أجمع جنرالات ومعلقون في اسرائيل، على أن الولايات المتحدة باتت ترى في بقاء نظام الرئيس بشار الأسد جزءا من منظومة مصالحها في المنطقة.
وقال الجنرال عاموس جلبوع، القائد الأسبق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، إن الأميركيين غيروا بنسبة 180 درجة موقفهم من الصراع في سوريا، وباتوا يدافعون عن بقاء نظام الأسد بشكل نهائي، كما عكس ذلك اتفاق جنيف الأخير.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف" نوه جلبوع إلى أن الأميركيين من خلال التوقيع على اتفاق جنيف "يقولون بشكل واضح وصريح إن شعار رحيل الأسد الذي كان يتشبث به الرئيس الأميركي بارك أوباما ووزير خارجيته جون كيري لم يعد قائما".
من ناحيته، قال عاموس هارئيل، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، إن نظام الأسد بات، في نظر الأميركيين "جزءا من الحل بعدما كان يُنظر إليه على أنه جزء من المشكلة".
وفي تعليق نشره موقع الصحيفة نوه هارئيل إلى أن التحول في الموقف الأميركي تجاه الأسد بدأ عندما تراجعت إدارة أوباما عن مخططها لقصف أهداف للنظام بعدما تم التوصل لاتفاق بوساطة روسيا يقضي بتخليه عن مخزونه من السلاح الكيماوي.
من ناحيته، قال الجنرال آساف أوريون، الرئيس السابق للواء الاستراتيجية في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، إن الاتفاق الروسي الأميركي الأخير "يمثل بطاقة تأمين منحتها كل من الولايات المتحدة وروسيا للأسد شخصيا ولنظامه".
ونقلت "هآرتس" عن أوريون، قوله إن الولايات المتحدة كان بإمكانها تقليص قدرة النظام على العمل العسكري من خلال قصف المطارات وتعطيل الدفاعات الجوية.
ونوه أوريون إلى أن سلوك الإدارة الأميركية في سوريا خدم المصالح الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إصرار أوباما على التخلص من مخزون السلاح الكيماوي "مثل نقطة تحول حيوية وفارقة بالنسبة للأمن القومي الإسرائيلي".
وفي السياق نفسه، قال بوعز بسموت، وهو دبلوماسي سابق ومعلق بارز في صحيفة "يسرائيل هيوم" إن مشاركة الولايات المتحدة لروسيا في اتفاق جنيف الأخير "يعني منح الأسد تصريحا لمواصلة العيش في قصر الرئاسة".
وفي تعليق نشره موقع الصحيفة اليوم، قال بسموت إن الرئيس أوباما تنازل عمليا عن المنطقة بأسرها لصالح روسيا، وهذا هو السر وراء دعم الأميركيين لكل اتفاق يعرضه الروس.
(عربي 21)