في قرية قعبرين بسهل عكار طفلتان بعمر الياسمين: ريما ومرام اللتان تعانيان من مرض تشمع الكبد وتتآكل أجسادهما الصغيرة النحيلة وتتآكل معهما حياة طفلتين بعمر الورود ليس لسبب إلا لأن الطبابة في لبنان ليست مجانية لجميع الناس بمن فيهم فقراء الحال.
 
ريما علي الخلف مواليد 5/2/2008 من قعبرين بسهل عكار، بدأ أهلها وفي عمر الـ4 سنوات ملاحظة عوارض عليها، مثل البرودة والسخونة والحرارة وعرق في الوجه. 
وبعد العديد من التحاليل والعلاجات التي لم تأت بنتيجة وصل الأمر بالأهل إلى مستشفى سيدة المعونات في جبيل حيث دخلت الطفلة لمدة 8 أيام وكانت في عمر الـ 7 سنوات ولم يظهر لدى الفريق الطبي المتابع أي نتيجة حول مرض الطفلة.
 
من جديد حوّل أحد الأطباء في عكار الطفلة إلى الدكتور زخيا صليبا في أوتيل ديو لمتابعة وضعها الصحي والذي أشار أن لا أمل من علاجها.
 
"أوتيل ديو"
في مستشفى " أوتيل ديو" أكد الدكتور أديب مكرزل أن الطفلة تعاني من تشمع في الكبد وهي بحاجة لزرع كبد وتم تسليم ملفها الطبي ختاماً للوزير السابق محمد جواد خليفة الذي أشار الى "أن ملفها بحاجة لدراسة لمدة 20 يوماً وبعدها سنرد لكم الخبر ماذا سنفعل".
 
وبعد مرور 6 أشهر على استلام الملف من الدكتور جواد خليفة لم يتم الرد على الأهل رغم الإتصالات المستمرة من قبلهم. فكلفت العائلة أحد الأقارب للمراجعة في عيادة الجامعة الأميركية حيث الملف موجود فكان الرد "يجب إعادة التحاليل والصور من جديد لصياغة ملفها الصحي من جديد".
 
عن طريق أحد الأقرباء تمّ إرسال نسخة عن الملف الصحي العائد للطفلة ريما الخلف إلى ألمانيا وجاء الرد من ألمانيا أن كلفة العملية هناك تبلغ 57 ألف يورو.
 
أهل الطفلة ريما الذين تكلفوا الكثير مادياً في السنوات السابقة في الفحوصات والتحاليل الطبية والتنقلات من وإلى بيروت وهم فقراء، وبالطبع ليس لديهم المبلغ المطلوب لعلاج الطفلة في لبنان أو خارج لبنان، يناشدون وزير الصحة وائل أبو فاعور "أن يأخذ هذه القضية بعنايته الشخصية كي ينقذ حياة الطفلة الصغيرة التي يراها أهلها يوماً بعد يوم تنهار صحتها وتنتكس من دون القدرة على فعل أي شيء إضافي، كما يتمنون من الجمعيات والمؤسسات الإنسانية والإجتماعية والصحية ذات الشأن المساعدة في إنقاذ حياة الطفلة وتأمين علاجها وتكاليفه".
 
تكاليف باهظة
ويشير مطلعون إلى أن عمليات زرع الكبد في لبنان في مستشفى الجامعة الأميركية تصل تكاليفها إلى ما يقرب الـ 200 ألف دولار، هذا مع العلم أن والد الطفلة لا يملك عملاً منذ مدة وليس مشمولاً بأي ضمان أو تغطية صحية من الدولة اللبنانية.
 
والجدير بالذكر أن للطفلة ريما أختا اسمها مرام تعاني من العوارض نفسها. وأكدت طبيبة في طرابلس كشفت عليها أنها عوارض مرض تشمع الكبد ذاته الذي تعاني منه اختها الكبرى ريما.
 
العودة إلى المدرسة
تستعد ريما للعودة إلى المدرسة وهي في الصف الرابع الأساسي، وستنقلها عائلتها من مدرسة الإيمان الخاصة بقبة بشمرا إلى مدرسة رسمية مجاورة لصعوبة الأوضاع المادية. كما تستعد مرام لدخول الحضانة في سنتها الأولى، علماً أن معلمات ريما يشرن "أن لدى الطفلة نسبة ذكاء عالية جداً في مدرستها".
 
هذه حال الطفلة ريما المهددة بحياتها وصحتها وكذلك حال اختها الأصغر التي لا تملك أي ملف طبي في الجامعة الأميركية بسبب عدم قدرة الأهل على تحمّل تكاليف وأعباء مادية إضافية. هذه الطفلة الصغيرة وأختها تستصرخان ضمائر المسؤولين وكل من يعنيهم الأمر لمساعدتهما وإنقاذ حياتهما والسماح لهما بالحياة لأنهما تحبان الحياة واللعب مثل كل الأطفال.
 
 
 
البلد