كأنّه لم يعد ينقص اللبنانيين مصائب الحياة في بلدهم من هموم إقتصاد، إيجارات بيوت الغالية، هجرة الأبناء والأصدقاء، غياب الكهرباء وإنقطاع المياه، حرائق صيفية مفتعلة وغير مفتعلة، الوضع الأمني غير المستقرّ، غلاء المعيشة، وحتى الطاقم السياسي البالي الذي يرزح منذ أكثر من ثلاثين عامًا على قلوبهم ولم يتغير شيء.. وكأنّه تنقصنا المآسي حتّى تأتينا مصيبتين في عطلة عيد الأضحى.
الأولى غرق مركب سياحي قبالة قلعة صيدا البحرية أثناء نقله عدد من الركاب معظمهم من النساء والأطفال كان ينقلهم من رصيف مرفأ الصيادين إلى زيرة صيدا، وأعلن الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة عن انتشال 7 من ركاب القارب إثنان منهم بحالة خطرة جداً و مصاب بضيق تنفس أسعف ميدانيًا، نقلوا جميعًا إلى المستشفى الحكومي ومستشفى لبيب أبو ضهر.
من صيدا إلى طرابلس أطفال العيد كانوا على موعد جديد مع المأساة، وبدلًا من أن تؤمن الأراجيح، وألعاب الترفيه، الفرح للأطفال، باتت عنوانًا للحزن، والصدمة، وربما الوفاة.
للسنة الثانية على التوالي، تتكرر حادثة سقوط الأطفال في الملاهي حيث إنقلبت لعبة نفخ في حديقة ملاهٍ في مدينة الميناء في طرابلس لصاحبها خضر حنون، ضمت زهاء ثمانية أطفال، فأصيبوا بجراح، أحدها بليغ وخطر، ونقلوا إلى مستشفى الحنان في المدينة، حيث أجريت لهم الإسعافات اللازمة.
والمصابون هم: محمد تمام دعاس، فاروق عامر الشامي، سمير وانس أحمد نعمان، إيناس ومحمود المصري، مؤمن رامي خضر، عماد الحمصي.
تكرار الحادثة لعامين متتاليين ينبيء بما هو أسوأ، لأن السبب هو الإهمال، والإستهتار بحياة الأطفال في سبيل الإستثمار، والمنفعة المادية، وغياب الرقابة، خصوصًا الرسمية، وايضًا العقاب للمهملين.
لا يمكننا سوى أن نسأل أنفسنا إلى متى سيبقى المواطن هو الذي يدفع الثمن؟
فلم يمض أشهر على إنتخاب البلدية وما زلنا نعاني من الإهمال لذلك ندعو رؤساء البلديات والأعضاء إلى الإستقالة من مناصبهم إذا كانوا غير قادرين على القيام بمهامهم.