علق مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد راغب قباني، على قانون الكونغرس الأميركي الذي يسمح لأهالي ضحايا أحداث 11 أيلول 2001، بمقاضاة المملكة العربية السعودية، فقال: "إن كلمة الحق لا تقدم أجلا، ولا ترفع رزقا، والشعب الأميركي العادي الطيب لا علاقة له بما سنقوله في هذا البيان، لأن الشعوب ليست مسؤولة عن انتهاكات حكامها".
وأضاف في بيان: "تكشف الولايات المتحدة الأميركية اليوم مجددا عن باطنها الرديء ونواياها الإجرامية وخضوعها للوبي اليهودي الصهيوني المتحكم بقراراتها بتشريع قانون الكونغرس الأميركي الذي يسمح لأهالي ضحايا أحداث 11 أيلول 2001، بمقاضاة المملكة العربية السعودية زورا وبهتانا، للحصول على تعويضات مالية منها".
وتابع: "إن قانون الكونغرس يمثل بذلك أكبر عملية تهديد وابتزاز اميركية مالية وسياسية، للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. إنه قرار أميركي صهيوني افترائي وإرهابي، يشرع شعار "معاداة الإسلام" في العالم بحجة محاربة الإرهاب، ويمعن في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والتحريض على كراهيتهم، وتنفير الأوروبيين والغربيين من اعتناق الإسلام".
وقال: "ان إسرائيل واللوبي اليهودي الصهيوني في الكونغرس الأميركي هو وراء تدبير أحداث 11 أيلول 2001، لاتخاذها ذريعة لاتهام العرب والإسلام والمسلمين بتدبيرها، تمهيدا لتلبيسهم تهمة الإرهاب في العالم، وتبرير حرب الولايات المتحدة الأميركية على الإسلام في العالم بحجة الحرب على الإرهاب، وملاحقة الإرهاب في كل مكان من العالم"، متسائلا: "ما دخل المملكة العربية السعودية كدولة إذا شارك اسامة بن لادن وجماعته بتفجير البرجين الأميركيين في 11 أيلول 2001، الذي هو عملية إرهابية يهودية صهيونية أميركية مشتركة، قام يهود أميركا بجذب بعض المتورطين العرب إليها عن طريق عملاء غير مباشرين لتلبيس العرب والمسلمين هذه الجريمة اليهودية الشنعاء؟".
واعتبر أن "هذا الاتهام للمملكة العربية السعودية هو محض إفك وكذب وافتراء، واحتيال ودجل، فكيف يصدق أحد أن أحداث 11 أيلول وقعت مع كل تحضيراتها واتصالاتها في غفلة عن المخابرات الأميركية وفي شأن كهذا يهدد أمنها؟"، مضيفا: "إن مجنونا فاقد العقل لا يخطر بباله أن يوجه هذا الاتهام ومثله لأحد إلا لجهة داخلية في أميركا على علاقة بمخابرات الولايات المتحدة الأميركية لتدبير هذه الأحداث وتنفيذها، فأين كانت أميركا وقدراتها المعلوماتية يومها لتكتشف هذا العمل الإرهابي قبل وقوعه وهو على هذا المستوى الأمني؟، بدلا من اتهام دولة عربية إسلامية لا علاقة لها، سوى لتبرير حربهم على الإسلام في صورة الحرب على الإرهاب".
وتابع: "إن أحداث تفجير البرجين الأميركيين، جعلها يهود أميركا سببا وفرصة ثمينة لإطلاق الرئيس الأميركي السابق "بوش الابن" شعاره: "سنلاحق الإرهاب في كل مكان من العالم"، وقد وصف إعلان حربه على الإرهاب يومها بـ"الحرب الصليبية على الإرهاب"، ونقلت كلامه وسائل الإعلام الغربية، ثم عاد وتراجع سريعا، وقال: "إنها زلة لسان"، فعلى من يتغابون؟".
وأردف: "إنهم يهود أميركا يستهدفون الإسلام وتعاليمه السمحة بالذات، التي تشق طريقها في العالم بإقبال شعوب العالم على اعتناق الإسلام، ولذلك فهم يعلنون الحرب على تعاليمه منذ الآن في حرب استباقية، وينشرون شعار "الإسلاموفوبيا" في بلاد الغرب والعالم، لمعاداة الإسلام ونشر كراهية الإسلام في العالم لصرفهم عن اعتناقه، وكم من تصريح سياسي سمعناه وقرأناه في الإعلام الغربي بعد أحداث 11 أيلول يدعو أصحابه إلى ضرب مكة المكرمة بالقنابل النووية؟!".
وقال: "انهم يستهدفون السعودية، باعتبارها تضم في رحابها وأراضيها الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومقدسات الإسلام وقبلة المسلمين في العالم، وهي المملكة التي تعاني ألوانا من الإرهاب بالتفجيرات المتنقلة على أراضيها وما تزال، وليس التفجير الذي وقع بجوار المسجد النبوي في المدينة المنورة آخرها".
وأضاف: "إن اليهود اليوم يريدون تحقيق دولتهم إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ويعملون لها مع دجالهم المقبل الذي ينتظرونه، والإسلام والعرب ومسلمو العالم لهم ولدجالهم المنتظر بالمرصاد، ولذلك هم يحاربونهم أيضا".
وتابع: "بدأ اليهود والولايات المتحدة مخططاتهم بتمزيق بلاد العرب بداية من سوريا والعراق، ويستدرجون بلدانا عربية أخرى لأوحالها ومثلها، والقادم أخطر، ويعملون مع الولايات المتحدة أيضا على تقسيمها في دويلات طائفية وعرقية لحماية أمن إسرائيل، وليتخلصوا من العرب أصحاب الحق في فلسطين، فقد خابوا وخسروا، فلن يبلغوا غايتهم بعلم الله مهما بلغت تضحيات العرب والمسلمين في وجه الحروب الصهيونية الأميركية الروسية المقبلة على بلدانهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
وأردف: "إن يهود أميركا يفجرون اليوم العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية، والعالم العربي والإسلامي ومسلمي العالم، من خلال قرار الكونغرس الأميركي، من أجل تحقيق حلم إسرائيل الكبرى على أرض العرب والمسلمين في بلاد الشام والعراق وفلسطين، وتهديد بلدانهم من حولها وابتزازها وتهديدها وإغراقها في الحروب السورية والعراقية واليمنية والليبية".
وسأل: "من هو صانع أسباب الإرهاب في العالم، ومدبر عملياته الإرهابية وتنفيذها عن طريق عملاء غير مباشرين؟، أليست إسرائيل؟، واليهود الصهاينة في الولايات المتحدة الأميركية التي تتبنى إسرائيل وأمن إسرائيل واحتلال يهود العالم لفلسطين؟"، خاتما: "إن كل ذلك لن يدوم".