أكدت المملكة العربية السعودية أن التنظيم الناجح للحج رد على افتراءات الحاقدين، فيما هنأت منظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط المملكة على نجاحها في تنظيم موسم الحج للعام 2016 الذي جاء خالياً من أي أمراض وبائية أو مشكلات تهدّد الصحة بين الحجاج.

وأكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل أن «تأدية الحجاج لهذا الركن العظيم إجابة على الأكاذيب والافتراءات التي وجهت للمملكة في هذا العام وقبيل الحج من الحاسدين والحاقدين، ومن المرجفين الذين أرادوا التشكيك في قدرة المملكة على قيامها بخدمة حجاج بيت الله الحرام وتسيير أمور الحج بهذا الشكل الذي ظهر للجميع». 

وأكد أن وقوف أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات في نفس الوقت والمكان والأسلوب واللباس، وهم يلبسون هذه الملابس البيضاء كبياض نفوسهم وقلوبهم، ويقفون على هذا الصعيد تحفهم السكينة والطمأنينة رافعين راية الإسلام الخضراء التي شعارها الإسلام دين رسالة يوجهونها للعالم ويثبتون للعالم أجمع أن الإسلام دين سلام وليس دين إرهاب وتخريب« .

وقال الأمير خالد الفيصل «إن الصورة التي قدمها رجال الأمن السعوديون هي صورة الإنسان المؤمن المسلم التي تتمثل في أخلاق وعادات وسلوك الشاب السعودي الذي يعطيها للعالم أجمع ويقدمها كذلك أنموذجا لإخوانه الشباب في جميع البلاد الإسلامية«.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكد أول من أمس أن «المملكة ترفض رفضاً قاطعاً أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية، فقد شرع الله الحج على المسلمين كافة دون تفرقة«.

وشدد الملك سلمان على «رفض الغلو والتطرف»، مشيراً إلى أن السعودية «تمد يد العون للدول الإسلامية«.

وقال: «إن الغلو والتطرف توجه مذموم شرعاً وعقلاً، وهو حين يدب في جسد الأمة الإسلامية يفسد تلاحمها ومستقبلها وصورتها أمام العالم، ولا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة وبوحدة المسلمين للقضاء على هذا الوباء»، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وأضاف: «الإسلام هو دين السلام والعدل، والإخاء والمحبة والإحسان، وما يشهده العالم الإسلامي اليوم في بعض أجزائه من نزاعات ومآس وفرقة وتناحر، يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل معاً لحل تلك النزاعات وإنهاء الصراعات، والمملكة تؤكد حرصها الدائم على لمّ شمل المسلمين ومد يد العون لهم، والعمل على دعم كل الجهود الخيرة والساعية لما فيه خير بلداننا الإسلامية«.

وأعلن العاهل السعودي أن «المملكة تعتز بخدمة الحرمين الشريفين»، مضيفا أن «خدمة الحجاج شرف للمملكة«.

وقال: «يواصل حجاج بيت الله الحرام تأدية مناسكهم في أمن وطمأنينة تحيطهم رعاية الله وتوفيقه، والمملكة تعتز وتتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وهو شرف خصها الله به، وقد سخرت المملكة العربية السعودية كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، وتوفير كل السبل لتسهيل أدائهم لمناسكهم بكل يسر وطمأنينة، نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذلك«.

وقال نائب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط جواد المحجور في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي عقده وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة أمس في مستشفى منى - الطوارئ: «تعرب منظمة الصحة العالمية عن تقديرها العميق لكافة العاملين الصحيين والمتطوعين الذين تمت تعبئتهم لخدمة الحجيج على ما أبدوه من تفان من جهود خارقة لتقديم خدمات الرعاية الصحية للحجاج« .

وأضاف أن «المنظمة تؤكد أهمية إجراءات تقليل المخاطر المتعلقة بالصحة العمومية التي طبقتها وزارة الصحة بغية تأمين موسم حج آمن، وذلك طبقا لمتطلبات اللوائح الدولية (2005)، وقد أثبتت بالتجربة فعالية هذه الإجراءات في الوصول إلى موسم حج خال من الأمراض الوبائية وخال من أية مشكلات تهدد الصحة العمومية«.

وتابع «كذلك لاحظت المنظمة وبارتياح الدور المتنامي الذي يقوم به المركز العالمي لطب الحشود المتعاون مع منظمة الصحة العالمية تحت قيادة وزارة الصحة، ولا سيما في مجالات تقدير الأخطار والتدريب والبحوث« .

وأعرب «عن تقدير المنظمة العميق لما لمسناه من حسن الاستعداد والتنظيم وحشد كافة الموارد والإمكانيات لتأمين جميع الخدمات الصحية اللازمة لضيوف الرحمن، ونتمنى لجميع الحجاج عودة سالمة لأوطانهم بعد الانتهاء من رحلتهم المباركة«.