اكتفى زعماء العالم بالتزامات عامة غير محددة في "إعلان نيويورك" حيال "التحركات الكبرى للمهاجرين واللاجئين عبر العالم"، في ختام قمة لا سابق لها استضافتها الأمم المتحدة أمس عشية بدء دورتها السنوية العادية الحادية والسبعين للجمعية العمومية. ودعوا الدول المضيفة الى التزام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق لحقوق الإنسان في التعامل مع أكثر من 65 مليون مهجر قسراً، وبينهم زهاء 24 مليون من اللاجئين، من دون التوافق على مبدأ التوزيع العادل للاجئين على دول العالم.
وأقر زعماء أكثر من مئة دولة هذا الإعلان في محاولة للتعامل مع أكبر أزمة لاجئين ومهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية. غير أن المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية انتقدت بحدة إخفاق زعماء الدول المقتدرة والكبيرة في الموافقة على اقتراح الأمين العالم للمنظمة الدولية بان كي - مون المتعلق بتوزيع عشرة في المئة من اللاجئين سنوياً على كل دول العالم.
ودعا بان الى تغيير المفهوم السائد عن اللاجئين والمهاجرين، مضيفاً أنه يجب "ألا يُنظر إليهم على أنهم عبء، بل على أنهم يوفرون إمكانات كبيرة، إذا ما أطلقنا لها العنان". وشدد على ضرورة "وضع حقوق الإنسان لجميع اللاجئين والمهاجرين في قلب التزامات المجتمع الدولي"، موضحاً أنه "عندما نترجم إعلان نيويورك الذي اعتمدناه هنا اليوم (أمس) الى واقع: سيتمكن مزيد من الأطفال من الذهاب إلى المدرسة. وسيتمكن مزيد من العمال من الحصول بشكل آمن على عمل في الخارج، عوض أن يكونوا تحت رحمة المهربين المجرمين. وسيصبح لمزيد من الناس خيارات حقيقية حول ما إذا كانوا يريدون العودة بمجرد أن ننهي الصراع ونحافظ على السلام ونزيد الفرص في بلادهم". وإذ ربط هذه الخطوات بجدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة وأهدافه، أطلق حملة دولية جديدة بعنوان "معاً - كفالة الاحترام والسلامة والكرامة للجميع". وطالب بـ"دحض خطاب الكراهية"، إذ أنه "بالعمل معاً، يمكننا الرد على ازدياد كراهية الأجانب وتغيير الخوف الى أمل". وحض زعماء العالم إلى الانضمام إلى هذه الحملة والالتزام معا بإعلاء حقوق وكرامة جميع من أجبرتهم الظروف على الفرار من منازلهم بحثا عن حياة أفضل".
ويعيش أكثر من نصف اللاجئين في ثماني دول ذات مداخيل ضعيفة أو متوسطة هي لبنان والأردن وتركيا وإيران وكينيا وإثيوبيا وباكستان وأوغندا، في المقابل تستقبل ست من الدول الأكثر ثراء في العالم (الولايات المتحدة والصين واليابان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا) مليون و800 ألف لاجىء أي 7 في المئة فقط من إجمالي اللاجئين، حسب منظمة "أوكسفام".
وتتجه الأنظار الى الإجتماع الرفيع الذي يعقده الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم على هامش الجلسات الرفيعة المستوى داخل المقر الرئيسي للمنظمة الدولية في نيويورك. ويتوقع أن يتضمن تعهدات ملموسة من الدول المانحة بزيادة المساعدات الى اللاجئين والى الدول التي تستضيفهم.
علي بردى