هاجم السياسي الإيراني البارز مهدي خزعلي، سياسة نظام بلاده في سوريا بشدة. وخزعلي هو نجل رجل الدين المتشدد أبي القاسم خزعلي.

وفي تصريحات مثيرة، وربما غير مسبوقة في تفاصيلها، اعتبر خزعلي أن ظهور "داعش" في سوريا كان بسبب التدخل السلبي للجنرال قاسم سليماني في الثورة السورية.

وفي ندوة أقيمت في "بيت القلم الإيراني" في طهران، قال مهدي خزعلي المؤيد للرئيس الإيراني حسن روحاني: "نعتقد بأن الحرب السورية تعد حربا غير سديدة وخاطئة، ولو كنا نمتلك الحكمة، ولم يتدخل الحرس الثوري بصورة واسعة في سوريا، لشاهدنا سقوط بشار الأسد منذ عام 2011 وفي بداية الربيع العربي".

وأضاف: "لو سقط بشار في عام 2011، لتخلصنا من نظام بعثي عفلقي مستبد وديكتاتوري، وبعدها لكان بإمكاننا أن نبني علاقات جيدة ومتينة مع الحكومة السورية التي تأتي بصورة ديمقراطية لحكم البلاد".

وفند خزعلي مبررات الحرس الثوري للتدخل في سوريا، بالقول: "بعد ذهاب الديكتاتور لم تكن مصالحنا مهددة في سوريا، فنحن منذ أكثر من ثلاثين عاما، ونحن ندعم النظام السوري بالنفط كهبات مجانية، وأي نظام مقبل في سوريا المستقبل، سنقدم له النفط كما نقدمه الآن للأسد سوف يكون صديقنا بكل تأكيد، ويدعو لنا أيضا".

وانتقد السياسي الإيراني، الحرس الثوري وسليماني بشدة، قائلا: "نحن لم نكن بحاجة للتدخل العسكري في سوريا، وسياسة واستراتيجية الحرس الثوري وسليماني كانت خاطئة وأدت إلى دمار العراق وسوريا، كما أن تدخلنا بسوريا أثر على تركيا".

واعتبر خزعلي أن سوريا استنزفت الثروات الإيرانية بقوله: "نحن دفعنا ثمنا باهظا خلال حرب الثماني سنوات مع العراق، والآن منذ خمس سنوات ندفع تكاليف وأثمانا باهظة في سوريا".

وأعرب عن أسفه للتورط في سوريا، وقال: "نحن الآن وقعنا في المستنقع السوري، وأصبحنا كمن أوقع الحجر في البئر، ولم يتمكن من إخراجه، وابتلينا بتنظيم داعش الذي كان ظهوره مرهونا ومرتبطا بسوء إدارة الجنرال قاسم سليماني، ولولا تدخله، لما كان لداعش أي وجود اليوم هناك".

وأردف: "في المستقبل سوف يعادي الشعب السوري النظام الإيراني والحرس الثوري نتيجة التدخل السلبي للجنرال سليماني، وما أدى إليه"، مشيرا إلى أن "هذا الوضع ليس بعيدا، ويمكن لهذا النفور والعداء تجاه إيران أن يظهر في سوريا ولبنان خلال الأشهر المقبلة من عام 2017".

ووجه خزعلي نداءً خاصا إلى مسؤولي النظام الإيراني قائلا: "يجب على عقلاء الدولة أن ينهوا الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن، وأن يخرجوا الحجر الذي أوقعوه في البئر"، على حد تعبيره.

وعن تورط فيلق قدس الإيراني في سوريا، قال خزعلي، إن "أحد المسؤولين في فيلق قدس الإيراني، أكد أن بشار الأسد كان ساقطا منذ عام 2011، ولم يبق للأسد إلا عشرة آلاف مؤيد داخل النظام، وأن فيلق قدس هو الذي تدخل لإنقاذه من السقوط".

ويرى مراقبون للشأن الإيراني ، أن انتقادات خزعلي المقرب من حكومة روحاني "تؤكد بروز خلافات واسعة داخل النظام الإيراني حول مصير بشار الأسد ونظامه، وعموم التعاطي مع الأزمة بسوريا"، كما أنها تشير إلى قناعة الإصلاحيين بأن "انتقادات من هذا النوع تساعدهم في الانتخابات"، نظرا لرفض الشارع للنزيف الإيراني في سوريا.


عربي21