اذا كانت جلسة انتخاب الرئيس المحددة في الثامن والعشرين من أيلول الجاري مفصلية في حسابات التيار الوطني الحر، فان أي معطى سياسي لا يوحي بتبدل قد يطرأ على خريطة الاصطفافات الرئاسية الحالية في القريب العاجل، والتعويل البرتقالي على انعطافة مستقبلية تجاه الرابية يبدو حتى اللحظة من سابع المستحيلات، خصوصا في ظل الكباش الاقليمي المستعر بين السعودية وايران. وان كان ثمة من لا يزال ينتظر تبدلا سيطرأ على موقف الرئيس سعد الحريري، فإن تصعيد الاخير امس ضد طهران قد يكون قضى على هذه الآمال، خصوصا ان «الجنرال» في نظر «المستقبل» مرشح ايران وحزب الله. وكان رئيس «المستقبل» شن هجوما قويا على «الجمهورية الاسلامية» اعتبر فيه أن «ايران دولة تتولى أوسع عملية تخريب للمجتمعات العربية، من لبنان الى سورية والعراق واليمن وكل مكان تتسلل اليه أجهزة الحرس الثوري. وإيران شريك مباشر في احتضان الارهاب وانتشاره في العالم الاسلامي، والحقائق على ذلك اكثر من ان تحصى من أفغانستان الى الباكستان الى العراق وسورية». وقال الحريري ردا على «المطالعة المشحونة بالكراهية للسعودية التي طالعنا بها وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف»، ان «ظريف يستخدم منبرا إعلاميا اميركيا لتحريض الإدارة الأميركية والشعب الأميركي ضد السعودية. لقد باتت منابر الشيطان الأكبر بنظر القيادة الإيرانية، صالحة للاستخدام في تقديم وجهات النظر الشيطانية». وليس بعيدا من النزاع السعودي- الايراني الذي تلفح رياحه لبنان، اكد مصدر في «تيار المستقبل» ان «الرئاسة على حالها، والتعقيدات لا تزال كما هي، ولا انعطافة رئاسية لا من قبل ُستمر بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية ولا من الحريري الم رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الذي يدعم ترشيح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون»، الا انه اشار في المقابل الى اننا «نحاول فتح ثغرات «وابـواب» في جدار الازمة الرئاسية، ونأمل ان يتم ذلك مع العودة القريبة للرئيس الحريري». الى ذلك، لا تبدو عواصم القرار العربي والغربي في وارد ابتداع مخرج سحري للمأزق اللبناني وهي لا تنفك تدعو الى ابرام تفاهمات لبنانية على ان تساعد هي في ولادتها، على قاعدة «ساعدوا أنفسكم، نساعدكم». وفي السياق، دعا سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامـن بعد اجتماعهم بالرئيس تمام سلام في السراي امس في حضور المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ «كل القيادات اللبنانية إلى وضع خلافاتهم جانبا لمصلحة لبنان وشعبه والعمل بروح قيادية ومرونة لعقد جلسة عاجلة لمجلس النواب والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية». وعشية توجهه الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، وفي ظل الخطر الذي يتهدد حكومته، ّ السفراء سلام ومجلس الوزراء بجرعة دعم قوية.