هل يمكن لك تخيل حجم الأجسام في الفضاء الخارجي؟ الجواب: لا. السبب أن المسافات في ذلك الحيز البعيد تقاس بالسنة الضوئية، وهي المسافة التي يقطعها الضوء بسنة، وتعادل 6 تريلونات ميل تقريباً.
الأرض الكبيرة جداً بالنسبة إلينا، صغيرة الحجم بالنسبة للكون، فوفقاً لناسا إن كوكب المشتري يتسع لـ 1000 كرة أرضية، أما الشمس فتستطيع احتواء مليون أرض، وفقاً لموقع سبيس.
لكن المثير للاهتمام أن الشمس والمشتري ليسا أضخم ما في الفضاء، فهناك أجسام عملاقة تجعلهما يبدوان بحجم عادي، وإليك خمسة منها:
1 - أكبر نجم
هي أكبر نجوم نظامنا الشمسي، على الرغم من قول البعض إن الشمس تمتلك أضخم غلاف جوي في مجرة درب التبانة، لكنها تبدو صغيرة مقارنة بالنجوم الأكبر التي تم اكتشافها.
والشمس، وهي من نجوم نوع-G أو ما يسمى بالقزم الأصفر، ذات حجم معتدل وفقاً للتصنيف الكوني، إلا أن هناك نجوماً عملاقة أضخم بكثير، وفق ما قرأت "العربية.نت" في موقع "سبيس".
وبحسب "سبيس"، فإن نجماً عملاقاً هو UY Scuti بإمكانه احتواء 1700 نجم بحجم الشمس. على أن هذا النجم أضخم من الشمس 30 مرة، ما يبين أن الحجم والكتلة شيء مختلف تماماً في الفضاء.
وفي حين أن UY scuti يعد نجما ضخماً إلا أن R136a1 حاز على لقب النجم الأضخم، فهو أضخم من الشمس بـ 265 مرة، وكذلك فإنه الأكثر لمعاناً وتوهجاً بين كل النجوم المكتشفة.
2 - أضخم ثقب أسود
رغم أن النجوم ضخمة جداً، لكن الثقوب السوداء أضخم خاصة تلك التي تكون في مركز مجرة معينة مثل الثقب الأسود المتمركز وسط درب التبانة، وكتلته تفوق الشمس بـ 4 ملايين مرة.
لكن الثقب الأضخم أكبر من الشمس بـ 21 مليون مرة، ويقع في عنقود كوما المجري، الذي يتكون من 1000 مجرة.
واكتشف العلماء في نيسان/أبريل 2016 ثقباً هائلاً في مجرة NGC 1600 وكتلته تفوق الشمس بـ17 مليون مرة، ويقع على بعد 200 سنة ضوئية من الأرض في نطاق مجموعة عادية من المجرات على الرغم أن الباحثين يعتقدون أن الثقوب السوداء العملاقة تتواجد ضمن مجرات كثيفة وضخمة، لذا ربما عليهم إعادة النظر في مواقع هذه الثقوب وكيفية وجود العديد منها في الكون.
3 - أكبر مجرة
هل تخيلت حجم الثقوب السوداء؟ حسناً، المجرات أضخم، وهي تحتوي عدداً كبيراً من النجوم والكواكب والكويكبات والمذنبات وغاز وغبار كوني.. وأشياء أخرى.
رغم أن الثقوب السوداء متوحشة تأكل نجوماً وأجراماً كبيرة، إلا أنها ليست الأضخم في هذا الكون، فما أكبر من ثقب أسود كبير إلا مجرة ضخمة.
ووفقاً لبيانات ناسا التي اطلعت عليها "العربية.نت"، فإن درب التبانة بمساحة 100 ألف سنة ضوئية. ومن الصعب تحديد المجرة الأضخم لعدم وجود حدود دقيقة للمجرات، إلا أن المجرات الأضخم التي نعرفها تبعد ملايين السنوات الضوئية.
فمجرة IC 1101 العملاقة الإهليليجية مثلاً، تقع في مركز مجرة Abell 2029، وتبعد مسافة 1.04 مليار سنة ضوئية عن الأرض ويشار إليها عادة على أنها المجرة الأضخم، لكن ليس هناك دليل على ذلك. هذه المجرة يبلغ حجمها ضعف حجم درب التبانة بـ 50 مرة.
4 - أكبر تجمع للمجرات
إن المجرات مربوطة ببعضها بفعل الجاذبية ضمن مجموعات تسمى عناقيد مجرية ودرب التبانة، مجرتنا، إحداها، وهي ضمن مجموعة صغيرة تحتوي على 24 مجرة، ومجرة أندروميدا واحدة منها. وهذه المجرات يمكن أن تشوه الزمان المكاني أو ما يسمى بالزمكان، وفق الفهم الحديث، حيث إنها تستغرق مليارات السنوات لتشكيل هذه الأجسام الهائلة.
في عام 2012، قام العلماء وبمساعدة تيلسكوب ناسا الفضائي –سبيتزر- بقياس كتلة مجرة IDCS 1426، التي تقع على بعد 10 مليارات سنة ضوئية من الأرض تقريباً. وبما أن الضوء يستغرق مسافة سنة كاملة لتنتج سنة ضوئية، فهذا يعني أن باستطاعة علماء الفلك دراسة المجرة عندما ظهرت، وكان عمر الكون 3.8 مليار سنة.
التقديرات الأولية تقول إن IDCS 1426 تحتوي على كتلة هائلة في مسافة كبيرة، ولكن هذه التقديرات غير حاسمة. برادون وزملاؤه قرروا استخدام تليسكوب هابل الفضائي، ومرصد كيك، ومرصد شاندرا لتحسين قياسات كتلة المجرة.
وجدوا أن كتلتها تفوق كتلة الشمس بـ 250 تريليون مرة، وأن IDCS 1426 أضخم من درب التبانة بـ 1000 مرة. إلا أنها ليست أضخم عنقود مجري في الكون، حيث إن هناك عنقوداً مجرياً واسع النطاق يقع على بعد 7 مليارات سنة ضوئية من الأرض، ويعرف بشكل غير رسمي، حسب ما قرأت "العربية.نت" في موقع "سبيس" باسم إلـغوردو، وهذه المجموعة كتلتها تصل إلى 3 متبوعة بـ 15 صفراً أضعاف كتلة الشمس.
5 - أكبر عنقود مجري هائل
لفترة معينة، بقي علماء الفلك يعتقدون أن العنقود المجري هو أكبر بنية في هذا الكون، لكن في ثمانينيات القرن العشرين أدركوا أن المجرات العنقودية مرتبطة ببعضها بعضا بواسطة الجاذبية وجميعها مرتبطة أيضا بمجرة عنقودية ضخمة.
أكبر مجرة عنقودية ضخمة وهائلة في هذا الكون تسمى جدار هرقل-كورونا القطبي العظيم، وأعلن عنه لأول مرة في 2013 وتمت دراسته عدة مرات. وهو عنقود مجري ضخم لدرجة أن الضوء يأخذ 10 مليارات سنة للتحرك في جميع أنحاء المجرة العنقودية.
بنية هذا العنقود ظهرت عندما كان فريق باحثين - بقيادة إستيفان هورفاث مع الجامعة الوطنية للخدمة العامة في هنغاريا - يراقبون ظاهرة كونية تعرف بانفجارات أشعة غاما، المعتقد أنها تحدث بفعل السوبرنوفا، وهو انفجار النجوم الضخمة في نهاية حياتها.
ويعتقد أن انفجارات أشعة غاما دليل جيد على وجود كتلة ضخمة جداً في الكون.
العربية.نت