كشفت مصادر قريبة من تيار المستقبل في العاصمة اللبنانية أن مصير التيار الأزرق وزعيمه والتوجهات المقبلة رهن الاجتماعات التي سيعقدها الرئيس سعد الحريري والبعض من المسؤولين السعوديين في الرياض هذا الأسبوع.
وعلى الرغم من أن هذه المصادر لم تكشف عن هوية هؤلاء المسؤولين ومستوياتهم، إلا أن مصادر سعودية ذكرت أن الحريري ينتظر خطط الرياض في ما يتعلق بالأزمة المالية التي تعصف بشركة “سعودي أوجيه” التي يمتلكها. كما يعوّل على توجّهات القيادة السعودية في ما يتعلق بمستقبله السياسي ومستقبل تيار المستقبل الذي يتزعمه.
ولا يعود تأجيل مؤتمر تيار المستقبل من شهر أكتوبر إلى نوفمبر المقبل، كما عللت مصادر التيار، إلى أسباب لوجيستية تنظيمية إجرائية، بل إلى العجز عن إنجاز أي تطوّر نوعي في الهيكل القيادي والتوجهات السياسية للتيار، قبل أن تتّضح الطبيعة الجديدة لتوجّهات الرياض حيال التيار والحريري ولبنان.
وتتراوح الاحتمالات في خيارات السعودية إزاء تيار المستقبل وزعيمه، ما بين سحب الرعاية السياسية والمالية للحريري ما قد يؤدي إلى انسحابه من الحياة السياسية، أو إعادة “اعتماد” التيار وزعيمه واجهة أولى وحيدة للرياض، أو إعادة إنعاش سياسة متعددة الوجوه من خارج وداخل التيار الأزرق تمثّل المزاج السعودي في لبنان.
وترى مراجع برلمانية أن التحليلات المتعلّقة باحتمال قبول الحريري بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية لا تمت إلى أي واقع داخل تيار المستقبل أو إلى أي تبدل في “فيتو” قديم تضعه الرياض ضد شخص عون بسبب تحالفه مع حزب الله.
وتضيف هذه المراجع أن تضارب المعلومات والتسريبات يعكس حالة الفراغ التي تسببها ضبابية علاقة زعيم المستقبل بالقيادة السعودية. كما تشي بذلك حالة “الانسحاب” الرسمي للرياض إزاء الشأن اللبناني أقله من خلال عدم تعيين سفير جديد لها في بيروت.
ويرى البعض من المراقبين أن السجال ما بين بعض المستقبليين والوزير أشرف ريفي من جهة، كما صمت قيادات في المستقبل إزاء الانتقادات التي يوجهها ريفي للرئيس سعد الحريري من جهة ثانية، يعكسان جانبا من اللغط والمراوحة والشلل في إخراج موقف سياسي جلي من كافة القضايا، في مقدمها الموقف من الرئاسيات، بانتظار الدخان الذي سيخرج من اجتماعات زعيم المستقبل في الرياض.
صحيفة العرب