ترددت كثيرًا قبل كتابة هذه السطور، لا بل بحثتُ مطولًا وسط الحروف عن كلمات لعلها تُخفف من ألمِ قلب أم مفجوعة خطف الموت منها فجأة فلذة كبدها الذي ربته بدموع العين.
قرّر القدر أن يرسم درب إبن الـ19 ربيعًا وفق هواه، نزعه من أحضان عائلته وزوجته وسلّمه إلى خالقه.
هادي جعفر هو الشاب الذي لم يمهله القدر فرصة لإكمال شهره الأول على زفافه من إبنة بلدته زهراء في الشواغير الهرمل، ولم تتح له الحياة أن ينعم مع عروس إختارها قلبه.
عروسه تُركت وحيدة وتُوّجت أرملة بعد مرور عشرة أيام على زفافها، ومع رحيل شريك العمر لم يبقَ لزهراء سوى مجموعة ذكريات لم يكمل هادي نقشها في ذاكرتها.
هادي قتل عن طريق الخطأ.. روايات عديدة ترددت عن حادثة مقتل هادي، منها أنه لم يمتثل لحاجز الجيش فأطلق النار عليه، واُخرى أشارت إلى أن عمليات إطلاق رصاص متبادلة ما بين الجيش ومطلوبين أدّت إلى إصابته عندما صُودف مروره في مكان الكمين، ولكن بحسب ما أفيد من معلومات أن المكان الذي قتل فيه هادي لم يكن يوجد فيه أي حاجز للجيش، لذلك فإن رواية عدم إمتثاله للوقوف هي غير صحيحة، وأن العائلة بإنتظار إنتهاء التحقيقات ومعرفة تفاصيل وحيثيات الحادثة.
وكانت حالة الفوضى قد سادت منطقة الهرمل ليل الأحد، بعد شيوع خبر وفاة هادي، وكذلك أمام المستشفى في زحلة حيث نقل إليها ومنها إلى الشواغير حيث جرى دفنه، حيث أجمع أهالي الشواغير على طلب واحد برغم المصاب الذي ألم بهم، هو توضيح من قيادة الجيش حول ما حصل كونه هو المسؤول عن أمن الوطن وحمايته.
أمام مأساة مفجعة كهذه، تعجز الأقلام عن ترتيب حروفها فعلًا، رحمك الله يا هادي فبرحيلك هذا نجوت بنفسك من "عيشة" في وطنٍ كلبنان.