تطورات الازمة السورية تنعكس قلقا على لبنان , حزب الله الخائف من كل شيء يتمسك بعون حتى لو دمّر لبنان

 

السفير :

تسعة أيام تفصل أصحاب الرهانات المتضاربة عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 28 أيلول التي يُفترض ان تشكل اختبارا لكل «الغطاسين»، فإما ان تصح التوقعات بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا وإما ان تدخل الازمة في مرحلة جديدة مفتوحة على كل السيناريوهات القاتمة.
ولئن كان كلٌ من المتفائلين أو المتشائمين، محليا، بانتخاب عون قريبا يستند الى فرضيات واجتهادات متباينة، ينطلق بعضها من وقائع سياسية وبعضها الآخر من عواطف شخصية، إلا ان العنصر الاشد تأثيرا هو الموقف السعودي الذي يبدو انه «موضع تأويل»، بين من يجزم باستمرار تشدده ضد «الجنرال» وبين من يعتبر انه أصبح على الاقل حياديا.
وهناك من يفترض في هذا السياق ان الضغط على الحريري لدعم ترشيح عون، من دون ان يكون محصنا بضوء اخضر سعودي، سيؤدي الى المفاعيل الآتية:
ـ سيخسر الحريري المزيد من رصيده الشعبي في شارعه وبيئته.
ـ ستفرط «كتلة المستقبل»، اذ سيتمرد عدد من أعضائها على قرار الحريري وصولا الى حد الانفصال عنه، وليس مستبعدا ان يصدر رد فعل حاد عن الرئيس فؤاد السنيورة.
ـ ستعمد السعودية الى محاربة الحريري الذي سيتعرض للحصار الشديد وستلجأ الى دعم المتطرفين على الساحة السنية، وبينهم «صقور المستقبل»، وبالتالي فإن وضع الحريري سيصبح شبيها بوضع الرئيس نجيب ميقاتي عندما تولى رئاسة الحكومة السابقة مدعوما من فريق 8 آذار، إذ اصرت الرياض على مقاطعته برغم كل المحاولات التي بذلها للتقرب منها.
وينبه مرجع كبير الى ان الحريري الذي سيربح رئاسة الحكومة إذا انتخب عون خلافا للارادة الملكية، سيخسر في المقابل أجزاء إضافية من تياره وكذلك حليفه الاقليمي، متسائلا عما إذ كانت هناك مصلحة في دفع رئيس «المستقبل» الى ما يشبه «الانتحار السياسي»، فيما تبرز في ساحته شخصيات متشددة تحاول وراثة زعامته وقضم نفوذه وشعبيته انطلاقا من شعارات متطرفة وشعبوية.
في المقابل، يعتبر المتحمسون لدفع الحريري الى فك مساره عن المسار السعودي في الاستحقاق الرئاسي، ان قرارا جريئا من هذا النوع سيعيده من الباب العريض الى رئاسة الحكومة التي تشكل مدخلا إلزاميا لتصحيح الخلل في التوازن الوطني، «ثم ان لدى عون وحزب الله هذه المرة تصميما غير مسبوق على خوض معركة الرئاسة حتى النهاية، ما يعني ان خيارات الحريري محدودة بل معدومة مهما طال الزمن، وكلما اسرع في انتخاب عون خفف من كلفة الانتظار عليه وحسّن شروط موقعه التفاوضي».
ويشير هؤلاء الى ان السعودية منشغلة اصلا عن الملف اللبناني وحتى عن الحريري وأزماته، ما يمنحه الحق في استعادة المبادرة الذاتية لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان، لان بقاءه على هذه الحال من المراوحة يعني المزيد من الاستنزاف، في حين ان هناك فرصة ثمينة امامه لإبرام تسوية انقاذية تاريخية، على اساس شراكة حقيقية.
بري: هذه معلوماتي
في هذا الوقت، يستغرب الرئيس نبيه بري الحملة المنظمة التي تستهدف تحميله المسؤولية عن عدم انتخاب عون، مشيرا الى ان الغاية منها تحوير الحقائق وتحريف الوقائع.
ويقول بري لـ «السفير» انه في حال قرر الرئيس سعد الحريري دعم عون، يصبح «الجنرال» رئيسا يوم غد بمعزل عن موقفي، فكيف أكون أنا من أعرقل وصوله الى قصر بعبدا؟
ولكن بري لا يخفي في الوقت ذاته خياره المبدئي: إذا خُيرت بين ميشال عون وسليمان فرنجية، فأنا أنتخب فرنجية من دون تردد، ولدي اسبابي.
وحين يُسأل بري عما إذا كان يمكن ان ينتخب عون إذا وافق الحريري على دعمه؟ يجيب: ليس بالضرورة.. وموقفي يمكن ان يتراوح بين الاقتراع بورقة بيضاء وبين الانسحاب من الجلسة الانتخابية.
ولا يلبث بري ان يضيف مستدركا: فقط، في حال جرى التوافق على انتخاب عون ضمن سلة تفاهم وطني على مرحلة ما بعد الرئاسة، يمكن ان انتخب الجنرال، لان الاولوية يجب ان تكون للمشروع السياسي وليس للشخص، وحتى في ما يتعلق بفرنجية، أنا أقول صراحة إنه إذا لم يحصل اتفاق مسبق معه على مرتكزات السلة المتكاملة، فان انتخابه سيُخرجنا من أزمة ليُدخلنا في أخرى فورا.
ولا يعير بري الكثير من الاهتمام او الاهمية للتسريبات حول لقاء سعد الحريري - جبران باسيل في باريس، لافتا الانتباه الى ان قرار القبول بعون رئيسا لا يتوقف على الحريري فقط، بل إن موقف السعودية في هذا المجال مفصلي، «ومعلوماتي المستمدة من مصادر موثوقة تفيد بان الرياض لم توافق حتى هذه اللحظة على خيار عون، وما دام موقفها على هذا النحو، فان اي كلام آخر هو كبيع السمك في البحر..».
ويحرص بري على التأكيد ان المحافظة على موقع الحريري هي مصلحة عامة وضرورة وطنية، مهما اختلفت معه، معتبرا ان تعطيل الحوار والحكومة والمجلس تحت شعار الميثاقية إنما يهدف الى الدفع في اتجاه انتاج المعادلة الآتية: «انهيار الدولة او انتخاب عون»، مؤكدا انه يرفض الخضوع الى هذا النوع من الضغوط.
السنيورة: ملتزمون بفرنجية
وفي ظل الاستنتاجات المتباينة لما سيؤول اليه موقف «بيت الوسط» من «الجنرال»، يقول الرئيس فؤاد السنيورة لـ «السفير» إن ما يتردد حول إمكان موافقة «المستقبل» وسعد الحريري على انتخاب عون رئيسا، في جلسة 28 أيلول: «ليس صحيحا على الاطلاق».
وينفي السنيورة حصول لقاء بين الحريري والوزير جبران باسيل في باريس، مؤكدا ان احتمال حدوث تحول ايجابي في موقف الحريري حيال عون في المدة الفاصلة عن جلسة 28 أيلول، كما يتوهم البعض، «هو احتمال غير واقعي ولا يستند الى أي اسس». ويتابع: «على كل حال، تسعة أيام وتظهر الامور على حقيقتها، ويا خبر النهار ده بفلوس، بكرا ببلاش..».
ويستغرب السنيورة لجوء البعض الى الربط بين الوضع المالي للحريري وبين فرضية موافقته على انتخاب عون، متسائلا: ما الرابط بين الامرين؟ انه ربط غريب عجيب، وكأن الحريري سيستخدم المال العام عندما يصبح رئيسا للحكومة من أجل معالجة مسائله الشخصية.
ويعرب السنيورة عن اعتقاده بان ضخ هذه الكمية من التوقعات والشائعات حول نية الحريري دعم عون إنما يهدف الى تحميل رئيس «المستقبل» المسؤولية لاحقا، عندما لا تتحقق هذه التوقعات ولا تصح تلك الشائعات.
ويشير الى ان «حزب الله» يساهم أيضا في تعميم أجواء ضاغطة في اتجاه انتخاب عون، من باب تبرئة الذمة والإيحاء له بان الحزب فعل أقصى ما يستطيعه من أجل إيصاله الى الرئاسة، كما ان بعض من يضخ «التفاؤل الوهمي» يهدف الى إعطاء عون حقنة تخديرية.
وعندما يقال للسنيورة بان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يدفع أيضا نحو انتخاب «الجنرال»، يجيب: الجمل بنية والجمّال بنية...
ويؤكد السنيورة ان «المستقبل» لا يزال حتى الآن ملتزما بترشيح النائب سليمان فرنجية ولم يطرأ أي تغيير على هذا الخيار، لكن إذا استمر الافق مسدودا، من دون ان يستطيع فرنجية او عون اختراقه، فربما يصبح من الضروري حينها التفتيش عن خيار آخر يكون مقبولا، ونحن في هذا الطرح لا نلعب من وراء ظهر مرشحنا فرنجية الذي سبق له أن أكد استعداده للانسحاب في حال جرى توافق وطني على اسم آخر.

 

النهار :

اهتزت أمس الهدنة السارية في سوريا بفعل الغارات الجوية الدامية للائتلاف الدولي على الجيش السوري في دير الزور بشرق البلاد السبت، وغارات أخرى هي الاولى منذ اسبوع على حلب، الأمر الذي يثير مخاوف من اشتعال هذه الجبهة الرئيسية في النزاع مجدداً. وسجل هذا التصعيد مع تصاعدت حدة اللهجة بين راعيتي الهدنة الولايات المتحدة وروسيا اللتين تتبادلان الاتهامات بعرقلة وقف النار.
ومعلوم ان واشنطن وموسكو توصلتا مطلع أيلول الجاري الى اتفاق ينص على وقف للنار بدأ سريانه مساء الاثنين الماضي ثم مدّد مرتين حتى مساء الجمعة الماضي، في ظل معارك محدودة على جبهات سورية عدة. كما ينص على ايصال مساعدات الى المناطق المحاصرة، الا ان القوافل المحملة بمواد الاغاثة لا تزال تنتظر الضوء الاخضر.
ولم يعلن راعيا الاتفاق تمديده فترة اضافية. وكان الجيش السوري أعرب عن التزامه الهدنة سبعة أيام.
وزاد التوتر السبت بعدما أعلنت موسكو ان طائرات للائتلاف الدولي شنت أربع غارات جوية على مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور، مما اسفر عن "مقتل 62 جندياً سورياً واصابة مئة". أما "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، تحدث عن مقتل "أكثر من 90 عنصراً من قوات النظام".
وأوضح الائتلاف الدولي ان قواته "اعتقدت أنها ضربت موقعاً قتالياً لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تراقبه لبعض الوقت قبل القصف". وأكد انه "ما كان ليستهدف عمداً وحدة عسكرية سورية" وانه سيبحث في ملابسات الغارة.

 

دمشق
وصرحت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد لـوكالة الصحافة الفرنسية" بان الغارات الاميركية كانت "مقصودة"، مشددة في الوقت عينه على التزام بلادها الهدنة السارية في البلاد. وقالت: "نعتقد ان الضربة مقصودة... كل المشاهد العينية والوقائع على الارض لا تظهر انه كان هناك خطأ أو مصادفة، انما كل شيء كان محسوباً وداعش كان على علم به، وحين دخل داعش، توقفت الغارات".
وأضافت: "نحن ملتزمون الهدنة، والهدنة سارية حتى انتهاء مدتها، ربما مددت ومن الممكن ان يجري التوافق على شيء ما، فالمشهد السياسي متحرك جداً... أعتقد ان بعض الجهات في الولايات المتحدة لا تريد الاتفاق، جهة تتفق مع الروس، وجهة أخرى ترفض الاتفاق... ما يبدو لنا، وهي ليست معلومات، ان البيت الابيض يريد الاتفاق في حين يرفضه البنتاغون".
وتلت الغارات الاميركية معارك عنيفة قرب مطار دير الزور حيث شن الجيش السوري هجوماً مكنه من استعادة مواقع خسرها أمام الجهاديين اثر غارات الائتلاف الدولي. وقال مصدر عسكري: "تحول الجيش السوري من الدفاع الى الهجوم" في منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكري بعدما كان "تراجع نتيجة القصف الاميركي".
ويذكر ان التنظيم الجهادي يسيطر على كامل محافظة دير الزور باستثناء مطار دير الزور العسكري واجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة.
وخلال المعارك صباح الاحد، أسقط الجهاديون طائرة حربية للجيش السوري، كما أعلن "داعش" في بيان.
وأكد الاعلام السوري اسقاط طائرة حربية في دير الزور ومقتل قائدها.

تصعيد أميركي - روسي
ودعت موسكو الولايات المتحدة الى "اجراء تحقيق شامل واتخاذ اجراءات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل". واعتبرت ان "ما قام به الطيارون، اذا لم يكونوا كما نأمل ينفذون أوامر واشنطن، يراوح بين الاهمال الاجرامي والدعم المباشر لارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية".
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "البيت الأبيض يدافع عن الدولة الإسلامية... الآن لا يمكن أن يكون ذلك محل شك".
بيد ان المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سامنتا باور قالت في الأمم المتحدة إن زخاروفا ينبغي أن تخجل من ذلك الزعم. وقال المندوب الروسي الدائم السفير فيتالي تشوركين إن روسيا لا تملك "دليلاً محدداً" على تواطؤ الولايات المتحدة مع متشددي "داعش".
وتتراشق الولايات المتحدة وروسيا منذ أيام الاتهامات باعاقة تطبيق الاتفاق حول سوريا الذي يستثني "داعش" و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة").
وترى روسيا ان الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها، وخصوصاً في ما يتعلق بالتمييز بين الفصائل المعارضة وعناصر "جبهة فتح الشام"، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكرياً مع روسيا في حال عدم ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.
وابدت روسيا استعدادها الجمعة لتمديد الهدنة 72 ساعة لكن الولايات المتحدة لم تتخذ موقفاً رسمياً من ذلك.
وفي نيويورك، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت النظام السوري بانه المسؤول الرئيسي عن انتهاك الهدنة.

توتّر في حلب
وتضاف الى هذا التوتر، غارات جوية استهدفت الاحياء الشرقية في مدينة حلب السورية للمرة الاولى منذ بدء الهدنة في سوريا قبل نحو اسبوع.
وقال "المرصد السوري: "استهدفت طائرات حربية أحياء كرم الجبل وكرم البيك والصاخور وحي الشيخ خضر في مدينة حلب بأربعة صواريخ، مما أسفر عن سقوط جرحى". ولم يتمكن من تحديد ما اذا كانت الطائرات روسية او سورية.
وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنيكوف بان "الوضع متوتر اليوم في حلب، وعدد عمليات القصف التي قامت بها مجموعات المعارضة للمواقع العسكرية الحكومية والاحياء السكنية يزداد". واشار الى أن المتشددين هناك يستعدون لعمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الجيش السوري.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع أن روسيا سجلت 50 انتهاكاً لاتفاق الهدنة في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

جبهات أخرى
وعلى جبهات اخرى، وخصوصاً في الغوطة الشرقية لدمشق وريف حمص الشمالي وريف اللاذقية الشمالي، تجدّدت الغارات الجوية والاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة والاسلامية.
وأعلن فصيل "فيلق الرحمن" التابع لـ"الجيش السوري الحر" في ضواحي دمشق في بيان على الانترنت أن مقاتليه دمروا دبابة تابعة للحكومة السورية وقتلوا جنوداً بعدما حاولت القوات الحكومية اقتحام جوبر للمرة الثانية هذا الأسبوع.
وقال المرصد السوري إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب كثيرون بجروح بالغة عندما ألقت طائرات هليكوبتر براميل متفجرة على بلدة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة من محافظة درعا الجنوبية.

 

المستقبل :

وسط الجمود المسيطر على كل الاستحقاقات الدستورية والتعيينات، ومع استمرار «حزب الله» في سياسة التنصّل من مسؤوليته عن اطالة أمد الشغور الرئاسي وما يتفرّع عنها من حالات تعطيل للمؤسسات وللعجلة الاقتصادية، شهدت المختارة تظاهرة إسلامية جدّدت التأكيد على ثوابت الاعتدال والتعايش، بمناسبة تدشين مسجد الأمير شكيب ارسلان تكريماً للأميرة مي ارسلان جنبلاط والدة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، بعد أسابيع من تدشين كنيسة الدرّ لإحياء الذكرى الخامسة عشرة لمصالحة الجبل.

هذه المناسبة التي أكدت الانتماء العربي للجبل وعلى «الانتماء الإسلامي للموحّدين الدروز، وعلى أن الإسلام هو اعتدال وتسامح وتعايش»، كما قال النائب جنبلاط، حملت رسائل متعدّدة توّجها مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان بكلمة معبّرة ومؤثّرة ردّ فيها على «خطر الاستبداد والتشرذم والتفتيت»، مجدداً الإيمان بـ«رسالة النهوض والتقدم العربي».

واعتبر دريان ان هذا اللقاء مناسبة لتجديد «النضال من أجل المهمة الكبرى التي عاش من أجلها شكيب ارسلان، واستشهد من أجلها المعلم كمال جنبلاط.. وهي مهمة العرب والعروبة والحرية. فلا حرية بدون انتماء، ولا انتماء بدون حرية، فالعروبة والحرية شرطا وجود، وشرطا دخول إلى إنسانية الإنسان».

أضاف ان المتطرّفين «يشوّهون صورة الإسلام ويمارسون تطرّفهم بالعنف والإرهاب»، فيما كان الأمير ارسلان يحمل لواء العروبة كهوية قومية، وهي الهوية الجامعة «التي تحاول سيوف الإرهابيين اليوم نحرها أو إحراقها في قفص حديدي من الجهل والعصبية العمياء». 

وقال دريان «مرة نهجّر ونقتل لأننا إرهابيون، ومرة نهجّر ونقتل لأننا عرب ومرة نقتل ونهجّر لأننا مسلمون، ومرة يهجّر ويقتل المسيحيون لأنهم مسيحيون، نحن كنا وسنبقى عرباً مسلمين ومسيحيين، ما بقيت كنيسة المختارة، وما بقي مسجدها». 

وختم بالقول: «حبيبك يا وليد بك، وحبيبنا الرئيس سعد الحريري، وصف بالأمس خبر استهدافك بالمخطط الإجرامي، ونحن معه نعدّه استهدافاً للوطن، والرئيس الحريري يخاف عليك كما يخاف على الوطن، فأنت رفيق المسيرة، ورفيق رفيق الشهيد، الرئيس رفيق الحريري رحمه الله تعالى، وستبقى بإذن الله، وسيبقى لبنان سيداً حراً عربياً مستقلاً».

وكان جنبلاط أكد في كلمته ان بناء هذا المسجد في الجبل «إنما يؤكد الانتماء الإسلامي للموحّدين الدروز، لذلك أقدّر عالياً رعايتكم واحتضانكم لهذا الحدث يا سماحة المفتي.. ان الإسلام اعتدال وتسامح وتعايش، وزيارتكم إلى المختارة اليوم محطة جديدة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية التي تقع علينا جميعاً مسؤولية حمايتها».

 

الديار :

اشتعلت أعنف معركة في دير الزور حيث اخطأت طائرات التحالف الدولي عندما قصفت مراكز الجيش للسوري في دير الزور واستشهد 90 جندياً ولولا غرفة العمليات السورية التي اتصلت بغرفة العلميات في قطر لكانت وقعت مجزرة كبرى وقد دمرت الطائرات الأميركية الفوج 90 من المدفعية التابعة للجيش العربي السوري وفي البداية أنكر التحالف انه قصف الجيش السوري ثم اعترف وقال اعتقدنا انها مراكز لـ «داعش».
وقد تمكن الجيش السوري في هجوم معاكس من استعادة مواقع من تنظيم «داعش» الإرهابي خسرها إثر غارات التحالف الدولي التي قتلت عشرات الجنود السوريين.
وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس»: «تحول الجيش السوري من الدفاع إلى الهجوم» في منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكري بعدما كان قد «تراجع نتيجة القصف الأميركي».
وأكد مصدر عسكري في مطار دير الزور أن «الجيش استعاد معظم النقاط التي تسلل إليها داعش في جبل ثردة بغطاء جوي كثيف من الطائرات الروسية والسورية»، التي استهدفت مواقع للتنظيم داخل مدينة دير الزور وفي محيط المطار وعلى طريق دير الزور - الميادين جنوبا.
وأفادت وكالة «سانا» السورية بتدمير عدد من التحصينات والعربات المدرعة لتنظيم «داعش» والقضاء على العشرات من أفراده بضربات جوية مركزة للطيران الحربي في محيط جبل الثردة بدير الزور.
وحسب الوكالة نفذت وحدات من الجيش عمليات نوعية مكثفة على تجمعات وتحركات التنظيم في حيي الكنامات والعرفي وفي قرية الجفرة ومحيطي منطقة البانوراما ومطار دير الزور العسكري. 
هذا وشن الطيران الروسي عدة غارات على جبل الثردة المطل على مطار دير الزور العسكري، موقعًا أكثر من 20 قتيلا في صفوف تنظيم «داعش» وإصابة العشرات، حسبما أفاد المرصد السوري المعارض، كما أغارت الطائرات الروسية على مواقع وتجمعات مسلحي التنظيم في قرية الجفرة وبلدة المريعية وعلى طريق مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، فدمر عدة آليات وأوقع العديد من القتلى والجرحى.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن التحالف الدولي استمر في شن غاراته على مواقع تنظيم «داعش» في دير الزور، بعد الهجوم الخاطئ على القوات السورية الذي أسفر عن قتل وجرح عشرات الجنود.
وقالت القيادة في بيان امس إن «ثلاث غارات جوية شنت السبت بالقرب من دير الزور ودمرت سبع صهاريج نفطية تابعة للتنظيم وألحقت أضرارا بثماني طرق إمداد».
وأضاف البيان: «نفذت بالقرب من دير الزور غارة واحدة، والتي كنا نعتقد أنها ضربت مواقع قتالية للتنظيم، (ولكن) عن طريق الخطأ، قصفت على الأرجح وحدة عسكرية سورية ودمرت آليات عسكرية للجيش السوري».
وأشار البيان إلى أن قوات التحالف الدولي، نفذت ما مجموعه 21 ضربة جوية ضد أهداف للتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.

 اسقاط طائرة سورية 

ولفت «التلفزيون السوري» امس الى أن طائرة حربية سورية سقطت وقُتل قائدها أثناء تنفيذها لمهمة حربية في دير الزور.
ووفق مصادر اعلامية، فإن الطائرة كانت تنفذ غارة جوية على موقع لتنظيم «داعش» في محيط جبل الثردة.

 خبراء روس 

ويرى الخبراء والمحللون الروس ان ما جرى في جبل الثردة  قد يؤدي إلى تقويض الاتفاقات الروسية -الأميركية حول سوريا وكذلك إلى تأزم الوضع بشكل حاد في الشرق الأوسط.
وفي مجال تعليقه قال خبير مركز التحليل السياسي أندريه تيخنوف إنه ووفقا للمنطق الأميركي السائد، أي صفقة بين روسيا والولايات المتحدة يمكن أن تتم فقط بالشروط الأميركية ومن بينها رحيل الأسد. ولكن من الواضح أن روسيا لا يمكن أن تقبل ذلك ولذلك سيستمر الدعم الأميركي غير المعلن للإرهابيين.
وأضاف الخبير القول: «يجب التخلص من الأوهام حول الكفاح المشترك ضد الإرهاب الدولي. يجب التشمير عن السواعد والتصدي للإرهابيين بدون الالتفات إلى المجتمع الدولي. في حال أبدينا الضعف فسيواصل الإرهابيون الهجوم في سوريا وفي كل بقاع العالم».

 وزارة الدفاع الروسية 

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية  أن الفصائل المسلحة تستخدم أيام الهدنة لإعادة تجميع قواها استعدادا لهجمات واسعة في حلب.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف أنه على مدى 6 أيام من سريان الهدنة في سوريا وحده الجيش السوري من أظهر التزاما حقيقيا بها، بخلاف فصائل «المعارضة المعتدلة»، إذ «فشل الجانب الأميركي في التأثير فيها ولم يقدم بيانات دقيقة حول أي منها أو عن مدى التزامها بوقف إطلاق النار».
وأضاف  كوناشينكوف: «في المقابل شهدنا حالة عكسية تجلت في ازدياد حدة القصف واستهداف مواقع القوات الحكومية السورية والأحياء السكنية من جانب المسلحين».

 الخارجية الروسية 

كما دعت الخارجية الروسية الولايات المتحدة لإجراء تحقيق شامل في غارات التحالف على القوات السورية، معتبرة أن تصرفات الطيارين تأتي بين الإهمال الإجرامي والانغماس المباشر مع إرهابيي «داعش»، وأملت ألا تكون تصرفات الطيارين اتخذت بأوامر من واشنطن.
وأشارت الخارجية الروسية الى أن الموقف الأميركي غير البناء في مجلس الأمن يدعو للأسف، مؤكدة أن واشنطن بضرب القوات السورية، خرقت وقف إطلاق النار الساري في سوريا منذ  شباط الماضي، وانتهكت التعهدات التي قدمتها لدمشق حين أطلقت عمليتها العسكرية في سوريا.
كما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مؤتمر صحافي عقده في مقر الامم المتحدة في نيويورك أن «العدوان الأميركي على مواقع للجيش العربي السوري في محيط مطار دير الزور مخالف للقانون الدولي وخرق للاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا ويهدف إلى عرقلة الاتفاق ودعم بعض «المجموعات المسلحة».
وقال: «إن الولايات المتحدة قامت بضربة جوية متهورة ومن المستغرب أن تقوم بهذه الضربة في هذا التوقيت»،  مضيفا إن «هذا الأمر مثار قلق خطير وهذا ما عبرت عنه الدول الأعضاء في مجلس الأمن وهناك مشاورات ومفاوضات جادة مع هذه الدول لعقد جلسة طارئة للمجلس». وأكد تشوركين أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة يخالف القانون الدولي ويصعب التصديق أن يكون هذا تم عن طريق الخطأ لأن رواية واشنطن غير مقنعة وكلمة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور «لا تعبر عن حسن نيات ولا تعكس حقيقة الأمور». وأضاف: «إن السؤال المطروح لماذا قامت الولايات المتحدة فجأة ودون سابق إنذار بهذه الضربات على منطقة دير الزور ولماذا لم تقم في السابق بشن ضربات مشابهة.. ألم تقم بذلك كدعم لبعض المجموعات المسلحة».
ودعا تشوركين الولايات المتحدة إلى التنسيق مع روسيا «إذا كانت راغبة فعلاً» بالقيام بضربات ضد التنظيمات الإرهابية في دير الزور أو أي مكان آخر مؤكداً أن العدوان الأميركي على مواقع للجيش السوري لا يتسم بأي حس من المسؤولية.

 جلسة عاصفة لمجلس الأمن  

هذا ووصفت ممثلة الولايات المتحدة الاميركية في الأمم المتحدة سامانتا باور دعوة روسيا مجلس الأمن للانعقاد بالعمل «المنافق».
فيما أكد ممثل روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن تصرفات الممثلة الأميركية غريبة، إذ قال للصحفيين «حين اجتمعنا للتشاور ورحت أعبر عن قلقي لأعضاء المجلس، تبين أنها خرجت إلى الصحافة ودون أن تسمعني راحت تنتقد وتشتم روسيا، وانتقدتنا حتى على دعوتنا للاجتماع»
وقالت باور للصحفيين «يجب أن تخجل المتحدثة باسم الخارجية الروسية من تصريحها بأن الولايات المتحدة تدافع عن مقاتلي داعش»، وأضافت «هذه المجموعة قطعت رؤوس مواطنين أميركيين، ونحن نرأس تحالفا من 67 بلدا للقضاء على هذه المجموعة، وفقد داعش 40% من أراضيه. هذا ليس لعبة، ولذلك يجب أن يخجل المتحدث الذي عبّر عن اعتقاد أننا نتعاون مع داعش»
وأضاف تشوركين أن باور دخلت قاعة المشاورات بعد أن أنهى مداخلته وأعلنت أنها غير معنية بالاستماع إليه، وأن هذا مجرد خدعة. وتابع تشوركين «في هذه الظروف لم أعد أنا معنيا بالاستماع لاتهاماتها لنا بكل الخطايا فخرجت، لكن وفدنا بقي».
وأعلن ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عقب انتهاء الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، أن موسكو تنتظر من واشنطن أن تبرهن لروسيا وشركائها الآخرين على التزامها بحل سياسي في سوريا بعد أحداث دير الزور.
 وردا على سؤال حول إمكانية التحدث عن نهاية الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الهدنة في سوريا، قال تشوركين: «لا، هنا علامة استفهام كبيرة».

 

الجمهورية :

الهدنة في سوريا تترنّح والغيوم تتراكم حول الاتفاق الروسي الأميركي نتيحة الحرب الدائرة في أجواء سوريا. ولعلّ الغارة الأميركية التي استهدفت جيش النظام السوري في محيط مطار دير الزور أمس الأوّل من جهة، وخروقَ النظام نفسه للهدنة وعرقلته وصولَ المساعدات الإنسانية من جهة أخرى، تدلّ إلى أنّ طرفَي الاتّفاق غيرُ راضيَين عن استمرار الهدنة التي أصبحت في خبر كان.

هذه التطوّرات الدراماتيكيّة استدعت جلسةً عاصفة لمجلس الأمن الدولي بناءً على طلبٍ روسيّ، تزامنَ ذلك مع تصعيد لهجة موسكو حيال واشنطن واتّهامها بالتآمر مع «داعش»، ودعوتها إلى إجراء تحقيق شامل في غارات التحالف على القوات السورية، مع سلسلة أحداث أمنية شهدتها الولايات المتحدة، خصوصاً في نيويورك ونيوجرسي، تبنّى إحداها التنظيم (راجع ص 16)، وقد جاءت هذه الاعتداءات بعد نحو أسبوع على إحياء أحداث 11 أيلول الدامية من جهة، وعشية جلسات الجمعية العمومية السنوية للأمم المتحدة التي تُعقد في نيويورك بمشاركة رؤساء دول وحكومات مِن بينهم لبنان، من جهة أخرى.

التحليل العسكري

في هذا الإطار، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر لـ«الجمهورية» عن خلفيات الغارة الأميركية: «الطائرات التي نفَّذت الغارة هي مزيج من نوعين: الأولى من نوع «أف 16» التي يمكن أن تضرب أهدافَها عن علوّ شاهق أو من مسافات بعيدة عن طريق استعمالها للأسلحة الذكية، والثانية طائرات من نوع «اي 10» وهي تُحلّق على علوّ منخفض جداً وتُعتبر من أفضل الطائرات التي تصطاد دبّابات العدو، لذلك كان يمكن للطيّارين أن يلاحظوا ما إذا كان المركز الحربي تابعاً للجيش النظامي أو لتنظيم الدولة الإسلامية، وخصوصاً أنّ طبيعة انتشارهما تختلف وطبيعة الأسلحة المستخدمة من الجانبين تختلف أيضاً».

ولم يَستبعد عبد القادر أن تكون الغارة الأميركية التي دامت 40 دقيقة مقصودةً ومخطّطاً لها، بل ذهب أبعد من ذلك عندما أشار إلى «أنّ طرفَي الاتّفاق وقّعا الهدنة فيما كلّ طرف يحاول أن يديرها لمصلحته، وإذا لم يفعل، يستطيع في أيّ لحظة تخريبَها. وهذا ما يؤشّر إليه ما جري على طريق الكاستيلو من خلال انسحاب قوات النظام وعودتها إلى احتلال الطريق، إضافةً إلى قصفِ النظام أمس لدينة حلب. وربّما شعرَت الولايات المتحدة في فترة معيّنة بأنّ هذا الاتفاق سيكلّفها غالياً وسيُخرّب علاقاتها مع الفصائل السورية المعتدلة التي تدعمها، كما أنّ طائرات النظام ستستمر في استهداف المناطق التي تخرج عن نطاق عمليات الروس والأميركيين. لذلك أرى تراجعاً من الطرفين».

وقد انسحبَ مشهد تبادل الاتهامات في الأمم المتحدة بين الجانبين الروسي والأميركي، على الجسم اللبناني المريض الذي دخلَ أسبوعاً جديداً محمَّلاً بأوجاعه من الرأس إلى أخمص القدمين، وهو يعيش على «أوكسيجين» تسريبات إعلامية وشائعات من هنا وهناك، إضافةً إلى تراشق المسؤولين بتُهمِ التعطيل، فيما مركزُ الرئاسة الأولى يستمرّ شاغراً، واجتماعات الحكومة متعثّرة بانتظار تبَلور الاتصالات السياسية لإعادة لمِّ الشملِ الحكومي، والحوار الوطني معلّق، علماً أنّ الخرق الوحيد في الجمود السياسي يتمثّل بانعقاد جولة حوارية جديدة بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في عين التينة مساء غدٍ الثلثاء.

كلمة لبنان

وفي غمرة إشكالية حضور وفدَين لبنانيَين في نيويورك، علمت «الجمهورية» أنّ رئيس الحكومة تمّام سلام الذي سيلقي كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الخميس المقبل، سيُلقي اليوم كلمة لبنان أمام المؤتمر الخاص بالنازحين، وقد تمّ ترتيبها بعناوينها الأساسية في بيروت.

وذكرَت مصادر الوفد اللبناني أنّ سلام سيلقي الضوءَ على حجم النزوح وما ألقاه من مسؤولية كبيرة على مختلف وجوه الحياة السياسية والاقتصادية والماليّة والأمنية في لبنان. وسيجدّد دعوته إلى تأسيس صندوق خاص باللاجئين وتوفير المبالغ التي تشكّل تقاسماً لكِلفتهم في لبنان ودول العالم.

ويلتقي سلام على هامش زيارته عدداً من كبار القادة ورؤساء الدول والحكومات العربية والغربية، والتي حدّد موعد بعضها، وخصوصاً الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً الثلاثاء، فيما مواعيد أخرى قيد التنظيم على هامش المؤتمرات المقرّرة، سواء تلك التي دعت إليها الأمم المتحدة للبحث في شؤون النازحين أو المؤتمر السنوي الذي دعا إليه الرئيس الاميركي باراك اوباما، باعتبار أنّها السنة الأخيرة له في البيت الأبيض.

عون: صامتون

وفي معلومات لـ»الجمهورية» أن لا جديد في الاتصالات السياسية مع الرابية، وأنّها لا تزال تنتظر عودةَ الرئيس سعد الحريري، مُشكّكةً في عودته قريباً، بعد توعُّكِ الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ونَقلِه إلى المستشفى.

وتشير المعلومات إلى أنّ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون سيواصل انتهاجَ سياسة الصمت المطبق، فـ»قوّته هذه الأيام في صمته» كما ترى الرابية، التي ستواصل تصعيدَها بهدف حلّ الأزمة الرئاسية والحكومية والنيابية قبل تاريخ 28 أيلول.

«التيار الوطني الحر»

وأكّدت مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» لـ»الجمهورية» أنّ «التيار» ماضٍ في معركته حتى النهاية ولا تراجُع عنها، وينكبّ على الإعداد لتحرّكِه التصعيدي.

وإذ يَعتبر «التيار» أنّ تاريخ 28 أيلول الجاري، موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، يشكّل يوماً مفصلياً بالنسبة إليه، ويُعلّق آمالاً كبيرة عليه، لا يؤكّد أنّ عون سيُنتخب رئيساً في هذه الجلسة، رغم تمنّياته بذلك.

ونفَت المصادر أن تكون الرابية قد تبلّغَت أيّ موقِف أو رسالة بأنّ كتلة «المستقبل» أبلغَت إلى عون بأنّها ستنتخبه في جلسة 28 أيلول، وقالت: «لو حصَل ذلك لكانت المشكلة قد حُلّت».

وتوقّفت المصادر عند «تبايُن الآراء داخل «المستقبل»، فالبعض يدعم ترشيح عون والبعض الآخر يعارض هذا الترشيح، «لكن في النهاية هناك موقف واحد والجميع سيلتزم به، وننتظر عودةَ الحريري لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود».

«المستقبل»

في الموازاة، أكّدت مصادر كتلة «المستقبل لـ»الجمهورية «عدمَ حصول أيّ لقاء بين الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في باريس كما شاع أخيراً.

وأكّدت لـ»الجمهورية» أن لا تغيّرَ في موقف «المستقبل» الثابت من دعمِ ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وكرّرت اتّهامها «حزب الله» بتعطيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

«حزب الله»

وعلى الضفّة الأخرى، جدّد «حزب الله» التأكيد أنّ عون هو الحلّ وأنّ الطريق نحو الرئاسة يمرّ عبر انتخابه. وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم «أثبتَت الأيام أنّ طريق رئاسة الجمهورية محدّدة، فمَن أراد أن ينتخب رئيساً للجمهورية، ليس له إلّا اتّجاه واحد يوصِل إلى العماد ميشال عون، ولن تستطيع الدول الكبرى والإقليمية ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية أن تعدّل هذا المسارَ».

وأشار إلى أنّ تأخير انتخاب الرئيس» لن يغيّر المعادلة»، ناصحاً «المستقبل» أن «ينهي تردّدَه، فطريق الحلّ معروف». وأبدى قاسم جهوزية الحزب إذا اتُّفِق على عون رئيساً وحضوره جلسة الانتخاب والتصويت له، معتبراً أنّه «خيرٌ للجميع أن يتمّ هذا الانتخاب في أقرب وقت، لأنّه بانتخاب عون رئيساً سيَربح الجميع ويربح لبنان».

وتوقّفَت مصادر سياسية مطّلعة عند مواقف قاسم، وقالت لـ»الجمهورية» إنّها «تؤكّد بشكل لا لبسَ فيه أنّ «حزب الله» هو من يقف وراء التعطيل، وبمواقفه نَقل الرئاسة من الانتخاب إلى التعيين، والحزب لا يَسمح بإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلّا إذا انتُخب عون. كذلك فإنّ الهدف من الطريقة التي يُطرَح فيها ترشيح عون ليس دعمَ عون فحسب وإنّما منعُ الآخرين من تأييده، لأنّ أيّ طرف بمن فيه من يؤيّد ترشيحه، لن يفعل ذلك إذا رأى في ذلك أيَّ إذعان للحزب».

واعتبرَت المصادر أنّ «كلام قاسم يُضِرّ بعون لأنّه بذلك يعطي رسالةً للبنانيين مفادُها أنّ الحزب هو مَن يُعيّن رئيس الجمهورية، وهذا ما لن يقبلَ به «المستقبل» وسيَدفع «القوات اللبنانية» إلى إعادة النظر في خيارها».

برّي

وفي ظلّ عدمِ تسجيل أيّ جديد على خط تفعيل العمل الحكومي، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس إنّه لا يزال عند موقفه، وهو «أنّ الحلّ بالسلّة المتكاملة، ولا توجد لديّ أيّ مبادرة جديدة». وأضاف: «لن أدعو إلى الحوار ما لم يغيّر الجميع مواقفَهم ويأتوا لكي نعالج جدول الأعمال لحلّ الأزمة وليس للإدلاء بخطابات على طاولة الحوار».

وردّاً على سؤال حول تفاؤل العونيين بإمكان انتخاب رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في جلسة الانتخاب الرئاسي المقرّرة في 28 الجاري، قال بري: «لننتظر الأيام العشرة المقبلة لنرى صحّة ما يُشاع هنا وهناك من سيناريوهات». وكرّر التأكيد أن «لا شيء بيني وبين عون، هو يقول إنّني ضدّه، وإنّما هو ضدّ نفسه».

 

 

اللواء :

 

بين نيويورك وبيروت، لا يبدو المشهد اللبناني واحداً، هناك حيث وصل الرئيس تمام سلام، مع وفد وزاري واداري وأمني لتمثيل لبنان في اجتماعات الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن ينضم إلى هذا الوفد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، حيث سيكون للبنان موقف واحد، سواء في كلمة الرئيس سلام امام الجمعية العامة التي سيلقيها قبل عودته الخميس المقبل، أو خلال المشاركة في قمة اللاجئين التي دعا إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما، أو من خلال اللقاءات مع رؤساء الجمهورية أو رؤساء حكومة أو وزراء خارجية الدول المشاركة في هذه التظاهرة الدولية التي تتكرر مرّة كل عام، مع الإشارة الى أن نشاط الوزير باسيل في الولايات المتحدة جاء ضمن النشاط الاغترابي.
اما في لبنان، فالمشهد يتراوح بين الترقب وأجندة المواعيد العونية التي تتراوح بين تفاؤل في جلسة 28 أيلول الجاري، بحيث ينتخب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وإلا «فالويل والثبور وعظائم الأمور»، في الفترة الممتدة بين 28 أيلول و13 تشرين الاول.
رسالة نيويورك
وفي نيويورك أفادت موفدة «اللواء» الزميلة لينا الحصري زيلع، أن الرئيس سلام سيرفع خلال مشاركته في نيويورك، الصوت عالياً، لا سيما في ما خص المساعدات المقدمة للبنان في إطار دعمه نظراً لاستضافته ما يزيد عن المليون ونصف المليون نازح سوري، وهي الاستضافة الأكبر بين دول العالم، والتي لا تتناسب مطلقاً مع قدرات لبنان أو مساحته أو امكانياته الاقتصادية.
وسوف لن يُخفي الرئيس سلام في كلمته بشأن هذا الموضوع، هواجس لبنان وسيعبر عنها بصراحة لجهة أن لبنان يطالب بعودة النازحين إلى المناطق الأكثر أمناً في سوريا واستئناف حياتهم الطبيعية إن لجهة العيش أو العمل.
وحول إلغاء اجتماعات مجموعة الدعم للبنان التي كانت مقررة كالعادة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، علمت «اللواء» انه بناء على مشاورات بين لبنان ودول المجموعة تم تأجيل هذا الاجتماع ليعقد خلال الشهرين المقبلين، لأنه بسبب زحمة الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات التي تعقد على هامش الجمعية العامة، فان هذا الاجتماع لم يأخذ حقه الطبيعي، وأكدت المعلومات ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مهتم جداً بعقد هذا الاجتماع الذي قد يعقد في باريس حيث يكون له حيثية اقوى.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس سلام سيلتقي الرئيس هولاند غداً، وأن اللقاء سيشكل بحد ذاته، مناسبة لتوجيه رسالة دعم فرنسية للحكومة اللبنانية، تشدد على أهمية استمرار عملها حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الأمر الذي تعتبره فرنسا اهتماماً غير عادي، سواء عبر اتصالات الرئيس هولاند أو الخارجية الفرنسية.
وحول الموقف السياسي التصعيدي الذي اطلقه باسيل في لبنان، تؤكد المصادر أن الموضوع في نيويورك يختلف عن بيروت، وتُشير المصادر إلى انه لا يجب أن ننشر غسيلنا امام المجتمع الدولي، وترى المصادر بأن المناخ السياسي المتعثر والمضطرب وغير المستقر في لبنان يعكس نفسه على كل الملفات بما فيها ملف النزوح السوري، وترى ان هذا الفشل يضعف صورة الدولة الخارجية.
وتشيدر المصادر إلى أن الوضع الداخلي والأزمة السياسية أصبحت معروفة من قبل العالم، ورغم ذلك فهناك دعم مستمر للحكومة وعملها، وهذا بدا واضحاً خلال البيان الذي صدر عن الدول الخمس الكبرى الذين زاروا الرئيس سلام عشية سفره إلى نيويورك. وأكدت المصادر أن هناك قراراً دولياً واقليمياً بالحفاظ على لبنان.
ولفتت المصادر إلى أن من واجبات الرئيس سلام دعوة الحكومة لعقد جلساتها لكي تعمل ولعدم انهيار البلد.
وتمنت المصادر ان يكون هناك تواصل بين كل القوى السياسية خصوصاً أن رئيس الحكومة كرّر أكثر من مرّة بأنه حارس الهيكل وتمنى على الجميع إدراك أهمية التوافق لأن لا أحد لديه مشكلة معه وهو لم يتحد أحد ولم يخلق أي مشكلة مع أحد، وكل ما قام به من دعوة مجلس الوزراء للاجتماع هو اقل واجباته.
الموقف في الرابية
وفي الرابية، تحدثت مصادر على اطلاع على الأجواء المحيطة بالوضع هناك، عن انه لا معطيات جدية عن طرح سياسي بلغ حدّ المبادرة، وأن الاتصالات الجارية لم تصل الى مرحلة الولوج إلى الحل.
وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«اللواء» أن التيار منفتح على الطروحات، ولا يرغب بالعرقلة من أجل العرقلة، ولكنه ينتظر رداً من تيّار المستقبل، في ما خص ترشيح النائب عون.
وتوقعت أن يكون الأسبوع المقبل، مفصلياً في ما خص الاتصالات في ظل استحقاق عملي، مقبل يتعلق بجلسة الحوار رقم 35 التي ستعقد بين تيّار المستقبل و«حزب الله» غداً في عين التينة، لمتابعة البحث سواء في ما خص الرئاسة الأولى او عمل الحكومة، او الاوضاع الأمنية في البلاد.
وفيما تؤكد مصادر متطابقة، أن كلاً من «التيار» و«الحزب» يحرصان على استمرار قناة الحوار الثنائي بينهما بعد توقف طاولة الحوار، قالت مصادر الرابية أن هذا اللقاء من شأنه أن يشكل محطة في ما خص الاتفاق أو عدمه على انتخاب النائب عون في جلسة 28 أيلول.

 
  |   عدد القراء: 769
 

مقالات ذات صلة

 
 
ارسل تعليقك على هذا المقال
 
الإسم الكامل *
 
 
البريد الإلكتروني*
 
 
التعليق*
 
 
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع