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات "لم تنته"، ووعد بمعاودة المحادثات الدولية هذا الاسبوع.
الا ان تصريح كيري الحاسم بعد اجتماع مقتضب في نيويورك للمجموعة الدولية لدعم سوريا، لم تخف جو التشاؤم بين وزراء الخارجية لدول المجموعة.
ووصل كيري الى الاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ليرأس المجموعة التي تضم 23 دولة.
والعلاقات بين اعضاء المجموعة متوترة بعد الغارة الجوية التي شنها الائتلاف خطأ مما أدى الى مقتل أكثر من 60 جندياً سوريا السبت.
والاثنين بدا ان المحادثات محكوم عليها بالفشل بعدما اعلن الجيش السوري انتهاء وقف النار الذي تم التوصل اليه بوساطة اميركية - روسية، واصابة قافلة مساعدات تابعة للامم المتحدة في غارة جوية.
الا ان كيري اغتنم فرصة اجتماع أعضاء مجموعة الدعم في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة ليجري محادثات ازمة.
وعلى رغم ان جو المحادثات كان قاتما ولم تثمر نتائج، الا انها شكلت فرصة لكيري ومبعوث السلام الدولي الى سوريا ستافان دو ميستورا للتأكيد ان العملية لم تنهر.
ولم تستمر المحادثات سوى ساعة، وقال المشاركون فيها ان الجو كان متوتراً وجدياً.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي بان الوزراء "اتفقوا على انه على رغم استمرار العنف، لا يزال من الضروري السعي للتوصل الى وقف للعداوات في انحاء سوريا يستند الى الترتيب الذي تم التوصل اليه الاسبوع الماضي في جنيف بين الامم المتحدة وروسيا.
وصرح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ان "الجو السائد كان ان أحداً لا يريد التخلي عن وقف النار". وأضاف: "بصراحة إن عملية كيري ولافروف هي المساعي الوحيدة الان وعلينا ان نعيدها الى مسارها".
ورأى وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرلوت أن الاجتماع كان متوتراً، الا ان على الدول الاخرى ان تساعد موسكو وواشنطن في التغلب على الخلافات. وقال: "لقد كان اجتماعاً دراماتيكياً، والجو العام كئيب. هل ثمة أمل؟ لا استطيع الاجابة عن ذلك بعد، ولكن علينا ان نبذل كل ما في وسعنا". وشدد على أن "المفاوضات الاميركية - الروسية وصلت الى حدها. والكثير لم يقل بعد. الروس والاميركيون لا يمكنهم ان يقوموا بذلك وحدهم".
من أغار على القافلة
وطالب مسؤولون أميركيون روسيا بتحمل مسؤولية ما قالوا إنه غارة جوية شنتها الطائرات الروسية أو السورية على قافلة المساعدات الدولية قرب مدينة حلب.
لكن وزارة الدفاع الروسية نفت أي دور لها في الغارة وحاولت توجيه الاتهام الى الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. كما نفى الجيش السوري علاقته بالغارة.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية أن قافلة مساعدات تعرضت لهجوم في سوريا كانت ترافقها شاحنة مكشوفة لمتشددين مسلحة بمدفع هاون. وأوردت عن ناطق باسم الوزارة أن لقطات من طائرات من دون طيار أظهرت "تفاصيل جديدة" للحادث. واشارت الى ان حريقاً شب في القافلة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن قافلة المساعدات تعرضت "لهجمات" الاثنين لا "غارات جوية" كما قالت من قبل.
وصرح الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ينس لايركه: "لا نستطيع تحديد ما إذا كانت هناك غارات جوية في واقع الأمر. وما يمكننا قوله هو أن القافلة هوجمت".
ووصف بيان صادر عن كبار مسؤولي المعونات الإنسانية في الأمم المتحدة في سوريا والمنطقة ما حصل بأنه "غارات جوية" ولكن سرعان ما عدل ذلك ليصير "هجمات" بعد ما قال لايركه إنه خطأ في الصياغة على ما يبدو.
إلا ان الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل جون توماس أفاد أن الهجوم الدامي على القافلة نفذ في ما يبدو بواسطة غارة جوية ولكن لم تشنها مقاتلات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وعلقت الأمم المتحدة كل شحنات المساعدات إلى سوريا بعد الهجوم. كما علقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الاحمر العربي السوري مساعداتهما.
وقال الهلال الأحمر العربي السوري إن رئيس مكتبه المحلي ونحو 20 مدنياً قتلوا في الهجوم الذي حصل الاثنين وألقى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" تبعته على طائرات روسية أو سورية.
وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون بـ"الهجوم المشين والوحشي الذي يبدو انه متعمد" والذي أدى الى مقتل نحو 20 شخصاً.
أوباما
وخصص أوباما حيزاً مهماً من خطابه في الامم المتحدة للترويج للقيم الأميركية. وقال إنه "في عالم تخطى زمن الإمبراطوريات، نرى روسيا تحاول استعادة المجد الضائع بالقوة".
ودعا الى ان "نكون متحدين وصارمين في تدمير شبكات مثل تنظيم داعش الذي لا يبدي أي احترام لحياة الإنسان. لكن ذلك يعني أيضا أنه في مكان مثل سوريا حيث لن يتحقق أي نصر عسكري في نهاية المطاف، علينا متابعة العمل الديبلوماسي الشاق الذي يهدف الى وقف العنف وإيصال المساعدات الى المحتاجين ودعم أولئك الذين يسعون إلى حل سياسي والذين يعتقدون أن الذين لا يشبهونهم يستحقون الكرامة والاحترام".
وقال أيضاً: "الإسرائيليون والفلسطينيون سيكونون أفضل حالاً إذا نبذ الفلسطينيون التحريض واعترفوا بشرعية الدولة اليهودية، وإذا أدركت إسرائيل أنها لا يمكن أن تحتل الأراضي الفلسطينية وتستوطنها بشكل دائم".
المستقبل :
بصريح العبارة وبمزيد من الثبات والوضوح، حرص «تيار المستقبل» بالأمس على وضع النقاط فوق الحروف الرئاسية مبيّناً موقفه العلني ورؤيته المبدئية حيال أقصر السبل الواجب اتباعها لإنهاء الشغور، سواءً عبر تشديد كتلته النيابية على كون «انتخاب الرئيس لا بد أن يكون بالشروط التي ينص عليها الدستور وليس بشروط أي حزب أو جهة»، أو من خلال إبلاغ وفد التيار إلى الحوار الثنائي وفد «حزب الله» ضرورة تحمّل الحزب وزر تأمين الأصوات اللازمة لانتخاب مرشحه النائب ميشال عون إذا كان جاداً في دعم وصوله إلى سدة الرئاسة بدل التلهي والتلطي خلف تحميل «المستقبل» مسؤولية انتخابه من عدمها.
وأوضحت مصادر المتحاورين لـ«المستقبل» أنّ وفد التيار جدد خلال جلسة الحوار الـ34 التشديد على أنّ موقف كتلة «المستقبل» المُعلن كان ولا يزال عدم مقاطعة أي جلسة لانتخاب الرئيس، بينما على «حزب الله» إن كان فعلاً يريد انتخاب عون أن يسعى لحشد الأصوات الكافية من كتل حلفائه لتأمين انتخابه رئيساً بغض النظر عن الموقف الذي ستتخذه كتلة «المستقبل» حيال هذا الانتخاب.
وإذ أعرب وفد «المستقبل» عن تثمين المواقف الوطنية التي يتخذها رئيس مجلس النواب نبيه بري والالتزام بالعلاقة المتينة معه، نقلت المصادر في المقابل أنّ وفد «حزب الله» أكد رغبة الحزب في استئناف جلسات الحوار الوطني في حين لم يكن حاسماً حيال الأزمة الحكومية بانتظار أن تحدد قيادة الحزب موقفها من المشاركة في جلسات الحكومة في ظل المقاطعة العونية.
وإثر انتهاء الجلسة مساءً في مقر الرئاسة الثانية بمشاركة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «المستقبل»، والمعاون السياسي لأمين عام «حزب الله» حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب، وبحضور الوزير علي حسن خليل، صدر عن المجتمعين بيان أوضح أنهم ناقشوا «الأزمة العميقة التي تعاني منها المؤسسات الدستورية الثلاث وأثرها على الاستقرار في البلاد خصوصاً بعد توقف الحوار الوطني وسبل الخروج منها، وأكدوا ضرورة التواصل بين الأفرقاء لتأمين المخارج».
سلام
وفي نيويورك حيث يواصل رئيس الحكومة تمام سلام لقاءاته مع قادة الدول المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، اجتمع سلام أمس بكل من الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والمصري عبد الفتاح السيسي بالإضافة إلى عدد من رؤساء الحكومات والممثليات الأوروبية مستعرضاً معهم أوضاع المنطقة وتطوراتها.
وأفادت المعلومات المتوافرة حول اللقاء مع الرئيس الفرنسي، أنّ هولاند شدد أمام سلام على الأهمية القصوى التي توليها بلاده لمسألة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، مؤكداً في هذا المجال متابعة فرنسا باهتمام الوضع اللبناني وسعيها المستمر مع كافة الأطراف الإقليمية لحثها على المساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي، مع إشارته إلى كون باريس بصدد التحضير والإعداد لاستضافة اجتماع مجموعة دعم لبنان الذي قد ينعقد في تشرين الثاني المقبل.
وبعيد منتصف الليل، ألقى سلام كلمة خلال انعقاد المؤتمر العالمي للنازحين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة قادة الدول الكبرى ومن بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، شدد فيها على وجوب تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته حيال أزمة النزوح السوري وتداعياتها السلبية على دول الجوار، مطالباً باعتماد مقاربة ونموذج جديدين لمعالجة هذه الأزمة «وتطبيقه سريعاً وإلا سنكون أمام حالة من اللاستقرار» المتفاقم في المنطقة.
وفي معرض تحذيره من أنّ مصير بلدان المنطقة وشعوبها بات «على المحك»، أكد سلام أنّ لبنان يرى أنّ «الحل الدائم الوحيد» لأزمة النازحين يكمن بإبرام «اتفاق سياسي يسمح بعودة آمنة وكريمة للسوريين إلى وطنهم»، لافتاً الانتباه إلى أنّ هذه الفكرة هي «أقل كلفة من المواجهة المسلحة للتطرف»، مع التشديد على كونه حلاً متاحاً وموجوداً بأيدي بعض المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الديار :
الازمة السورية ارخت بثقلها على لبنان واللبنانيين. وطالت كل المرافق والمناطق، وشكل النزوح السوري العبء الاكبر على الاقتصاد اللبناني والاستقرار الداخلي من بوابة انتشار خلايا ارهابية ترتبط بتنظيم داعش والنصرة واستهدفت مناطق لبنانية عديدة، كما عمقت الاحداث السورية الشرخ بين اللبنانيين في ظل الانقسام الداخلي بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له، كذلك شكلت الساحة السورية كامل جذب للاطراف الداخلية وكان موقف حزب الله واضحاً باعلان مشاركته العسكرية الى جانب الدولة السورية وضد الارهابيين.
في المقابل اندفع الكثيرون من الشباب في الشمال والبقاع والمخيمات الفلسطينية الى الالتحاق بصفوف المسلحين والقتال الى جانبهم.
منذ الـ 2012 والى اليوم كانت موجات الالتحاق بالمنظمات الارهابية التكفيرية في سورية والعراق تتوالى صعودا وهبوطا حتى بلغ عدد الملتحقين بالنصرة و«داعش» من شباب طرابلس والشمال ما يقارب 500 شاب تتراوح اعمارهم ما بين 18 سنة و30 سنة.
اول مظاهر الحركات الارهابية كان في العام 2000 في الضنية التي جرى القضاء عليها ومقتل زعيم الخلية القاعدية ابو عائشة وحصلت المواجهة الاولى مع الجيش اللبناني. ثم كانت المواجهة الثانية مع خلية ارهابية في مخيم نهر البارد عام 2007 وتخللتها معارك مع خلايا تم اكتشافها في ابي سمراء وشارع المئتين، وبرزت على الساحة اللبنانية هيئة عرفت باسم «هيئة العلماء المسلمين في لبنان» التي انضم اليها ما يقارب الـ 500 شيخ من مشايخ السلفية الجهادية ومعظم قياداتها من طرابلس والشمال.
يتحدث احد العائدين من جبهات القتال في سورية المدعو ابو زكريا انه تمكن من الفرار من صفوف «داعش» في الرقة ولو وقع اسيرا لكان قطع رأسه. يقول «ان احد المشايخ في طرابلس لعب دورا في غسل دماغه هو وبضعة شبان بحجة الواجب الديني لمناصرة اخوتنا المسلمين السنة في سوريا الذين يتعرضون للابادة حسب رأي الشيخ الذي كنا نثق بكلامه، وجرى تأمين مبلغ لكل منا نحن الثمانية عناصر وانتقلنا من طرابلس عبر المرفأ الى تركيا حيث اتلفنا جوازات سفرنا ومن هناك جرى نقلنا عبر شخص يلقب بابو طلحة نقلنا الى احد المعسكرات في الرقة وجرى اخضاعنا لدورات دينية شرعية وفق فكر الدولة الاسلامية (داعش) ثم لدورات عسكرية وقد شاهدنا بأم العين ممارسات شكلت لنا صدمات لم نتمكن من هضمها على انها اسلامية وادركنا اننا وقعنا في فخ وبدأنا نخطط لكيفية الهروب والعودة الى طرابلس بعد ان وعدنا بالمال وبالزواج وغير ذلك، فتمكنا من الفرار باعجوبة وعدنا الى طرابلس».
وحسب مصدر اسلامي، بنظرة سريعة الى خارطة الحركات والمنظمات الاصولية التكفيرية في طرابلس والشمال، يمكن ملاحظة ان جبهة النصرة هي القوة الاصولية التكفيرية الاولى التي تلقى تأييدا وسط الاسلاميين المتشددين من مشايخ بعضهم مسؤول عن مساجد في طرابلس والشمال، وبين الشباب المتشدد والمتحمس ويليها بالدرجة الثانية «داعش» وله ايضا منظروه الذين يسوقون فكره كما فكر النصرة على انه جوهر الدين الاسلامي دون ان يلقى هؤلاء خطة دينية رسمية معاكسة... ويتوزع هؤلاء المشايخ على مساجد في طرابلس وعكار والضنية ينشرون المنهج السلفي الجهادي وتكبر هذه الحالة ككرة الثلج بالرغم من مواصلة الاجهزة الامنية لهم عمليات الدهم والملاحقة ليس لاسباب فكرهم الديني المتشدد بل لخطورة ما يبثونه من تحريض طائفي ومذهبي. اصبح العدو المسلم السني المرتد والشيعي والعلوي والمسيحي...
ويشير المصدر الى انه بجانب النصرة وجد في الشمال من يناصر «داعش» ومنظمات ارهابية تكفيرية اخرى وابرز المشايخ المناصرين للنصرة الشيخ سالم الرافعي والحاج حسام صباغ والشيخ بلال بارودي وهؤلاء احتفلوا منذ عدة اسابيع بما أسموه فك حصار حلب ووزعوا الحلوى حينها، مما اوحى بعودة الحيوية الى نبض السلفيين الجهاديين في طرابلس انعكاسا لما ظنوه نصرا في حلب.
ويعتبر مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال وولداه جعفر وزيد من ابرز المؤيدين لنهج «داعش» وقد خرجا من الاعتقال بعد سجن لحوالى السنة.
ومرت فترة كان لا يمر فيها يوم الا ويأتي نعي شاب قتل في صفوف النصرة او «داعش» حتى بلغ عدد الذين قضوا في معارك على جبهات جرود القلمون والرقة ودير الزور وحلب وفي العراق اكثر من 150 قتيلا وبينهم عدد من الانتحاريين. السلسلة بدأت من مجموعة تلكلخ التي قتل فيها العام 2012 حوالى 22 عنصراً ومن ثم قتلى في معارك قلعة الحصن والزارة وابرزهم امير جند الشام ابو سليمان د. بينما تمكن من الفرار اكثر من 60 مسلحا ينتمون لجند الشام عبر المعابر غير الشرعية ليشكلوا فيما بعد خلايا توزعت بين النصرة و«داعش» في طرابلس واكتشف منها خلية عاصون وبحنين والستي كومبلكس في طرابلس ودير عمار ومنهم من نفذ عمليات انتحارية في جبل محسن وانفجارات في الضاحية تم كشفهم لاحقا واودعوا في السجن.
ومن ثم خرج مقاتلان من «داعش» الاول من آل الصاطم والآخر من طرابلس مكشوفي الوجه بشريط فيديو من الرقة عاصمة الخلافة هددا لبنان بالغزو مما اوحى انه بان لهما اتباع على الساحة اللبنانية.
ـ لكن ماذا يحصل اليوم؟ ـ
عند تطبيق الخطة الامنية سجلت حالات هجرة غير مسبوقة وغير شرعية لعشرات الشبان الذين انخرطوا في احداث طرابلس امثال (م. ك) و(عبد الرحمن ط. وج. ه) وابرز اللذين عادوا بعد الندم كان (ح .س) والشقيقان (م. وم. ن) اللذان عادا اثر اتصالات حثيثة من عائلتهما باقناعهما بالعودة، و(ط. ب). وقد شهد مرفأ طرابلس ومرافىء غير شرعية في الشمال هروب العشرات من شباب التبانة والقبة والزاوية عبر البحر نحو تركيا ومن تركيا الى اوروبا، حيث استقر البعض منهم في المانيا والبعض الآخر في الدول الاسكندنافية والبعض منهم لا يزال عالقا في اليونان. ومنهم من تمكن من الفرار بطريقة شرعية سواء عبر مرفأ طرابلس او مطار بيروت.
وعرف ان عدد الذين غادروا طرابلس عبر البحر بلغ عدد 60 شابا باتجاه تركيا ومن تركيا الى اليونان ومعظمهم استقر في المانيا وفرنسا وعرف منهم:
ا. ع. وم. ح. وس. ه. وابو صهيب م. وح. ح. وط.خ. وخ. ش. وز. د. وم. د. وع. ع. وهؤلاء الاتصال بينهم وبين عائلاتهم شبه مقطوع ولا يعرفون شيئاً عنهم. لكن يعتقدون انهم يقيمون في مخيمات خاصة باللاجئين ومنهم من يحاول الانتقال الى دول اوروبية اخرى.
وعرف انه اليوم في طرابلس هناك عائلات تلقي باللوم على المشايخ الذين ورطوا اولادهم وارسلوهم الى حتفهم في سوريا والعراق وقلة من هذه العائلات اقاموا ما يسمى مجلس مباركة بمقتل ابنهم، ومن ابرز الذين قتلوا مؤخرا الداعشي ابو مصعب ن.س. ـ ابو حذيفة ط. ـ وم.. ع. س. ـ وابو بكر ر. ـ وخ. ح. ـ م. ع. ح. ـ اح. ز. م. ـ وم. ا. ص. ـ ن. ح. ـ ز. ا. ـ م. ع. ـ وم. م. د. ـ ن. ق. ـ ع. ح. ـ ا. ا. ـ ع. د. ـ خ. ز. ـ ابن الداعية عمر بكري محمد بكري فستق ـ ح. ح. ـ م.ح. ـ واخرون...
الجمهورية :
حَلَّ 20 أيلول، والذاكرة لا يغيب عنها أيلول نداء المطارنة الموارنة عام 2000 بقيادة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي وَضَعَ فيه الحجر الأساس لثورة الأرز مُعلناً بداية الثورة ضد الوصاية السورية للبنان. لكنّ المشهد السياسي اليوم يبدو بعيداً شكلاً ومضموناً عن ذاك «الأيلول الثوروي التحريري» بعد تفجّر أزمات المنطقة، وتصدّره أمس ثلاثة عناوين رئيسية: الأول برز في إلقاء الرئيس الأميركي باراك اوباما آخر كلمة له كرئيس أمام الأمم المتحدة قبل انتهاء ولايته، العنوان الثاني إقليمي تمثّل باستئناف العمليات العسكرية في سوريا واستهداف شاحنات محمّلة بالمساعدات في ريف حلب الغربي، والعنوان الثالث محلي عبر استمرار التشنجات السياسية والمواقف العالية النَّبرة والتي ظهرت في بيان كتلة «المستقبل»، محمّلاً «حزب الله» مسؤولية تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية ومؤكداً استمراره في ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
فيما تستمر أجواء المراوحة السلبية التي تتحكم بالمشهد السياسي العام في البلاد، تشخص الانظار الى ما تبقّى من مواعيد في روزنامة شهر ايلول الجاري وأبرزها محطّتان اثنتان ستحددان اتجاه الرياح الرئاسية والحكومية، الأولى تتمثّل بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 28 الجاري وسط استمرار غياب المؤشرات التي توحي بإمكان انتخاب الرئيس العتيد، والثانية تتمثّل بجلسة مجلس الوزراء المرتقبة، والتي تنتظر عودة رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك للدعوة اليها. وبين هاتين المحطتين تبدو روزنامة النصف الثاني من شهر ايلول الجاري حافلة بمواعيد التظاهرات والاعتصامات، حيث سيكون الشارع على موعد مع طرفي الانتاج: العمّال، وأرباب العمل.
وفيما ينتظر الجميع عودة الرئيس سعد الحريري لإعادة تحريك الاتصالات الرئاسية مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط والمعنيين، لوحظ انّ الرابية حافظت على منسوب تفاؤلها بإمكان إخراج التسوية الرئاسية، القاضية بانتخاب رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون رئيساً، والرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، على رغم الانتكاسات التي تتعرّض لها بين الفينة والفينة. وقد وصفت أمس التسريبات والنفي في ما يتعلق بجلسة الانتخاب المرتقبة بأنها «تقنيات لإحباط جمهور «التيار الوطني الحر» وتصوير واقع غير موجود»، وأكدت انّ موقفها من انتخابات الرئاسة وسائر القضايا الوطنية غير مرتبط بأيّ موقف سياسي من أيّ طرف كان، وشددت على ان لا رجعة عن تحّركها ولا عودة الى الوراء.
عدوان
«القوات اللبنانية» ليست بعيدة عن هذه الأجواء إذ تعتبر انّ تجنّب التصعيد يكون عبر مدخلين: إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً أو قانون جديد للانتخابات النيابية، وهي تعمل وفق خطة مرسومة لتحقيق هذين الأمرين من خلال علاقاتها مع حلفائها والمكوّنات السياسية الأخرى.
وقال نائب رئيس حزب «القوات» جورج عدوان لـ»الجمهورية»: «نحن نتواصل مع «تيار المستقبل» وننتظر مجيء الرئيس سعد الحريري ليحسم قراره في ما يتعلق بانتخاب ميشال عون رئيساً. أمّا في حال استمرّ بترشيحه لفرنجية، فسنسعى إلى ولوج المدخل الثاني وهو قانون جديد للانتخابات النيابية».
أضاف عدوان: «على هذا الصعيد، نحاول إقناع «المستقبل» و»الحزب التقدمي الاشتراكي» على القانون المختلط، وبالتالي نسعى إلى تقريبه من خيارات «التيار الوطني الحر»، لكن إن فشلنا في إقرار قانون جديد في 13 تشرين الأول المقبل موعد الدورة العادية لانعقاد مجلس النواب، فلن يكون أمامنا سوى التصعيد، ونحن لا نتمنّى ذلك».
لكن إذا اختارت «القوات» التصعيد فإنها ستدرس خطواتها على نحو دقيق بحسب عدوان، «لأنه بقدر ما نعاني أزمة في الشراكة في ما يتعلق بقانون الانتخابات، نحن نعتبر أنفسنا حاملين لواء الطرح الوطني والعيش المشترك ونتحالف مع «المستقبل» و»الحزب التقدمي الاشتراكي»، لذلك لن يكون موضوع تصعيدنا طائفياً خصوصاً انّ قانون الانتخابات بات مطلباً وطنياً لدى كل الناس. صحيح انّ مطلبنا في الأساس هو تصحيح التمثيل المسيحي إلّا أننا سنضعه في إطار وطني انطلاقاً من حرصنا الوطني».
«المستقبل»
في موازاة ذلك، لوحظ حرص تيار «المستقبل» على تأكيد عدم حصول أي تغيير في موقفه لجهة دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية.
واعتبرت كتلة «المستقبل»، بعد اجتماعها أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، «انّ البثّ المتكرر لأكاذيب وأضاليل متعلقة بوعود مزعومة ولقاءات غير حقيقيّة لن تغيّر شيئاً في الحقائق والوقائع»، وشددت على أنّ مبادرة الرئيس سعد الحريري المتمثلة بدعم ترشيح فرنجية «مستمرة وقائمة، والآخرون هم المطالبون بتقديم ما لديهم من اقتراحات ومبادرات».
ولفتت الى انّ «الرئيس الذي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الحساسة والخطرة، هو الرئيس الذي يستطيع أن يجمع الشعب اللبناني ولا يفرّق صفوفه، ويخدم انتخابه تدعيم الفكرة النبيلة للعيش المشترك في لبنان».
الحريري عائد؟!
وقالت مصادر قريبة من الحريري لـ»الجمهورية» انه عائد الى بيروت «قبَيل جلسة الانتخاب أو بعدها، فليس هذا المهم، فالجلسة مجرّد رقم في مسلسل الجلسات التي ستحمل الرقم 45 ولن تكون أفضل من سابقاتها، وسيّان إذا شارك الرئيس الحريري فيها أم لا فلن يوفّر النصاب الذي يصرّ «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» على تعطيله منذ 44 جلسة.
وأضافت: «انّ موقف كتلة «المستقبل» واضح وصريح وما بُني على أساس انّ المواقف قد تبدّلت فقد اصطدم بالحقيقة التي عبّر عنها موقف الكتلة أمس على أمل ان يَتّعِظ البعض من البناء على سيناريوهات وهمية لا اساس لها من الصحة».
فتفت
إلى ذلك، اكّد عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت أنّ الرواية التي تحدثت عن تجميد عضويته في الكتلة لا أساس لها من الصحة، ووصَفها بأنها «من نَسج خيال البعض الذين يتوهمون أموراً غير طبيعية».
وقال فتفت لـ»الجمهورية» على هامش مشاركته في الندوة التي عقدت في بيت الكتائب المركزي في الصيفي في الذكرى السادسة عشرة لانطلاقة لقاء «قرنة شهوان»: «شاركتُ في اجتماع الكتلة اليوم قبل أن احضر إلى بيت الكتائب»، وأضاف ممازحاً: «إستثنائياً اصطحبتُ معي الى اجتماع الكتلة النائب الصديق قاسم عبد العزيز الذي كان يغيب كثيراً عن اجتماعاتها».
الحوار الثنائي
وعلى رغم انّ بيان تكتل «المستقبل» اعتبر «مواقف «حزب الله» منتهكة للدستور، وتفضح مجدداً مواقفه التي يتقصّد من خلالها تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية»، إنعقدت مساء امس جلسة الحوار الـ 34 بين حزب الله» و»تيار المستقبل» في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار «المستقبل». كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة، صدر البيان التالي: «ناقش المجتمعون الازمة العميقة التي تعانيها المؤسسات الدستورية الثلاث وأثرها على الاستقرار في البلاد، خصوصاً بعد توقّف الحوار الوطني وسبل الخروج منها. وأكدوا على ضرورة التواصل بين الافرقاء لتأمين المخارج».
وقد علمت «الجمهورية» أنّ الجلسة استمرت ثلاث ساعات تخللها عشاء تطرّق فيه المجتمعون الى مجمل الوضع العام بدءاً من الحكومة مروراً بمصير العماد عون ووصولاً إلى قضية النازحين والوضع المأزوم.
وفي سياق دردشة من خارج جدول الأعمال والبيان، قالت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية»: «انّ الأهم هو اللقاء الذي يحصل بين «المستقبل» و»حزب الله» على رغم التوتر والجو التصعيدي القائم».
واضافت انه «لم يظهر لدى احد من المجتمعين أنّ هناك جلسة انتخاب رئيس في 28 او انّ خرقاً ما سيحصل في وقت قريب من هذا التاريخ، وكل ما ورد في الإعلام في الايام السابقة كان خارج سياق الحل. ولو تمّ التوصّل إلى اتفاق لحصل اللقاء بين جبران باسيل والرئيس سعد الحريري في باريس». وأكدت المصادر «انّ الاجواء لا تزال ضبابية في كل اتجاه، والجميع يعلم هذا الأمر ويعمل تحت سقف الانتظار».
امّا في الموضوع الحكومي، فأجمع الطرفان انّ عليهما انتظار عودة الرئيس سلام لمعرفة ماذا سيفعل او كيف سيتصرّف.
اللواء :
تبخرت أحلام التفاؤل العوني، بإمكان ان تكون جلسة 28 أيلول، أي بعد أسبوع، خاتمة آمال الانتظار بأن يكون النائب ميشال عون على رأس الجمهورية، الأمر الذي ابقى الأزمة في دائرة الترقب والحذر في الداخل، والمخاوف من تداعيات الأزمة السورية، بعد سقوط الهدنة، وإعادة تأكيد الرئيس تمام سلام امام زعماء العالم في قمّة اللاجئين على خطة لبنان لمعالجة مشكلات النزوح، بدءاً من الاعتراف بحجم المشكلة إلى تخصيص ما يلزم من أموال للتعامل مع نتائجها، وانطلاقاً من ان لبنان «بلا منازع المانح الأكبر في العالم للنازحين».
وخاطب سلام زعماء العالم، وفي مقدمهم الرئيس الأميركي باراك اوباما: «الحل موجود في ايدي بعض الجالسين هنا في القاعة».
وكان لبنان تلقى أمس، جرعة دعم قوية من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي أبلغ الرئيس سلام دعم موقف لبنان في مواجهة الأزمة السورية، ودعم الجيش في مواجهة الإرهاب.
ووفقاً لمصادر الوفد اللبناني، فقد أكّد الرئيس الفرنسي على ضرورة متابعة عمل المؤسسات من مجلس نيابي ومجلس الوزراء واهمية انتخاب رئيس للجمهورية وان فرنسا ستعمل وستتابع اتصالاتها مع جميع الفرقاء للوصول الى انتخاب رئيس وحل ازمة تجميد عمل المؤسسات. واكد الرئيس الفرنسي لسلام ان فرنسا في طور الاعداد لاجتماع لمجموعة الدعم للبنان ربما في تشرين الثاني في باريس لاتخاذ ما يلزم من تدابير لمساعدة لبنان على جميع الاصعدة.
وكان الرئيس سلام اجتمع مع عدد من زعماء العالم في مقدمهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
الجلسة 34
وسط هذه الأجواء، انعقدت جلسة الحوار الـ34 بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» مساء أمس، في عين التينة، بحضور مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق، والنائب سمير الجسر عن «تيار المستقبل»، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن حزب الله، وشارك في الجلسة وزير المال علي حسن خليل.
وحسب البيان الذي صدر عن الاجتماع، فإن النقاش تركز على تعطيل المؤسسات الثلاث والمخاوف الناجمة عن توقف الحوار، وانعكاسات ذلك على الاستقرار العام في البلاد.
وحسب البيان أيضاً، فإن المناقشات شددت على ضرورة عدم قطع الاتصالات للخروج من الأزمة العميقة.
وعلمت «اللواء» ان الطرفين اكدا على ضرورة بقاء الحكومة وتنشيط عملها، لمعالجة مشكلات المواطنين، وعدم تعريض مصالحها للخطر.
وقالت هذه المعلومات، ان فريق «حزب الله» طالب فريق «المستقبل» بضرورة التواصل مع «التيار الوطني الحر»، فجاء الرد إن بعض حلفائكم لا يؤيدون وصول النائب عون إلى الرئاسة الأولى، فلماذا لا تضغطون انتم عليهم وتقنعوهم بالسير بانتخابه?.
كما اثار وفد المستقبل تصريحات الشيخ نعيم قاسم التي تلغي الدستور ودور المجلس النيابي، وتفرض ما يشبه الديكتاتورية بالتأكيد على ان للرئاسة الأولى مساراً واحداً هو النائب عون.
وكانت «كتلة المستقبل» قد استبقت جلسة الحوار بتأكيدها أن «مبادرة الرئيس سعد الحريري المتمثلة بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مستمرة وقائمة، والآخرون هم المطالبون بتقديم ما لديهم من اقتراحات ومبادرات»، مشيرة إلى أن «ادعاء حزب الله بأن المملكة العربية السعودية وتيار المستقبل يتحملان مسؤولية تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، هي ادعاءات مردودة وبائسة وسخيفة ولا تنطلي على أحد، ولا يمكنها أن تغطي على دور الحزب ودور إيران بتعطيل الانتخاب وبمصادرة ورقة انتخاب رئيس الجمهورية خدمة لأجندة إيران الإقليمية». (راجع ص2)
مأزق التكتل
اما تكتل الإصلاح والتغيير الذي يواجه مأزقاً فعلياً على خلفية خروجه من الحوار، ومقاطعة جلسات مجلس الوزراء، فلم يرَ امامه الا الهروب إلى الامام من المأزق الذي يواجهه على خلفية وضوح مواقف الأطراف الرافضة لانتخاب النائب عون رئيساً للجمهورية، والتي تعطي الأفضلية للنائب فرنجية، كما أكدت «كتلة المستقبل» وكان سبقها إلى هذا الموقف الرئيس نبيه برّي.
ونقل عن رئيس التيار الموجود في نيويورك، في عداد الوفد اللبناني إلى اجتماعات الدورة الـ71 للأمم المتحدة، ان تياره ماضٍ بالتصعيد ولا خيار امامه سوى التصعيد.
وهذا ما عكسه اجتماع التكتل أمس، بأن التحضير للتصعيد لا يتوقف، ولا عودة إلى الوراء.
وأكدت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء»: ان لا تراجع عن قرار التحركات الاحتجاجية في الشارع، مشيرة إلى ان التكتل في اجتماعه أمس، لم يبحث بأي خطط جديدة.
وقالت هذه المصادر ان «التصعيد قادم حتى النهاية والاجتماعات المقبلة للتيار ستحدد ماهية التحرّك وشكلها وتفاصيلها النهائية، نافية ان تكون اتصالات معينة قد قامت لإنهاء التأزم الحاصل».
وعلى هذا الصعيد، علمت «اللواء» أن القوى الأمنية أبلغت من يعنيه الأمر أن العبث بالشارع غير مسموح به، سواء قطع الطرقات، أو حجز حرية انتقال المواطنين، أو الاعتداء على الوزارات والإدارات العامة..
وقد نقل هذا التحذير إلى المسؤولين في «التيار الوطني الحر» نظراً للمخاطر المحدقة في البلاد، مع عودة التهديدات والمخاوف من عمليات أمنية تستهدف الاستقرار، وأن الأمن خط أحمر.
وفي هذا المجال أيضاً، نُسب إلى الرئيس برّي تنبيهه إلى خطوة اللعب بالشارع، داعياً التيار العوني إلى إعادة النظر في قرار التصعيد.
في هذا الوقت، طالب وزير العمل سجعان قزي بإعادة انعقاد مجلس الوزراء، نظراً لضرورة البتّ بالقضايا المدرجة على جدول الأعمال سواء فيما يتعلق بالتعيينات الإدارية، وتسيير مصالح المواطنين، محمّلاً من يعطّل اجتماعات الحكومة بأنه سيكون المسؤول عن عدم دفع رواتب موظفي القطاع العام، رافضاً التشريع في غياب رئيس الجمهورية انطلاقاً من أن مجلس النواب يتحوّل في ظل الشغور الرئاسي إلى هيئة ناخبة لا هيئة تشريعية.
16 عاماً على قرنة شهوان
وفي ظل هذا المشهد السياسي الملبَّد، أحيت قوى 14 آذار، بدعوة من حزب الكتائب اللبنانية، وفي البيت المركزي، الانطلاقة الـ16 للقاء قرنة شهوان، الذي أسّس لانتفاضة الاستقلال، التي أخرجت الجيش السوري من لبنان.
وتوقّف الرئيس أمين الجميّل عند التجربة - الفرصة للاستفادة منها، مؤكداً على أنه لا يجوز أن يفرقنا الفراغ، ويشتتنا التعطيل، ولاحظ أننا خسرنا الترشيح ولم نربح الرئاسة، رشحنا حلفاء لحزب الله، وعلينا أن نقنع الحزب بهما..
وقال: إن الفراغ في رئاسة الجمهورية بفعل التعطيل هو وصاية جديدة، وهو احتلال جديد.. (راجع ص 3)
الإدعاء على المرّ ويوسف
قضائياً، وفي إطار متابعة ملف الإنترنت غير الشرعي، ادّعى المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، على ميشال غبريال المرّ بالإسم، وعلى ستديو «فيزيون» بمواد تصل عقوبتها إلى 3 سنوات سجن مع استرداد المال العام.
كما تبلغت لجنة الاتصالات التي كانت اجتمعت أمس، للمرة 11، أن القاضي إبراهيم طلب الإذن من الوزير بطرس حرب لملاحقة رئيس هيئة «أوجيرو» عبد المنعم يوسف.
وبانتظار الموعد الجديد لجلسة لجنة الاتصالات، المربوط بعودة المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود،<