انتشر كالنار في الهشيم شريط فيديو اظهر المرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون متأبطة بذراع مسادعتها وبالكاد قادرة على الوقوف بانتظار سيارتها. ولدى وصول السيارة، لم تقو وزيرة الخارجية السابقة على السير، بل بدا انها انهارت تماما وان الفريق المكلف حمايتها حملها من ذراعيها ورماها داخل السيارة.
وما زاد في تأزيم الأمر الطريقة التي ادارت فيها حملة كلينتون الرئاسية الامر بالقول انها شعرت «بضربة شمس» وغادرت الفعالية التي كانت تشارك بها.
وكانت كلينتون وصلت الى «الطابق صفر»، موقع برجي التجارة في مدينة نيويورك سابقا، للمشاركة في الذكرى الخامسة عشر لهجمات ١١ سبتمبر في الثامنة صباحا. وبعد ساعة ونصف، خرجت فجأة من الحفل وتوارت عن الانظار، لتصدر حملتها بيانا قالت فيه ان المرشحة عانت من «حرارة زائدة». لكن الطقس لم يكن شديد الحرارة، وبالكاد كان لامس ٢٩ درجة مئية، وهو ما القى ظلال الشك على الأمر.
وتوجهت كلينتون الى شقة ابنتها تشلسي في نيويورك، قبل ان تخرج منها منتصف النهار منفردة من دون مساعدين، وتمشي وحدها امام الصحافيين والعامة، وتلوح لهم وتقول انه يوم جميل في نيويورك وانها تشعر انها على ما يرام.
وفور شيوع الخبر، شن مناصرو الحزب الجمهوري، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مواقع الانترنت الاخبارية التابعة لهم، حملة تشكيك بصحة كلينتون ومقدرتها على خوض غمار الرئاسة، وطالبوا بتنحيها من السباق لصالح مرشحهم رجل الاعمال دونالد ترامب، الذي كان مشاركا في الحفل نفسه.
واتخذ الأمر منحى اكثر تعقيدا بسبب الاشاعات التي عمدت حملة ترامب منذ فترة على بثها للتشكيك في صحة كلينتون، مستندة الى جلطة تعرضت لها المرشحة الديموقراطية في العام ٢٠١٢ بسبب وقوعها وارتطام رأسها بالارض. وقتذاك، في الاسابيع الاخيرة لها في وزارة الخارجية، عانت كلينتون من جفاف في سوائل جسمها وسوء تغذية بسبب السفر، فوقعت على الارض، وارتطم رأسها بالارض، وادى الارتطام الى جلطة في الدماغ، واستغرقها الامر ستة اشهر للعودة الى سابق حالها.
ومنذ العام ٢٠١٢، شن الجمهوريون حملة تشكيك في صحتها للطعن في اهليتها للرئاسة. وجاء انهيارها على ارصفة نيويورك، اول من امس، ليعزز مزاعمهم.
وفي وقت لاحق من النهار، اصدرت طبيبة كلينتون ليزا باركاد بيانا قالت فيه ان المرشحة الديموقراطية تعاني من حساسية موسمية تثير سعالها، وانه على اثر نوبات سعال حادة اكثر من المعتاد، خضعت لفحوص طبية اظهرت، الجمعة الماضي، انها مصابة بالتهاب رئوي، فباشرت بتناول المضادات الحيوية، وتم نصحها بتخفيف جدول اعمالها حتى تعافيها من المرض. واضافت الطبيبة انه على اثر حادثة اول من امس، تغلبت كلينتون على جفاف السوائل الذي كان اصابها، وبدأت ترتاح وتستعيد عافيتها بشكل جيد.
لكن البيان، وعلى رغم انه طمأن الديموقراطيين، اثار اسئلة لناحية اسلوب حملة كلينتون في التستر على شؤونها الشخصية، فاذا اتضح انها مصابة بالتهاب رئوي الجمعة، لما الانتظار حتى تنهار علنا الاحد قبل كشف الامر الى العامة؟
بدوره،قال ترامب، أمس، إن «الصحة تمثل مسألة مهمة في الحملة الانتخابية».
وفي مقابلة هاتفية مع «فوكس نيوز» أمل ترامب «أن تتعافى وتعود للدرب وأن أراها في المناظرة».
وبسؤاله عما إذا كانت صحة المرشحين مسألة مهمة قال: «أعتقد أنها مسألة مهمة. في الحقيقة... في الأسبوع الماضي خضعت لفحص... وعندما تظهر الأرقام سأصدر أرقاما دقيقة جدا جدا».
على ان حادثة انهيار كلينتون، البالغة من العمر ٦٨ عاما، فتحت نقاشا انتخابيا جديدا لناحية مصارحة المرشحين للناخبين حول امورهم الشخصية، بما في ذلك تاريخيهما الصحي. وفي حالة ترامب، البالغ من العمر ٧٠ عاما، فهو يعاني من السمنة والأكل غير الصحي، ولا يبدو انه يمارس اي رياضة، حسب المتابعين له، وعندما طالبه الاميركيون بنشر تقاريره الصحية، نشر تقريرا صادرا عن طبيب معدة صديقه توقف عن مزاولة المهنة منذ فترة، وجاء في التقرير ان صحة المرشح الجمهوري هي الافضل بين كل المرشحين والرؤساء في تاريخ اميركا. واثار تقرير ترامب الصحي السخرية بدلا من ان يهدئ من حشرية الاميركيين.
في هذه الاثناء، يستعد المرشحان للمناظرة الرئاسية الأولى المقررة في ٢٥ الجاري. ويأمل فريق كلينتون في ان تقدم المناظرة فرصة لاظهارها متفوقة عليه صحيا وفكريا.