لا شكّ في أنكم تذوّقتم أطباقاً أجنبية عديدة وإنجذبتم إلى أنواع معيّنة منها، إلّا أنّ ما هو مؤكّد أنّ المازة اللبنانية لا تزال حتّى هذه اللحظة تتربّع على عرش أهمّ المطابخ العالمية لتنوّع أصنافها، وتعدّد نكهاتها اللذيذة التي تُرضي كلّ الأذواق، وأيضاً لغناها بأهمّ المغذّيات الضرورية للجسم، وقدرتها على تحصين الصحّة ضدّ أخطر الأمراض على الإطلاق. إكتشفوا اليوم خصائص أبرز مكوّناتها. بدءاً من التبّولة والفتّوش، مروراً بالحمّص بطحينة والباذنجان المتبّل، فالسمبوسك والرقاقات وغيرها من المأكولات، تتميّز المازة اللبنانية بإحتوائها كمية متنوّعة جداً من الأصناف اللذيذة التي تُرضي كلّ الأذواق وتُلبّي جميع الإحتياجات من دون أيّ إستثناء.
في ما يلي خصائص أبرز أنواع الميزا اللبنانية التي كشفتها إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال لـ"الجمهورية":
التبّولة والفتّوش
تتميّز السفرة اللبنانية بإحتوائها كمية عالية من الخضار المهمّة جداً للإنسان في حياته اليومية. يُعتبر البقدونس المكوّن الأساسي في التبّولة، واللافت أنه غنيّ بالفيتامين C الذي يزداد معدل إمتصاصه عند إضافة الحامض، إلى جانب الحديد، والكالسيوم، ليشكّل بذلك بديلاً جيداً للأشخاص الذين لا يحبّون منتجات الحليب واللبن.
فضلاً عن أنه يزوّد الجسم بالفيتامين B، وحامض الفوليك، والفيتامين K، ومُضادات الأكسدة، ونسبة عالية من الألياف التي تعزّز حركة الأمعاء، والبيتا كاروتين التي تتحوّل إلى فيتامين A. يُذكر أنّ البقدونس يُدرّ البول، ويُسهّل أداء الجهاز الهضمي، ويجدّد الخلايا، ويمنع إلتهابات المسالك البولية، ويخفّض الأوجاع، ويفتح الشهيّة.
أمّا البندورة التي تُعتبر المكوّن الثاني الرئيسي في التبّولة والفتّوش على حدّ سواء، فتحتوي الفيتامينين B وC، والكاروتينويد، والليكوبين المضادة للأكسدة التي تحمي من أنواع عديدة من السرطان خصوصاً البروستات، والألياف، والمعادن كالماغنيزيوم.
أظهرت الأبحاث أنّ تناول نحو 6 ملغ من مادة الليكوبين، أي نحو ثمرتين من البندورة، يقلّص خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة تصل إلى 20 في المئة. يُشار أيضاً إلى أنّ البندورة تساعد على محاربة تصلّب الشرايين وأمراض القلب.
هذان النوعان من سَلطات الخضار يزوّدان الجسم بمجموعة كبيرة ومتنوّعة من الفيتامينات، والمعادن، لإحتوائهما مختلف أشكال الخضار وبكافة الألوان.
اللافت أنّ الفوائد المذكورة تصبح أقوى عند إضافة زيت الزيتون. ملعقة واحدة صغيرة من هذا الزيت تحتوي 45 كالوري، ويتميّز بإحتوائه الدهون الأحادية غير المشبعة التي تحارب السرطان خصوصاً الثدي، وأمراض القلب، ويتمتع بخصائص مضادة للأكسدة لإحتوائه الفيتامين E، وهو مفيد جداً للبشرة والشعر، وأيضاً لأصحاب الضغط المرتفع، ومرضى السكري، والروماتيزم، وترقق العظام، والكولسترول.
الحمّص بطحينة
يُعتبر الحمّص من بين البقوليات الغنيّة بالبروتينات، والألياف، والفيتامين B، ومعادن الحديد، والزنك، والماغنيزيوم، والسلينيوم. كلّ نصف كوب من الحمّص يؤمّن نحو 4 غ من الألياف، ألا وهي كمية جيّدة جداً. لعلّ أبرز ما يميّز هذا النوع من الحبوب الصفراء تحلّيه بقدرة على محاربة تصلّب الشرايين، وخفض الكولسترول السيّئ.
الباذنجان المتبّل
يزوّد الجسم بسعرات حرارية أقلّ من تلك المتوافرة في الحمّص، لذلك يُفضلّ على الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية التركيز على الباذنجان المتبّل بطريقة مدروسة. كذلك تُعتبر كالوريهاته قليلة بالنسبة إلى قيمته الغذائية العالية، فهو غنيّ بالألياف، ومادة "Saponin" التي تحارب إمتصاص الدهون والسيلوليت، ومضادات الأكسدة، والفيتامينين C وE، وقد أظهرت الأبحاث أنه يحارب أمراض القلب والسرطان.
الطحينة
تدخل في صناعة الحمّص بطحينة والباذنجان المتبّل، وهي عبارة عن دهون مصدرها بذور السمسم، ما يعني أنها غنيّة بالحديد والكالسيوم، والفيتامين B، والبروتينات، والدهون الجيّدة، وتُعتبر مفيدة جداً للكبد. ملعقة صغيرة من الطحينة تحتوي نحو 30 كالوري، وبالتالي يجب تناولها بإعتدال للإستفادة من دهونها الصحّية بطريقة جيّدة.
الفول المدمّس
تماماً كالحمّص، يشتهر الفول بإحتوائه جرعة عالية من البروتينات، والحديد، والألياف، والماغنيزيوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم. يُنصح بإضافة الحامض إليه لتعزيز نسبة إمتصاص الحديد والبروتينات، وأيضاً تنكيهه بالكمّون لخفض حدّة النفخة.
ورق العريش
من الأطعمة الغنيّة بالألياف، والحديد، والفيتامينات A وB وC، وينعكس إيجاباً على الكبد، والسكري، والروماتيزم، وأمراض القلب، والسرطان.
يجب عدم نسيان أنّ ورق العريش يحتوي الأرزّ، أي النشويات، لذلك يجب تناوله بإعتدال.
الشنكليش
يحتوي الكالسيوم، والبكتيريا الجيّدة المفيدة للجهاز الهضمي، ويُعتبر معتدل السعرات الحرارية بالنسبة إلى باقي أنواع الأجبان. 30 غ من الشنكليش تحتوي نحو 65 كالوري، وعند إضافة إليه زيت الزيتون ترتفع خصائصه الصحّية، وبالتالي لا مانع من التلذّذ به بإعتدال.
اللحوم النيّئة
يُفضّل تجنّبها لأنّ خطر إحتوائها البكتيريا يكون مرتفعاً جداً. لكن عند الرغبة بإستهلاكها، يجب التأكّد جيداً من مصدرها والحرص على عدم الإفراط في الكمية لخفض إحتمال الإصابة بأيّ ضرر. مشكلة اللحوم النيّئة لا تقتصر فقط على إحتمال إحتوائها البكتيريا، إنما أيضاً بسبب غناها بالدهون، والكولسترول.
قصبة الدجاج
تحتوي الكثير من البروتينات، والحديد، والزنك، والفيتامينين A وB. إنها مفيدة للأشخاص الذين يعانون فقر الدم، لكن يجب تناولها بإعتدال في حال السيطرة على مجموع الكولسترول.
سمبوسك، كبّة، ورقاقات
الأفضل أن تكون مشويّة لتفادي الدهون السيّئة الناتجة من القلي. صحيح أنّ الرقاقات تحتوي العجين المليئة بالكالوري، لكن هذا لا يعني أنها غير مُجدية لإحتوائها الجبنة المغذّية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى السمبوسك والكبّة اللذين يحتويان اللحوم.
وختاماً دعت الغزال إلى "عدم الحرمان من الميزا اللبنانية المتنوّعة والشهيّة، إنما تذوّق كلّ الأصناف بإعتدال والتركيز بشكل خاصّ على الأطباق الصحّية كالتبّولة، والفتّوش".
ولفتت إلى أنّ "المطبخ اللبناني ينتمي إلى حمية البحر الأبيض المتوسط المعروفة بفوائدها الصحّية، وغناها بالخضار، والفاكهة، وزيت الزيتون... لذلك يجب الإستفادة منه إلى أقصى درجة ممكنة. حتّى عند إتباع حمية لخسارة الوزن، يجب ألّا تحرموا أنفسكم من السفرة اللبنانية بمختلف أطباقها الشهيّة، إنما تلذّذوا بها بإعتدال للحفاظ على وزنكم وصحّتكم في آن".
( الجمهورية)