"ساعات قليلة فقط فصلت بين افتتاح مستشفى "الشيخ خليفة بن زايد" في شبعا وإقفاله. مشهد بدا أشبه بمسرحية، أبطالها من كبار القوم. التقوا وتجولوا في قاعات المستشفى. أما الهدف فكان احداث صدمة إيجابية لامتصاص نقمة وغضب أبناء شبعا والعرقوب الذين كانوا قد أملوا خيرا بهذا المرفق الصحي.
بالعودة إلى الافتتاح، فقد كانت الوجوه باسمة. شخصيات لبنانية تحيط بسفير الامارات حمد سعيد الشامسي، عدد من فعاليات وأبناء منطقة شبعا والعرقوب، كل هؤلاء شاركوا في افتتاح المستشفى وإعادته إلى العمل بعد توقف استمر نحو تسع سنوات. صور تذكارية، حفل "كوكتيل".
الافتتاح الغريب جاء نتيجة سلسلة تحركات نفّذها أهالي المنطقة احتجاجا على بعض الأحداث المأساوية، كان أبرزها وآخرها حادث السير الذي أودى بحياة الشاب شاكر ماضي، لتعلو الصيحات بعدها ضد القيّمين على المستشفى، تلا ذلك اعتصام حاشد عند مدخل المستشفى بمشاركة جهات حزبية وسياسية في العرقوب. هذه الضغوط والتحركات دفعت بالجهات المعنية خصوصا سفارة الإمارات إلى الإسراع في امتصاص غضب الشارع العرقوبي، فكانت الخطوة الناقصة التي غابت عنها وزارة الصحة، وتمثلت بإعلان افتتاح وتشغيل المستشفى من دون أن تكون هناك اية امكانيات عملية لهذا التشغيل فكان التعطيل سريعاً ومفاجئاً للجميع: المستشفى مقفل حتى اشعار آخر.
فرحة أبناء شبعا والعرقوب لم تكتمل. ما أن خرج السفير الإماراتي وصحبه من الباب الرئيسي، حتى عمل حراس المبنى على اقفاله من دون أي إعلان أو توضيح من قبل الجهات المعنية. أما الأهالي فاعتقدوا لأيام عدة أن المستشفى انطلق لكن سرعان ما شكّل الاقفال صدمة للجميع.
حماسة السفير الإماراتي لإعلان افتتاح المستشفى اصطدم بواقع المستشفى الميداني، فلا مجلس إدارة يشرف على التشغيل ولا تعاقد مع أطباء ولا موظفين ولا كادر صحي ولا غرفة طوارئ. فقط عشرة عناصر تتولى مهمة حراسة المبنى الخاوي. وبرغم أن تجهيزات المستشفى ومعداته تضاهي مثيلاتها في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، إلا أن واقعه جعل افتتاحه لا يستمر أكثر من ساعات قليلة.
وقد ارسلت "جمعية المقاصد الإسلامية" سيارة إسعاف مع فريق طبي وبشكل اسبوعي الى الساحة العامة في بلدة شبعا، يعمل على معاينة وعلاج المرضى ميدانيا، وهكذا تحول المستشفى الحديث بكافة معداته وتجهيزاته إلى عيادة نقالة اسبوعية، تصل من بيروت الى شبعا".
( السفير)