أعرب رئيس حزب "القوات" سمير جعجع عن أسفه لعدم إحراز أي تقدم فيما يتعلق بقضية الشغور الرئاسي المستمرة منذ أكثر من عامين، متهما النخب السياسية بعدم الجدية في مساعيها لحل الأزمة.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، اشار الى اننا طرحنا منذ فترة مبادرة أن يكون رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون رئيسا وأن يعود رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري مجدداً لمنصب رئيس الوزراء، وللأسف لم نتلق ردا إيجابيا حولها".
وأضاف:"المشكلة الأكبر هي أن بعض الفرقاء يرفضون ما نطرح ولا يسعون لتقديم مبادرات للتشاور حولها، في حين يصر البعض الآخر، وفي مقدمتهم حزب الله على اتهام كتلة المستقبل والسعودية بعرقلة عملية انتخاب الرئيس، والمتابع يعرف أن كتلة المستقبل ملتزمة بحضور كل جلسات انتخاب الرئيس، في مقابل مقاطعة حزب الله وقوى أخرى محسوبة على إيران لتلك الجلسات، وهو ما يوضح من هو الفريق المعرقل".
ووصف جعجع الأحاديث التي تتردد حول فرض السعودية رؤيتها على كتلة المستقبل ودفعها لاختيار مرشح بعينه بأنها "لا تُعقل ولا تَستند لأي دليل واقعي".
وأضاف:"حزب الله بحاجة لمن يذكره بأن من يكون بيته من زجاج عليه ألا يرشق الناس بالحجارة"، متسائلا:"كيف لحزب الله الذي لا يتحرك إلا بإذن من إيران أن يتكلم عن أن السعودية تملي على تيار المستقبل خياراته؟".
واعرب عن اعتقاده أن حزب الله ليس جادا في تأييد عون، موضحا ان الحزب يؤيد عون كلاميا فقط، وأكبر دليل على ذلك أنه بعد تأييدنا كحزب القوات لعون أصبحت هناك إمكانية كبيرة لدعم ترشيحه لكن حزب الله لم يتخذ أي خطوة جادة في هذا الاتجاه حتى الآن.
ورأى جعجع أن حزب الله لا يرغب بالأساس في الوقت الحاضر في إجراء الانتخابات الرئاسية وأنه ربما يتنظر نتيجة تطورات الصراع بسوريا، قائلا:"إنهم يربطون ملف الرئاسيات بملفات أخرى بالمنطقة أملا في حصد المزيد من المكاسب".
وأضاف :"لا أعرف من سيدعمون في نهاية الأمر، ولكنهم لا يريدون جمهورية حقيقة ولا رئيسا قويا لأن ذلك يعني ببساطة إضعاف دور الحزب، والعكس صحيح"، معتبرا "أنهم سيدعمون رئيسا بقياسات أبعد بكثير عن قياسات عون، سيدعمون رئيسا يكون ضعيف الشخصية ليرتهن لقرارهم، وهذه أمور لا تتوفر في عون".
وأقر جعجع بأن حلم الترشح لمنصب الرئيس لا يزال يراوده، ليس من باب الوجاهة وتحقيق الذات بقدر الرغبة في تحقيق الكثير من الأفكار التي من شأنها النهوض بمستقبل لبنان. ولكنه اعتبر أن "الظرف الراهن غير ملائم لذلك". وأضاف أن حزب القوات مستمر في ترشيح عون.
وجدد رفضه للاعتماد على الشكل والصيغة الراهنة للحوار الوطني الذي يرعاه رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشددا على اننا مع أي حوار ولكن الحوار بتركيبته ووضعه لم يتغير منذ عشر سنوات، لم يستطع خلالها تحقيق أي إنجاز.
وأضاف:"الحوار عُلق الآن لأجل غير مسمى لاختلاف وجهات نظر المشاركين، وهذا أمر طبيعي، فكلما كثُر العدد كلما تحول الأمر لبرج بابل جديد، الكل يتحدث بلغة مختلفة عن الآخر، وهذه النتيجة لم تفاجئني بل كنت أتوقعها".
ورفض جعجع اتهام بعض القوى له بمحاولة احتكار التمثيل المسيحي بالحوار من خلال مطالبته بتقليص عدد المشاركين فيه، وقال :"لا أريد احتكار شيء، فلا يصلح أحد أن يكون مكان أحد، وهناك مثل لبناني يقول كثرة الطباخين تحرق الطبخة، ونحن نقول الأمر ذاته على الحوار، فإذا قلصنا العدد قد يكون هناك إمكانية للتوصل لنتائج أفضل مما هو موجود الآن".
ورفض بشدة بعض آراء المحللين التي ربطت بين تقدم قوات الرئيس السوري بشار الأسد على جبهات القتال بسوريا وتراجع وتيرة العمليات الإرهابية في لبنان واعتبرته يثبت صحة ما يقوله حزب الله حول أن تدخله بالصراع السوري هو محاولة لمنع وصول الإرهاب للبنان، وقال :"حزب الله لم يمنع أي إرهاب ولا بدرجة واحدة، الذي ساهم في السيطرة على الإرهاب هو نشاط الأجهزة الأمنية التي تتابع بشكل مستمر وحثيث نشاط المجموعات الإرهابية وتنجح في الإمساك بهم أو تمنعهم من تنفيذ مخططاتهم".
واستنكر جعجع ما يردده حزب الله وإيران وبعض القوى الموالية لهم بالمنطقة من اتهامات للسعودية بالمسؤولية عن تنامي التطرف واتساع رقعة الأزمات بالمنطقة، وأكد أن "إيران وحلفاءها بالمنطقة هم سبب أغلب الأزمات لا السعودية".