أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "السعودية اليوم هي التي تعطل الحياة السياسية اللبنانية، وهي التي تقف عائقا أمام مسار انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك من أجل معاقبة لبنان لرفضه الوقوع في الفتنة ضد المقاومة، ولرفضه أن يكون أداة لسياساتها ضد سوريا، وبالتالي فإن السعودية اليوم تتحمل المسؤولية الكبرى في مسار التأزيم والتصعيد والتوتير الذي يشهده لبنان".
معتبرا أن "مشكلة الأزمة اللبنانية الحالية تكمن في الفيتو السعودي على ترشيح العماد ميشال عون لسدة رئاسة الجمهورية، لأنه عندما أمعنت السعودية في تعطيل المسار والاستحقاق الرئاسي، بدأت المشكلة تتفاقم وتولد أزمات كان آخرها الأزمة الحكومية"، ومشددا على أن "موقف حزب الله بعدم المشاركة بجلسة الحكومة الأخيرة، إنما كان من أجل إنقاذ البلد والحكومة من السقوط في الهاوية، وهذا يعني أن المشكلة ليست في حزب الله أو حركة أمل، وإنما في الفريق الذي يأتمر بالإملاءات السعودية، ويعطل إنتخاب المشرح الأقوى شعبيا ووطنيا".
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد علي حسين قشور في نادي الإمام الصادق في مدينة صور، في حضور عدد من رجال الدين، وفاعليات وشخصيات، وحشد من أهالي المدينة والقرى المجاورة.
وشدد على أن "الغارات الإسرائيلية التي شنت على مواقع الجيش العربي السوري في جنوب سوريا فضحت المسلحين التكفيريين في جبهة القنيطرة، وفضحت النظام السعودي الذي يتحمل مسؤولية تشجيع وتحريض إسرائيل على ضرب سوريا، وهذا يؤكد أن السعودية تدعم وبشكل واضح هؤلاء المسلحين التكفيريين على جبهة الجولان الذين هم عملاء لإسرائيل، وكفى بذلك خطيئة"، مشيرا إلى أن "إسرائيل لجأت إلى دعم العصابات التكفيرية والتدخل بشكل مباشر في جنوب سوريا بعدما شعرت بإفلاس عملائها هناك، بالاضافة إلى انتصار الجيش العربي السوري على هذه الجماعات، وإفشال جميع هجماتهم، وبالتالي باتت سوريا اليوم أقوى من أي وقت مضى منذ خمس سنوات حتى الآن، لا سيما بعدما تغيرت المعادلات، حيث أنه ما عاد هناك خطر على سقوط دمشق والنظام في سوريا، وأصبح المشروع التكفيري على مسار الانحسار والتراجع والقهقر".
وأكد أن "السعودية اليوم تحصد الخيبة تلو الخيبة داخل سوريا، لأن مشروعها يتراجع، وهي اليوم تستميت لتحمي جبهة النصرة من أن تصنف على لوائح الإرهاب، ولكنها فشلت، لا سيما بعدما أقر المجتمع الدولي أن جبهة النصرة هي جبهة إرهابية تكفيرية متصلة بالقاعدة، وهذا دليل على فشل الرهانات السعودية في سوريا".
وطالب "النظام السعودي، اليوم قبل الغد، بتصحيح الخطيئة الكبرى التي ارتكبها بتكفير المسلمين على لسان المفتي العام السعودي قبل يوم من عيد الأضحى، وإلا فإن هذا النظام يتبنى رسميا الترويج للتكفير، سيما مع وجود كتب مدرسية في السعودية تعلم الأطفال والتلامذة على تكفير المسلمين، بالاضافة إلى فضائيات مدعومة من السعودية، وفتاوى يطلقها ما يسمى علماء بلاد الحرمين الشريفين تدعو إلى تكفير المسلمين، وبالتالي فإن السعودية هي المسؤولة أولا وأخيرا عن وباء التكفير الذي يهدد الإنسانية في العالم، وخصوصا مع وجود هذه الفتاوى التي لم ترحم أحدا على الإطلاق، واستباحت دماء وأعراض وأموال كل الناس، ما أدى إلى استشعار كل الأمم بخطر هذه الفتاوى إلا إسرائيل التي تصفق وحدها اليوم فرحا، لأن هذا النهج يشعل بلدان الأمة الإسلامية بالنيران، ويغرق الشعوب بسيول الدماء".
الوكالة الوطنية للاعلام