لافت هو خبر الرصاصة الطائشة التي اخترقت جسم امرأة في بعبدات، كانت جالسة بكل هدوء في حديقة منزل قريب لها، حيث كان يجري التحضير للاحتفال بعيد ميلاد أحد أولاد العائلة!
في أي غابة نعيش؟ وكيف يمكن أن يبقى اللبناني حتى اليوم لا يعلم في اي دقيقة ستنتهي حياته برصاصة حزن أو ابتهاج؟
المطلوب اليوم إنزال أشدّ العقوبات بالمسؤول عن هذه الرصاصة التي كادت أن تقتل امرأة، وخصوصاً انه من السهل ان تعرف الاجهزة الامنية من المسؤول، لأن الرصاصة موجودة ومكان الحادث يحدد إماكن إطلاقها والسبب المحتمل لذلك (عرس، حزن أو لهو طائش).
المطلوب إنزال أشدّ العقوبات، وعلى الحكومة والمسؤولين والوزارات أن يبدأوا بحملات توعية ليفهم الجاهل الذي يطلق الرصاص ان هذا الامر ليس مقبولاً وان عقوبته وخيمة.
وهنا نفتح باباً آخر هو باب ملف السلاح الموجود في كل منزل بكل استسهال ومن دون تبرير، لان الأكثرية لديها أصدقاء يرخصون السلاح فقط "للابهيات" و"الوجهنة".
هذا الأمر ايضا يجب أن يطرح بجدية أكثر لان رخص السلاح ليست خدمات شخصية، وعلى من يوزعها انه يدرك انه في اي لحظة يمكن ان يُقتل طفل، لأن من يحملها غير مسؤول وغير مؤهل، ولا سبب وجيهاً أصلا لحمل السلاح.
ووزارتا الدفاع والداخلية مسؤولتان أيضا عن هذا الامر لكي لا يتم إعطاء الرخص بطريقة عشوائية، وأكثر، لكي تتم مراقبة من يحمل سلاحاً من دون رخص ومن دون سبب ويتم توقيفه.
مات الكثير من الشباب على الطرق قتلا بسبب الإهمال: إيف نوفل، مارسيلينو زاماطا وغيرهما. ويموت الكثير يومياً أيضاً في حوادث السير، ولا يمر يوم إلا تُسجّل وفاة أربعة أو خمسة لبنانيين، ويحصى سقوط عشرات الجرحى، ولا معالجة جدية وحازمة وصارمة، ولا تنفيذ حتى لقانون السير.
مات الكثير في منازلهم وعلى الطرق بسبب الرصاص الطائش!
فماذا فعلوا لعدم تكرار الحوادث القاتلة؟ لا شيء. لماذا؟ لأنهم لا يكترثون، وأصبحت أرواح الناس وسلامتهم وحياتهم رخيصة، ورخيصة جدا!
وكيف لا تكون رخيصة ونحن اليوم نسير مجدداً بين النفايات القديمة لأسباب هي هي: لا رؤية ولا خطة ولا جدية ولا برنامج... فيستخفون ولا يكترثون.
ومن يحاسبهم على الرصاص الطائش والسلاح المتفلت والنفايات المتراكمة والمكبات غير الصحية والانتخابات المؤجلة والسمسرات اليومية والرئاسة الاولى الفارغة؟ من أصغر الأمور الى أكبرها، بلد يعاني التفلت والفوضى والاستخفاف بأرواح الناس، وسياسيوه لاهون عن كل ما يتعلق بإنسانه، ويلهثون وراء المصالح وصراع المصالح وصراع الفساد.
مَن يحاسبهم؟ مَن؟

 

ميشيل تويني