أطلّ وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي , في مقابلة خاصة مع تمام بليق العائد في موسم جديد من "بلا تشفير" عبر شاشة "الجديد". الحلقة التي حملت عنوان "شيفرة اللواء"، أخرج فيها بليق ضيفه من كلاسيكية الحوار السياسي، فبدا ريفي واثقاً بالنفس، مدركاً الغرض من المقابلة، وهي المرة التي التي يلعب فيها كرة القدم مع مقدّم تلفزيوني، ويزور معه مطحنة والده في طرابلس , مستعيداً الذكريات والصور.
بموكبه الأمني الخاص، جال ريفي مع بليق في الشوارع، وصولاً إلى المطحنة. سأله محاوره عن احتمال اغتياله في أيّ وقت، فردّ بأنه يدرك ذلك، ويتّخذ ما يستطيع إليه من إجراءات، متّبعاً مقولة: "اعقل وتوكّل". وعن كونه "كذبة أو حقيقة"، أكّد ريفي أنه "واقع وحقيقة"، وأنه بنى زعامته بصدقيته ووضوحه ومحبة الناس، مجدداً فخره بالانتماء إلى مدينته طرابلس.
إلى المسجد، توجّه الرجلان. قال ريفي إنه يخشى أن يكون قد أخطأ في حق وطنه، لكنّ ضميره مرتاح وهو واثق مما فعل. تحدّث عن رضا الأهل، خصوصاً أنّ والدته في المستشفى، فتمنّى لها الشفاء. في صالون بيته، سأله بليق إن كان ظالماً أو مظلوماً، فأكد أنه يفضّل أن يكون مظلوماً، وهو يراجع نفسه في كلّ شيء لئلا يتحوّل إلى ظالم. ريفي أكّد نظافة كفّه من الدماء، مشيراً إلى أنه لا يؤمن بمنطق الدم، ولم يتعمّد يوماً الخطأ في حق أحد. استعاد المحاوِر مع ضيفه مرحلة الانتخابات البلدية، فقال ريفي أنه لم يخض معركته عشوائياً، وسبب فوزه أنه يعيش على الأرض فيما الآخرون يعيشون في أبراجهم العاجية. وإذ أكد أنّ العلاقة مع الرئيس سعد الحريري مقطوعة ولا تواصل بينهما واصفاً إياها بـ "الحساسة"، قال أنه "حالة مستقلة"، وُلد حراً وهكذا سيموت، مشيراً إلى أنه لم يطعن أحداً في ظهره يوماً.
كرّر ريفي "خطأ" الحريري بتسمية النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، مؤكداً أنه ليس "زلمة" أحد وليس تابعاً، وهو يتّخذ قراراته بنفسه، وإن أخضعها للمشاورات. مرَّر الكثير من اللطشات السياسية في اتجاه مَن "عمل بعقل رستم غزالي وغازي كنعان"، وأنه "كسر عقل المخابرات السورية في الانتخابات"، وطرابلس قالت أنّ "قرارها أهم من أموالهم". ونتيجة هذه الانتخابات كانت درساً لكلّ المتحالفين في وجهه. سأله بليق إن كان يحبّ الحريري، فأجاب أنه يحترمه وهو حزين عليه، مكرراً أنه أخطأ في الخيارات، وأنه دعاه مراراً للعودة إلى ثوابت رفيق الحريري، مؤكداً أنّ التحالف مع فرنجية والانفتاح على رجال الثامن من آذار منهم النائب ميشال عون وعبدالرحيم مراد وسواهما، "ليست أبداً من مبادئ الرئيس الشهيد".
عن رأيه بوزير الداخلية نهاد المشنوق , قال أنه لو كان مكانه لما صادق حزب الله إلى هذا الحد، داعياً إياه إلى إعادة النظر. عن الحزب، قال أنه ملزم بالعيش معه كمكوّن لبناني، لكن لا شيء يعطيه الأفضليه عليه، مؤكداً أنه ضدّ المشروع الإيراني ولا يكره الحزب ولا يخوض معه صراعاً مذهبياً، بل يخاصمه ويخاصم مشروعه. اللواء، إذ أكد أنه مؤمن بالعدالة ومقاتل شرس من أجلها، استعاد مع محاوره حرب الجبل- التبانة، فقال أنه مدافع عن مدينته، وهذا حقّ تشرّعه الأديان السماوية. وعن كونه "داعشياً"، وفق تعبير بليق، أجاب ريفي بأنّ التنظيم بالنسبة إليه محوط بأكثر من مئة علامة استفهام، مؤكداً أنّ الحرس الثوري الإيراني و داعش وجهان لعملة واحدة، وهو يقف في وجه المشروعين.
في النهاية، كان لقاءٌ مع بليق وعائلة ريفي، زوجته وأولاده، فأكد الأولاد فخرهم بأبيهم وخوفهم في الآن عينه من خسارته.