مع سفر رئيس الوزراء تمام سلام أمس الى نيويورك للمشاركة في مؤتمرين حول قضايا اللاجئين ومن ثم في افتتاح الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة يغرق المشهد السياسي في جمود الانتظار بما يعني ترحيل الجهود لإيجاد مخرج للمأزق الحكومي الذي علّقت معه جلسات مجلس الوزراء الى ما بعد عودة سلام الى بيروت. واذا كان المأزق الحكومي يعتبر الاستحقاق الأكثر إلحاحاً نظراً الى تراكم التداعيات التي يتسبب بها استمراره وقتاً طويلاً، فإن ما شهدته "جبهة" الاستحقاق الرئاسي أمس من تطورات تتصل بنفي معلومات عن موقف إيجابي محتمل للرئيس سعد الحريري من انتخاب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح " النائب العماد ميشال عون لم تكن سوى انعكاس لبدء مرحلة التعبئة التي يقوم بها "التيار الوطني الحر" استعداداً لملاقاة موعد الجلسة الـ 45 لانتخاب رئيس للجمهورية في 28 أيلول الجاري. وقالت مصادر سياسية بارزة في فريق 14 آذار لـ"النهار" إن اشاعة معطيات عن تبني الحريري لانتخاب عون ومن ثم مسارعة عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري الى نفيها والتشديد على ثبات خيار "المستقبل " في دعم النائب سليمان فرنجية شكلتا دليلاً على جمود كل المعطيات الجدية في شأن الأزمة الرئاسية بما لا يفتح مجالاً لأي رهان على متغيرات قبل الجلسة الانتخابية المقبلة. وبينما أدرجت المصادر ما حصل من بلبلة اعلامية أمس في اطار اطلاق "بالون اختبار" لجس نبض الفريق "المستقبلي " حيال الجلسة المقبلة لفتت الى أن هذه "المناورة" لم تحجب التساؤلات عن مواقف القوى الأخرى التي قد يكون "التيار الوطني الحر" يستدرجها الى اختباره الاستباقي ومنها قوى حليفة له تلزم الصمت حيال الأجندة التي يعدها لمحطتي الجلسة الانتخابية ومن بعدها ذكرى 13 تشرين الأول فيما يبقى المأزق الحكومي عالقاً رهن بلورة هذه المواقف وتعاملها مع التصعيد العوني المتدرج.
وفي هذا السياق لم يشارك رئيس مجلس النواب نبيه بري في موجة "التفاؤل" بالجلسة الانتخابية المقبلة التي قال إن "لا خبر عنده". ولعل اللافت في موقف بري أنه افصح أمام زوّاره أنه كان يفضّل أن يدعو الرئيس سلام الى جلسة لمجلس الوزراء قبل توجهه الى نيويورك "لكنه (سلام) لا يريد التصعيد". وقال إنه من جهته "يردّد أنه مع انعقاد الجلسات عند اكتمال النصاب القانوني وفقاً لما ينص عليه الدستور". وأضاف "اذا لم يدع الرئيس سلام الى جلسات فكأنه يساهم في تعطيل الحكومة لا بل اعدامها"، مشدداً على "أننا و"حزب الله" مع بقاء الحكومة وهي ستبقى".
اللاجئون
أما في ما يتصل بمناخ مشاركة لبنان في المؤتمرين الدوليين اللذين سيعقدان في نيويورك حول اللاجئين، فعلمت "النهار" أن سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينيا لاسن أفادت لدى لقائها أمس وزير العمل سجعان قزي أن المناطق الآمنة التي يمكن اللاجئين السوريين أن يعودوا اليها في سوريا لا تزال من دون ضمانات ولا يمكن توفيرها قبل الحل السياسي السوري، وإلا فإن هناك سوابق مرّت بها دول أخرى وأدت الى نتائج سلبية. وكشفت أن مساعدات الاتحاد الاوروبي للبنان منذ العام 2012 بلغت 900 مليون أورو. شددت على ان توطين اللاجئين لا يمكن أن يفرض على لبنان وهناك إنطباع أن اللاجئين يريدون العودة الى ديارهم فور توافر الامكانات لذلك. وتحدثت عن سوء الفهم السائد حول إعادة عبارة "إعادة توطين اللاجئين" كما وردت على لسان الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون وهي لا تستهدف إطلاقاً توطين اللاجئين في لبنان. وخلصت الى تأكيد الحرص على وحدة لبنان وإستقلاله وسيادته.