بدا الاعلان المشترك بين الولايات المتحدة واسرائيل عن مذكرة تفاهم تنص على تزويد اسرائيل ببرنامج عسكري قيمته 38 مليار دولار لمدة عشر سنوات كمن يستشرف تغيرات بالمنطقة على المدى البعيد إن كان من ناحية التموضع السياسي لدول جوار اسرائيل او الموازين العسكرية.
كما ان من يراقب التطورات في المنطقة، يفهم جيدا ان اسرائيل والولايات المتحدة تضربان بعرض الحائط حل الدولتين في فلسطين المحتلة، حيث لم يتطرق الاتفاق بينهما الى موضوع الاستيطان في الضفة الغربية او الحقوق الفلسطينية.
ـ الابعاد الاستراتيجية ـ
الاسرائيلي يعرف جيدا ان استمرار وجوده في فلسطين مرتبط بقوة جيشه وتفوقه على جيوش المنطقة، كما يعلم جيدا ان اخر انتصار حاسم له ولجيشه كان في حرب الايام الستة سنة 1967، ومنذ ذلك الحين لم يقدر على تسجيل انتصار كامل في المنطقة العربية لا بل مني بعدة هزائم تكتيكية واستراتيجية آخرها حرب 2006.
كما ان الاسرائيلي يرى ان صورة جيشه الذي لا يهزم والتي ارتسمت في اذهان شعبه وشعوب المنطقة العربية اهتزت في اعوام 1973، 2000 و2006. والجيش الذي لا يهزم انكسرت هيبته واصبح غير قادر على تحقيق اهدافه العسكرية كاملة.
الا انه رغم النكسات والهزائم، بقيت اسرائيل مرتاحة نسبيا لما يجري في المنطقة. فسوريا تخوض معركة وجود مع الحركات الارهابية والمعارضة المدعومة من الغرب وهي غير قادرة على تشكيل خطر عليه في الوقت الحالي. اما بالنسبة الى الاردن فهو يُعتبر ضمن نطاق الدول المتعاونة، فيما مصر الحالية تتشارك واياه العداء لحركة حماس، كما انها مشغولة بمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية.
اما في ما يخص لبنان فإن حزب الله هو الوحيد الذي يشكل خطرا عليها الا ان وجود قوات اليونيفل ورسم خطوط حمراء معلنة وغير معلنة يتحكمان بحدود اللعبة في جنوب لبنان، ويؤولان بالامور الى وضع الصراع في خانة الخطر الذي يمكن ادارته.
رغم هذه الصورة المريحة نوعا ما لاسرائيل، فانها تتخوف من جيوش الدول المجاورة إن تغيرت الانظمة، فالجيش المصري يعتبر حديث التجهيز كما الاردني. ولم يمر وقت طويل على وجود نظام في مصر (الاخوان المسلمين) حليف لحركة حماس المعادية لاسرائيل.
وفي الحالة السورية، فان مشهد 1973 يبقى حاضراً ومطبوعاً في الذاكرة الاسرائيلية، وقد جُهّزت الجيوش العربية في ظرف 6 سنوات بعد هزيمة 1967، وكادت تهزم اسرائيل لولا التدخل الاميركي ودعمه العسكري واللوجستي.
ـ الاستنتاج ـ
ترى اسرائيل انه في منطقة مفتوحة على التغيرات والتطورات، على جيشها ان يبقى متقدما على جيوش المنطقة بأشواط، ولو انها خاضت مؤخرا حروبا غير تقليدية في جنوب لبنان وغزة، فإن التقدم على الجيوش العربية بأجيال من الاسلحة المتطورة رغم تعاون وتحالف بعض انظمة هذه الدول معها يعتبر حاجة استراتيجية كبرى في المستقبل القريب والبعيد.
الديار : ابعاد الدعم الاميركي لاسرائيل : 38 مليار دولار لضرب العرب
الديار : ابعاد الدعم الاميركي لاسرائيل : 38 مليار دولار...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
394
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro