يكشف حجم الدمار الهائل بقاعدة القيارة الجوية التي تقع على نحو 60 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة الموصل، عن اتباع تنظيم "داعش" لسياسة "الأرض المحروقة" من أجل إبطاء تقدم القوات العراقية نحو المدينة الاستراتيجية.
فبحسب صور أقمار صناعية حصل عليها مركز ستراتفور لتحليل المعلومات الاستخبارية، بتاريخ 13 أيلول الجاري، تظهر القاعدة الجوية، وقد لحق بها دمار هائل مما أخرجها تقريبا من الخدمة.
وتعد هذه القاعدة ضرورية لإمداد القوات العراقية المشاركة في عملية عسكرية كبيرة يجري التحضير لها من أجل استعادة مدينة الموصل.
وكان "داعش" قد سيطر على قاعدة القيارة الجوية في حزيران عام 2014 والقرية المحيطة بها، قبل أن يستعيدها الجيش العراقي في تموز الماضي.
لكن مسلحي التنظيم تمكنوا من التسلل إلى القاعدة مرة أخرى لتخريبها، قبل أن يتراجعوا بفعل ضربات الجيش.
وكان التنظيم قد أحرق حقول النفط في المنطقة أيضا، لكن خروجها من الخدمة بشكل مؤقت لن يؤثر كثيراً على الإنتاج العراقي.
إبطاء تقدم القوات
ويقول المركز في تحليل له إنه عبر تطبيق تكتيك الأرض المحروقة، يأمل المتطرفون في إبطاء تقدم القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي باتجاه الموصل ومواقع التنظيم.
وبحسب المركز، ما يزال داعش نشطا في مناطق قريبة من القيارة، لكن القاعدة نفسها أصبحت خالية من المسلحين.
ويأمل التحالف في استخدام القاعدة في تأمين الإمداد العسكري واللوجستي للقوات في معركة الموصل.
وبسبب الدمار الكبير في القاعدة، الذي قدره الجيش العراقي بنحو 95 في المئة، والعوائق التي وضعها المسلحون على المدرج، لن تستطيع القاعدة سوى استقبال الطائرات المروحية التي تحمل الجنود وبعض المعدات لكن لن تستقبل طائرات نقل كبيرة.
وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها ستنشر مئات من الجنود الأميركيين من أجل إعادة القاعدة للعمل.
وبالرغم من ذلك، يبدو أن عملية استعادة الموصل لن تبدأ كما كان مخطط لها في تشرين الأول، فمازال التحالف بحاجة للدفع بالمزيد من القوات إلى المنطقة، إضافة إلى الجدل بشأن انضمام قوات الحشد الشعبي إلى العملية، وإمكانية مشاركة قوات تركية، مما يرجح بعدم بدئها قبل نهاية العام الجاري.
(سكاي نيوز)