في سوريا حيث يأخذ الاتفاق الذي أبرم بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في 12 أيلول الجاري مفاعليه، لا يلتزم البنتاغون والجيش الأميركي بأوامر الرئيس باراك أوباما، فعلى رغم مرور 5 أيام على الهدنة التي تم التوصل إليها في جنيف، ما زال القتال دائراً بين الأطراف المتناحرة، بحسب موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي.
إنطلاقاً من خطاب المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في 5 أيلول الذي أكّد فيه دعم أوباما لاتفاق الهدنة في سوريا والتزام جميع العاملين تحت إمرته بما يمليه الأخير، تساءل الموقع عن مدى صحة ذلك، معتبراً أنّ تشديد المتحدث بإسم كيري على هذه الجزئية يوحي بأنّ في إدارة أوباما عصياناً ما.
وفيما لفت الموقع إلى أنّ أحداً لم يسمع بهذا العصيان تقريباً، وإلى أنّ الاعتراف به علناً لن يحصل، اعتبر أنّ وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، شأنه شأن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد، لن يقر تحت أي ظرف كان، بأنّه لا ينفذ تعليمات أوباما حرفياً، في ما يتعلّق بالتعاون مع روسيا في سوريا، مشيراً إلى أنّ كارتر يصر على انصياعه للقانون الصادر عن الكونغرس والذي تحظر بموجبه العلاقات العسكرية مع روسيا كافة، وذلك نتيجة لاتخاذ موسكو القرار بضم شبه جزيرة القرم لها.
في هذا السياق، كشف الموقع أنّ واشنطن تقوم بعمليات برية في سوريا، مثيرة بذلك غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجنرالاته؛ ففي 16 أيلول، اتهم لافروف واشنطن بأنّها تماطل في الإيفاء بالتزاماتها القاضية بتحديد المعارضة المعتدلة، وفي 17 أيلول، أكّد بوتين أنّ المعارضة تحشد قواتها مستغلة وقف إطلاق النار.
وفي ما يتعلّق بالحدود السورية- الإسرائيلية، ربط الموقع بين حالة التوتر التي تسودها منذ قرابة أسبوع، والتي شكل تصدي تل أبيب لصاروخين قالت إنّهما أُطلقا من الأراضي السورية على هضبة الجولان المحتل أمس السبت آخر فصولها، وبين الغضب الذي يعتري بوتين.
في هذا الصدد، تحدّث الموقع عن رفض موسكو ودمشق دعم تل أبيب بعض المجموعات المعارضة في جنوب سوريا، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، ومن بينها "جبهة فتح الشام"، مؤكداً أنّ بوتين يرفض بشكل قاطع السماح للمجموعة المذكورة بالسيطرة على نقاط في هذا المقطع من الحدود، متوقعاً أن تطلق المزيد من الصواريخ باتجاه إسرائيل في الأيام المقبلة، وذلك بغض النظر عن رأي الرئيس السوري بشار الأسد أو إيران أو "حزب الله" في هذه المسألة، على حدّ تعبيره.
بالعودة إلى الهدنة في سوريا، اعتبر الموقع أنّ غضب "الجيش السوري الحر" المدعوم أميركياً من اتفاق كيري-لافروف الذي نتج عنه إبعاد عناصر من القوات الأميركية الخاصة الآتية بغرض دعمه في معركة الراعي الحدودية مع تركيا ووصفها بالخونة، زاد الطين بلة.
كما اعتبر أنّ قيام واشنطن بإلقاء اللوم على روسيا لفشلها في إجبار الأسد على الالتزام بالهدنة أولاً والسماح بدخول المساعدات إلى حلب ثانياً، يقوض اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنّ الجمود سيلازم سوريا، إلى حين أن يتحقق مراد بوتين الذي يتمثل بتعاون واشنطن معه في سوريا خاصة والشرق الأوسط عامة، في المجالات كافة. فقبل أنّ يقرر بوتين الضغط على الأسد لوقف إطلااق النار، يريد أن يرى البيت الأبيض يلوي ذراع البنتاغون من جهة والقوات الأميركية من جهة ثانية، فتصبح بذلك الكرة بملعبه في أكثر المجالات حساسية، وفقاً لما جاء في الموقع.
لبنان 24