يدور فراس س. في فلك داعش، فمعظم اصدقائه إنْ لم يكن جميعهم هم "داعشيون"، حتى ان ابن عمه وزملاء دراسة له قتلوا في سوريا. لكن فراس حاول "النأي بنفسه" عن التنظيم الارهابي المذكور، فأظهر كرهه ليس لداعش فقط وانما لجميع التنظيمات الارهابية.
أجهد فراس نفسه كثيرا في دفع التهمة عنه، فأفادته الاولية التي اقرّ فيها باقتناعه بفكر داعش وتواصله مع اصدقاء وجيران وزملاء سابقين عبر التلغرام والواتساب باتوا جميعا في احضان داعش، انكرها بذريعة تعرضه للضرب. ولكن ماذا يقول فراس عن صورة لحزام ناسف ضبطت في ذاكرة هاتفه، اجاب: "كان مصطفى عبد الحي واحمد الآغا يرسلان لي صورا عن داعش وهما في سوريا وان واحدا منهما ارسل لي صورة لحزام ناسف وعندما رأيته علا وجهي الاصفرار". اما عن الصورة التي التقطها لأخيه ابو بكر وهو يحمل راية داعش قال فراس: "كنت اعتقد انها راية اسلامية وعندما علمت انها راية داعش مسحتها من هاتفي". وسأل مستفسرا من رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن الطيار خليل ابراهيم كيف استطاع اظهار الصورة بعد محوها فاجاب: "هذا عملنا".
واعتبر فراس الذي يحمل اجازة في المحاسبة، ان حمله السلاح والتقاط صورة له "ولدنة"، ليدخل في نقاش مع رئيس المحكمة حول "تقويمه" للثورة السورية ورأيه بها حين قال: "ان الثورة بدأت جيدة ولكن ما لبثت ان انحرفت عن مسارها وتنظيم داعش تنظيم ارهابي مجرم كما غيره من التنظيمات التي تطبق اجندات خارجية". جاء جواب فراس هذا بعد ان استفسر من رئيس المحكمة عن اي تنظيم يقصد لإبداء رأيه به قبل ان يبادر الى الاجابة.
واوضح اثناء استجوابه امس امام المحكمة بتهمة انتمائه الى داعش ومتابعته دورة عسكرية في مخيم عين الحلوة ومحاولة تنظيم محاضرات لنشر فكر داعش، انه شارك في مجموعة اخبارية عبر الواتساب، مجموعة تنقل اخبار العالم وليس اخبار داعش فقط. ثم تحدث عن اقربائه واصدقائه الذين قتل منهم من قتل في سوريا اثناء قتالهم الى جانب داعش. ولم يخف فراس محاولاتهم اقناعه في اللحاق بهم الا انه رفض ذلك "هم حاولوا وفشلوا"، لكنه في المقابل لبّى طلب احد الداعشيين علي بيتية لشراء خط هاتف جديد "لانه كان يريد ان يحدثني عن داعش وانا رفضت كلامه". وعن المحاضرة التي كان سينظمها قال: "اتهمت زورا وبهتانا".
وترافع ممثل النيابة العامة القاضي فادي عقيقي فاعتبر "ان المتهم ينتمي انتماء قويا الى داعش" طالبا تجريمه وادانته وفقا لقرار الاتهام. اما وكيل فراس المحامي بطرس فضول فاعتبر في مرافعته ان جميع التحقيقات مع موكله تشير الى عدم موافقته احدا ممن دعوه للالتحاق بداعش. ورأى ان عناصر جرم الارهاب غير متوافرة طالبا كف التعقبات بحقه. وبسؤال فراس عن كلامه الاخير قال: انا ابن البلد ولا يمكن ان اخونه حتى بالفكر.
وحكمت المحكمة على فراس بالسجن ثلاث سنوات اشغالا شاقة وتجريده من حقوقه المدنية.
(المستقبل)