لا يبدو أنّ الساعة اللبنانية مضبوطة على حلّ رئاسيّ أو حكوميّ، أو على مستوى القانون الانتخابي، وبالتالي لا تبَدُّلَ في المشهد الداخلي المتدحرج نحو مزيدٍ من التصعيد، فيما تلقّى لبنان جرعة دعمٍ دولية لأمنِه واستقراره واستمرار حكومته، وتشجيعاً حثيثاً على استعجال انتخاب رئيس الجمهورية، معوّلةً على اتّفاق اللبنانيين لسلوك خريطة الطريق إلى الحلّ السياسي الذي يُفرج عن الرئاسة اللبنانية وسائر المؤسسات المعطلة أو المشلولة.
في هذا الوقت، يبقى الأمن في العناية المركّزة من قبَل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، مع استمرار الإجراءات الاحترازية، سواء على الحدود باستهداف المجموعات الإرهابية، أو في الداخل عبر الجهود المكثّفة التي تبذلها في ملاحقة الإرهابيين وتفكيك الخلايا النائمة.
الجيش ومفاجآت الأمن العام
وفيما تكشف «الجمهورية» اليوم أسرار عملية توقيف الإرهابي في «داعش» طارق الفليطي وقتل الإرهابي الآخر سامح البريدي في عرسال (التفاصيل ص 6)، علمت «الجمهورية» أنّ الأمن العام سيكشف عن «مفاجآت خطيرة» في الساعات المقبلة تظهِر علاقة شبكة تفجير كسارة بتفجيرات وأعمال إرهابية حصلت قبل أكثر من سنتين على طريق البقاع من سيارات مفخّخة سبقَ واكتشِفت قد تفجيرها، أو عبوات ناسفة استهدف بعضها سيارات تابعة لـ»حزب الله».
بكركي: لتوافق ماروني
سياسياً، الوضع الداخلي صار مشدوداً إلى موعدَي 28 أيلول و13 تشرين الأوّل رصداً للخطوات التي رَبطها التيار الوطني الحر بهذين الموعدين وصولاً إلى النزول الى الشارع، فيما يواصل البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة الراعي مشاوراته لإنهاء الحالة الشاذة المتمثّلة في الفراغ الرئاسي. ومن المقرر ان يلتقيَ رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بعدما كان قد التقى الرئيس أمين الجميّل ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
وقالت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» إنّ الراعي يضع الأقطاب الموارنة أمام مسؤولياتهم التاريخيّة، خصوصاً في ما يتعلق بمستقبل المسيحيين في لبنان وسط ما تشهده المنطقة من تهجير للأقلّيات.
وأشارت المصادر إلى أنّ الراعي يشدّد على أنّه «لا يجوز أن يعتاد المسيحيون على فكرة غياب رئيس الجمهورية، وهذا الفراغ في سدّة الرئاسة خطير وبات سيفاً في قلب البطريرك الماروني». من هنا يحاول البطريرك «إيجاد حلّ داخلي أساسُه اتّفاق ماروني شامل، وخلقُ مساحات حوار وتلاقٍ، لكنّه لن يدخل في لعبة الأسماء. مع تأكيده على المرشّحين بأن يساعدوا أنفسهم بالنزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس.
إلى ذلك، كانت لافتةً للانتباه الزيارة التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى الديمان، حيث التقى البطريرك الراعي، وذلك تحضيراً لزيارة يقوم بها ابراهيم الى روما غداً السبت للقاء البابا فرنسيس الأول. كما وضَع ابراهيم البطريرك في أجواء الملفّات الامنية في البلد، ولا سيّما منها التي يعمل عليها الامن العام، وتطرَّقا إلى الوضع السياسي.
وساطات... ولا إيجابيات
يأتي ذلك، في وقتٍ مازالت قنوات التواصل والوساطات مفتوحة، ولكن من دون ان تتمكّن حتى الآن من تبريد الأجواء، خاصة وأنّها ما زالت تصطدم بتصلّبِ «التيار»، وإصراره على خوض المعركة الى الآخر، بحسب ما أكّدت أوساط الرابية لـ«الجمهورية».
ورسَمت مصادر مواكبة لحركة الاتّصالات صورةً تشاؤمية بقولِها لـ»الجمهورية»: «إنّ أبواب التسويات مقفَلة، وخطوط التواصل خجولة، ويبدو أنّ الامور تتّجه الى تصعيد كبير، خاصة وأنّ القوى السياسية على اختلافها قد تبلّغَت إمّا بصورة مباشرة أو عبر قنوات خاصة، بأنّ التيار الوطني قد اتّخَذ قراره من الآن وحتى 13 تشرين الاوّل، فإمّا الذهاب الى تسوية تتخطّى الميثاقية بانتخابه رئيساً للجمهورية، وإمّا الى الشارع دُر وإلى زمنٍ مفتوح، في انتظار تسوية ما لاحقاً». وتشير المصادر الى أنّها تملك معطيات تجعلها لا تستبعد مشاركة «القوات اللبنانية» في تحرّك عون ما دام الهدف هو الضغط لانتخاب الرئيس.
ولعلّ المحطة الأساس في نظر «التيار الوطني الحر» تبقى في الجلسة النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية المحدّدة في 28 أيلول، والتي تعتبرها الرابية جلسة مفصلية. وبحسب معلومات موثوقة، فإنّ الرابية ما زالت تقارب موعدَ 28 أيلول بشيء من الأمل في إمكان فتحِ بابِ القصر الجمهوري أمام عون، وتردّ المصادر هذا الشعور بالأمل الى أنّ قنوات التواصل الرئاسي ما بين الرئيس سعد الحريري وعون ما زالت مفتوحة، ويتولّاها من جانب الحريري مدير مكتبِه نادر الحريري مع الوزير باسيل.
وبرغمِ التكتّم الشديد الذي تُحاط به هذه الاتصالات من قبَل الطرفين، إلّا أنّ ما رشحَ عنها لبعض الجهات السياسية عكسَ أنّ الحوار الرئاسي بين الحريري وعون لم يصل الى طريق مسدود، وجديدُه تمنٍ نَقَله الحريري الى الرابية في التواصل الأخير بينهما قبل فترة وجيزة ومفادُه: «نحن ما زلنا على موقفنا، وانتظروا عودةَ الرئيس الحريري إلى بيروت». مع الإشارة الى أنّ هذه العودة قد تتمّ قبل جلسة 28 أيلول.
واللافت للانتباه أنّ كلاماً أكثر وضوحاً وصراحة أبلغَه وزير بارز الى مسؤول كبير قبل أيام قليلة، وحَرفيتُه «كلّنا نازلون في 28 أيلول الى مجلس النواب، وتيار المستقبل في المقدّمة، لانتخاب عون رئيساً للجمهورية».
إلّا أنّ هذا الكلام لم يلقَ صدىً تأكيدياً لدى المستويات السياسية المعنية بالاستحقاق الرئاسي، فالرئيس نبيه بري، وكما يُنقل عنه، يتمنّى أن تتمّ الانتخابات الرئاسية إلّا أنّه لم يلمس حتى الآن، لا أموراً جوهرية ولا حتى شكلية تَجعله يعتقد بإمكان الذهاب الى جلسة انتخابية منتِجة، بل العكس من ذلك، الصورة لم تتبدّل، بل هي من سيّئ إلى أسوأ. وأمّا «حزب الله» فيُجاري حليفَه التيار، إلّا أنّه يعكس عدمَ ثقتِه بما يطرح من جانب الحريري، فضلاً عن انّه لا يرى تبدّلاً في الموقف السعودي الرافض وصولَ عون الى رئاسة الجمهورية، وبالتأكيد فإنّ الحزب يرى أنّ الحريري لا يستطيع ان يتجاوز رفضَ السعودية، أو أن يَسبح بعكس التيار السعودي.
وفيما عكسَ عضو تكتّل التغيير والإصلاح النائب حكمت ديب «الاستمرارَ في تعليق مشاركتنا في مجلس الوزراء حتى يعيَ الشركاء في الوطن أهمّية احترام الميثاقية ليس في مجلس الوزراء فقط إنّما في المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية والتعيينات الإدارية أيضاً»، لم يَصدر عن تيار المستقبل أيّ موقف علني حول تبدّلٍ ما في موقفه الرئاسي، ما خلا التأكيد على التمسّك بالحكومة ورفض النَيل منها، لافتاً الانتباه الى أنّ تحرّكَ «التيار» لا أفقَ له، وإذا كان هدفه تطيير الحكومة فنحن ضد تطييرها».
سلام... بعد نيويورك؟
وفيما يتحضّر رئيس الحكومة تمّام سلام للسفر نهاية الأسبوع الحالي إلى نيويورك للمشاركة في الدورة العادية للأمم المتحدة ومؤتمر النازحين، أكّدت اوساطه أن لا تبَدّلَ في الصورة الحكومية في الوقت الراهن، على ان تنجليَ بعد عودته الى بيروت، حيث يأمل بانطلاقةٍ حكومية سليمة منتجة ولو بالحد الأدنى، ولديه الكثير ليقال في ذلك الوقت تبعاً للتطوّرات وأداء القوى السياسية، سواء أكان سلبياً أو إيجابياً.
وكانت لافتةً للانتباه، عشيّة سفرِ سلام، زيارةُ سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، فرنسا، بريطانيا والصين، برِفقة المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ إلى السراي الحكومي إمس، وإصدارُهم بياناً مشتركاً عكسَ «الدعم القوي لاستمرار الاستقرار والأمن في لبنان. والقلق العميق من استمرار الشغور الرئاسي». داعين كافّة القيادات اللبنانية إلى «وضعِ خلافاتهم جانباً لمصلحة لبنان وشعبِه، والعمل بروح قيادية ومرونة لعقدِ جلسة لمجلس النوّاب بشكلٍ عاجل والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية».
كما لحَظ البيان إشادةً واضحة بالرئيس سلام، مع دعوة الأطراف اللبنانية إلى «العمل بمسؤولية خدمةً للمصلحة الوطنية لتمكين المؤسسات الحكومية من العمل بفعالية، ولضمان أن يتمّ اتّخاذ القرارات الرئيسية، في وقتٍ تواجه لبنان تحدّياتٌ أمنية واقتصادية واجتماعية وإنسانية متنامية».
«الحزب» و«المستقبل»... توتّر
يأتي ذلك في وقتٍ يزداد فيه التورّم السياسي بين حزب الله وتيار المستقبل، وهذا ما تعكسه المواقف النارية المتبادلة بين الطرفين، سواء حيال بعضهما البعض أو بالهجوم المتبادل من قبَلهما على السعودية وإيران، وفي هذا السياق يأتي الموقف العنيف الصادر عن الرئيس سعد الحريري ضد إيران ومرشدِها السيّد علي خامنئي. وعلى الرغم من حدّة موقف الحريري، فإنّ الملاحَظ أنّ «حزب الله»، وكما تؤكّد مصادر مسؤولة فيه، رفضَ التعليق عليه، على اعتبار «أنّ مفاعيل هذا الموقف ليست لبنانية، بل إنّ الحريري يخاطب فيه السعودية لعلّها تفتح البابَ له».
تَجدر الإشارة هنا، إلى أنّ «المستقبل» و»حزب الله» سيلتقيان مجدّداً على طاولة الحوار الثنائي بينهما في عين التينة الثلثاء المقبل.
الجيش ومفاجآت الأمن العام
وفيما تكشف «الجمهورية» اليوم أسرار عملية توقيف الإرهابي في «داعش» طارق الفليطي وقتل الإرهابي الآخر سامح البريدي في عرسال (التفاصيل ص 6)، علمت «الجمهورية» أنّ الأمن العام سيكشف عن «مفاجآت خطيرة» في الساعات المقبلة تظهِر علاقة شبكة تفجير كسارة بتفجيرات وأعمال إرهابية حصلت قبل أكثر من سنتين على طريق البقاع من سيارات مفخّخة سبقَ واكتشِفت قد تفجيرها، أو عبوات ناسفة استهدف بعضها سيارات تابعة لـ»حزب الله».
بكركي: لتوافق ماروني
سياسياً، الوضع الداخلي صار مشدوداً إلى موعدَي 28 أيلول و13 تشرين الأوّل رصداً للخطوات التي رَبطها التيار الوطني الحر بهذين الموعدين وصولاً إلى النزول الى الشارع، فيما يواصل البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة الراعي مشاوراته لإنهاء الحالة الشاذة المتمثّلة في الفراغ الرئاسي. ومن المقرر ان يلتقيَ رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بعدما كان قد التقى الرئيس أمين الجميّل ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
وقالت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» إنّ الراعي يضع الأقطاب الموارنة أمام مسؤولياتهم التاريخيّة، خصوصاً في ما يتعلق بمستقبل المسيحيين في لبنان وسط ما تشهده المنطقة من تهجير للأقلّيات.
وأشارت المصادر إلى أنّ الراعي يشدّد على أنّه «لا يجوز أن يعتاد المسيحيون على فكرة غياب رئيس الجمهورية، وهذا الفراغ في سدّة الرئاسة خطير وبات سيفاً في قلب البطريرك الماروني». من هنا يحاول البطريرك «إيجاد حلّ داخلي أساسُه اتّفاق ماروني شامل، وخلقُ مساحات حوار وتلاقٍ، لكنّه لن يدخل في لعبة الأسماء. مع تأكيده على المرشّحين بأن يساعدوا أنفسهم بالنزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس.
إلى ذلك، كانت لافتةً للانتباه الزيارة التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى الديمان، حيث التقى البطريرك الراعي، وذلك تحضيراً لزيارة يقوم بها ابراهيم الى روما غداً السبت للقاء البابا فرنسيس الأول. كما وضَع ابراهيم البطريرك في أجواء الملفّات الامنية في البلد، ولا سيّما منها التي يعمل عليها الامن العام، وتطرَّقا إلى الوضع السياسي.
وساطات... ولا إيجابيات
يأتي ذلك، في وقتٍ مازالت قنوات التواصل والوساطات مفتوحة، ولكن من دون ان تتمكّن حتى الآن من تبريد الأجواء، خاصة وأنّها ما زالت تصطدم بتصلّبِ «التيار»، وإصراره على خوض المعركة الى الآخر، بحسب ما أكّدت أوساط الرابية لـ«الجمهورية».
ورسَمت مصادر مواكبة لحركة الاتّصالات صورةً تشاؤمية بقولِها لـ»الجمهورية»: «إنّ أبواب التسويات مقفَلة، وخطوط التواصل خجولة، ويبدو أنّ الامور تتّجه الى تصعيد كبير، خاصة وأنّ القوى السياسية على اختلافها قد تبلّغَت إمّا بصورة مباشرة أو عبر قنوات خاصة، بأنّ التيار الوطني قد اتّخَذ قراره من الآن وحتى 13 تشرين الاوّل، فإمّا الذهاب الى تسوية تتخطّى الميثاقية بانتخابه رئيساً للجمهورية، وإمّا الى الشارع دُر وإلى زمنٍ مفتوح، في انتظار تسوية ما لاحقاً». وتشير المصادر الى أنّها تملك معطيات تجعلها لا تستبعد مشاركة «القوات اللبنانية» في تحرّك عون ما دام الهدف هو الضغط لانتخاب الرئيس.
ولعلّ المحطة الأساس في نظر «التيار الوطني الحر» تبقى في الجلسة النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية المحدّدة في 28 أيلول، والتي تعتبرها الرابية جلسة مفصلية. وبحسب معلومات موثوقة، فإنّ الرابية ما زالت تقارب موعدَ 28 أيلول بشيء من الأمل في إمكان فتحِ بابِ القصر الجمهوري أمام عون، وتردّ المصادر هذا الشعور بالأمل الى أنّ قنوات التواصل الرئاسي ما بين الرئيس سعد الحريري وعون ما زالت مفتوحة، ويتولّاها من جانب الحريري مدير مكتبِه نادر الحريري مع الوزير باسيل.
وبرغمِ التكتّم الشديد الذي تُحاط به هذه الاتصالات من قبَل الطرفين، إلّا أنّ ما رشحَ عنها لبعض الجهات السياسية عكسَ أنّ الحوار الرئاسي بين الحريري وعون لم يصل الى طريق مسدود، وجديدُه تمنٍ نَقَله الحريري الى الرابية في التواصل الأخير بينهما قبل فترة وجيزة ومفادُه: «نحن ما زلنا على موقفنا، وانتظروا عودةَ الرئيس الحريري إلى بيروت». مع الإشارة الى أنّ هذه العودة قد تتمّ قبل جلسة 28 أيلول.
واللافت للانتباه أنّ كلاماً أكثر وضوحاً وصراحة أبلغَه وزير بارز الى مسؤول كبير قبل أيام قليلة، وحَرفيتُه «كلّنا نازلون في 28 أيلول الى مجلس النواب، وتيار المستقبل في المقدّمة، لانتخاب عون رئيساً للجمهورية».
إلّا أنّ هذا الكلام لم يلقَ صدىً تأكيدياً لدى المستويات السياسية المعنية بالاستحقاق الرئاسي، فالرئيس نبيه بري، وكما يُنقل عنه، يتمنّى أن تتمّ الانتخابات الرئاسية إلّا أنّه لم يلمس حتى الآن، لا أموراً جوهرية ولا حتى شكلية تَجعله يعتقد بإمكان الذهاب الى جلسة انتخابية منتِجة، بل العكس من ذلك، الصورة لم تتبدّل، بل هي من سيّئ إلى أسوأ. وأمّا «حزب الله» فيُجاري حليفَه التيار، إلّا أنّه يعكس عدمَ ثقتِه بما يطرح من جانب الحريري، فضلاً عن انّه لا يرى تبدّلاً في الموقف السعودي الرافض وصولَ عون الى رئاسة الجمهورية، وبالتأكيد فإنّ الحزب يرى أنّ الحريري لا يستطيع ان يتجاوز رفضَ السعودية، أو أن يَسبح بعكس التيار السعودي.
وفيما عكسَ عضو تكتّل التغيير والإصلاح النائب حكمت ديب «الاستمرارَ في تعليق مشاركتنا في مجلس الوزراء حتى يعيَ الشركاء في الوطن أهمّية احترام الميثاقية ليس في مجلس الوزراء فقط إنّما في المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية والتعيينات الإدارية أيضاً»، لم يَصدر عن تيار المستقبل أيّ موقف علني حول تبدّلٍ ما في موقفه الرئاسي، ما خلا التأكيد على التمسّك بالحكومة ورفض النَيل منها، لافتاً الانتباه الى أنّ تحرّكَ «التيار» لا أفقَ له، وإذا كان هدفه تطيير الحكومة فنحن ضد تطييرها».
سلام... بعد نيويورك؟
وفيما يتحضّر رئيس الحكومة تمّام سلام للسفر نهاية الأسبوع الحالي إلى نيويورك للمشاركة في الدورة العادية للأمم المتحدة ومؤتمر النازحين، أكّدت اوساطه أن لا تبَدّلَ في الصورة الحكومية في الوقت الراهن، على ان تنجليَ بعد عودته الى بيروت، حيث يأمل بانطلاقةٍ حكومية سليمة منتجة ولو بالحد الأدنى، ولديه الكثير ليقال في ذلك الوقت تبعاً للتطوّرات وأداء القوى السياسية، سواء أكان سلبياً أو إيجابياً.
وكانت لافتةً للانتباه، عشيّة سفرِ سلام، زيارةُ سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، فرنسا، بريطانيا والصين، برِفقة المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ إلى السراي الحكومي إمس، وإصدارُهم بياناً مشتركاً عكسَ «الدعم القوي لاستمرار الاستقرار والأمن في لبنان. والقلق العميق من استمرار الشغور الرئاسي». داعين كافّة القيادات اللبنانية إلى «وضعِ خلافاتهم جانباً لمصلحة لبنان وشعبِه، والعمل بروح قيادية ومرونة لعقدِ جلسة لمجلس النوّاب بشكلٍ عاجل والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية».
كما لحَظ البيان إشادةً واضحة بالرئيس سلام، مع دعوة الأطراف اللبنانية إلى «العمل بمسؤولية خدمةً للمصلحة الوطنية لتمكين المؤسسات الحكومية من العمل بفعالية، ولضمان أن يتمّ اتّخاذ القرارات الرئيسية، في وقتٍ تواجه لبنان تحدّياتٌ أمنية واقتصادية واجتماعية وإنسانية متنامية».
«الحزب» و«المستقبل»... توتّر
يأتي ذلك في وقتٍ يزداد فيه التورّم السياسي بين حزب الله وتيار المستقبل، وهذا ما تعكسه المواقف النارية المتبادلة بين الطرفين، سواء حيال بعضهما البعض أو بالهجوم المتبادل من قبَلهما على السعودية وإيران، وفي هذا السياق يأتي الموقف العنيف الصادر عن الرئيس سعد الحريري ضد إيران ومرشدِها السيّد علي خامنئي. وعلى الرغم من حدّة موقف الحريري، فإنّ الملاحَظ أنّ «حزب الله»، وكما تؤكّد مصادر مسؤولة فيه، رفضَ التعليق عليه، على اعتبار «أنّ مفاعيل هذا الموقف ليست لبنانية، بل إنّ الحريري يخاطب فيه السعودية لعلّها تفتح البابَ له».
تَجدر الإشارة هنا، إلى أنّ «المستقبل» و»حزب الله» سيلتقيان مجدّداً على طاولة الحوار الثنائي بينهما في عين التينة الثلثاء المقبل.