يفترض ان يدخل وقف النار في سوريا بموجب الاتفاق الاميركي-الروسي الذي تم التوصل اليه في وقت متقدم الجمعة، حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة 7:00 مساء اليوم بالتوقيت المحلي (16،00 بتوقيت غرينيتش). ولكن عشية هذه الهدنة، تصاعد القتال في محاولة من الاطراف لتحسين وضعهم على الجبهات. ورحبت دمشق وطهران وانقرة وباريس ولندن والاتحاد الاوروبي بالاتفاق، بينما راوحت ردود المعارضة بين الترحيب المشروط بالاتفاق والتشكيك في قدرته على الصمود والخيبة من بنوده .
ويبدأ مفعول الهدنة في اليوم الاول من عيد الاضحى. وقال المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني إن هدنة أولى لمدة ثمان وأربعين ساعة مقررة ستبدأ الساعة 19,00 اليوم. وفي حال صمودها سيتم تمديدها 48 ساعة اضافية كما اوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تفاوض مع نظيره الاميركي جون كيري، على الاتفاق.
ويتطرق الاتفاق الذي اعلنه كيري ولافروف الجمعة في جنيف، في احدى نقاطه الى مدينة حلب التي تشهد وضعاً انسانياً مروعاً وتسيطر قوات النظام على احيائها الغربية في حين يسيطر المعارضون على احيائها الشرقية التي يحاصرها النظام.
وينص الاتفاق على الانسحاب من طريق الكاستيلو بما سيؤدي الى منطقة خالية من السلاح. وكانت الفصائل المقاتلة تستخدم هذه الطريق في حلب للتموين قبل ان تسيطر عليها قوات النظام.
وبموجب الاتفاق، ستحدد مناطق وجود "المعارضة المعتدلة" بدقة وتفصل عن مناطق "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا قبل ان تعلن فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة").
ومن أبرز نقاط الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية الى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما فيها حلب.
وبعد مرور سبعة أيام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس شن غارات جوية مشتركة على "جبهة فتح الشام" وتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).
واعلن لافروف بدء العمل في 12 أيلول على إقامة مركز مشترك للتحقق من تطبيق الهدنة، على ان تشمل التحضيرات تبادل المعلومات وتحديد مناطق وجود "جبهة النصرة" والمعارضة.
وحذرت الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة من "عواقب وخيمة" إن تعاونوا مع "جبهة فتح الشام" التي قاتلت إلى جانب مجموعة من الفصائل المسلحة من المعارضة الرئيسية والإسلامية في معارك عدة طاحنة في الأسابيع الأخيرة في جنوب حلب.
ويدعو الاتفاق الاميركي- الروسي مقاتلي المعارضة الى ان ينأوا بأنفسهم تماما عن الجهاديين الذين يتحالفون معهم في محافظتي إدلب وحلب.

 

المعارضة
وكشف نص كتاب أكده مسؤولان من المعارضة السورية أن فصائل المعارضة أبلغت الولايات المتحدة انها "ستتعاون بشكل إيجابي" مع بنود وقف النار، لكنها أبدت تحفظات عن بعض تفاصيله.
وجاء في الكتاب أن الاتفاق تجاهل المناطق المحاصرة وطالب بإيصال المساعدات إلى جميع هذه المناطق من دون استثناء. وعبر عن القلق لخلو الاتفاق من ضمانات أو آليات للمراقبة أو عقوبات على من ينتهك بنوده.
كما عبر عن القلق من عبارات في الاتفاق تشير إلى أن طائرات الحكومة السورية لن تمنع من التحليق حتى زهاء تسعة أيام بعد بدء تنفيذ وقف النار.
ورأى أن استبعاد "جبهة فتح الشام" من الاتفاق من دون استبعاد الفصائل الشيعية يظهر "ازدواجاً في المعايير" ويضعف فرص نجاحه.
وفي مدينة دوما بريف دمشق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والمحاصرة منذ 2013، أعلن المجلس المحلي الذي يدير شؤون المدنيين في بيان تأييده للهدنة، داعيا الى السلام.
أما حركة "أحرار الشام" إحدى كبرى الجماعات الإسلامية بين فصائل المعارضة التي قاتلت إلى جانب "جبهة فتح الشام"، فإنها لم تعلق بعد على الاتفاق، لكنها ستصدر بيانا في وقت لاحق مع جماعات أخرى.