أعلنت الحكومة السورية السبت موافقتها على اتفاق الهدنة في سورية الذي توصل إليه مساء الجمعة وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، معربة عن ترحيبها بما توصل إليه الطرفان.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن "الاتفاق بكامله تم بعلم الحكومة السورية ووافقت عليه."
من جهة أخرى، قالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم أبرز مكونات المعارضة والفصائل المقاتلة السورية إنها "لم تتسلم أي نص رسمي من الاتفاق الأميركي الروسي، وفي حال استلامه ستجري الهيئة دراسة تفاصيله ومعرفة آليات وضمانات تطبيقه".
وأوضحت "قبل إعطاء أي رد رسمي ستجتمع الهيئة مع المكونات السياسية والمدنية وقيادات الجيش الحر والفصائل الثورية للتشاور في هذا الأمر".
آخر تحديث ( 15:23 تغ)
أعلنت وزارة الخارجية التركية السبت ترحيب أنقرة بالاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا في جنيف للبدء في هدنة في سورية ستسهل نقل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأفاد بيان أصدرته الوزارة بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "تابع عن كثب" المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق في جنيف.
وحسب الخارجية التركية فإن البلاد ستواصل الجهود "حتى يعيش الناس في حلب وفي كل المناطق السورية في سلام دائم من دون مواجهات أو مشاكل."
آخر تحديث: (11:23 تغ)
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على خطة لإرساء وقف لإطلاق النار في سورية، ووضع أسس عملية السلام.
وأعرب كيري في مؤتمر صحافي مشترك إلى جانب نظيره الروسي سيرغي لافروف بعد يوم من محادثات ماراثونية في جنيف حول الأزمة السورية، عن اعتقاده بأن الخطة ستقود إلى محادثات "لإنهاء النزاع".
وقال إن واشنطن وموسكو اتفقتا على مجموعة خطوات لحل الأزمة السورية، تتعلق بوقف لإطلاق النار يبدأ سريانه الاثنين 12 أيلول/سبتمبر ويستمر مدة سبعة أيام.
وأضاف كيري أن الاتفاق يشمل ضغط روسيا على قوات النظام للتوقف عند الحدود التي هي عليها الآن، وأن تقوم الولايات المتحدة والدول الأخرى بالضغط على المعارضة لمنع تقدمها على الأرض.
وسيكون طريق الكاستيلو القريب من حلب منطقة عازلة لضمان تمرير المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في مناطق المحافظة المختلفة، وفق ما أفاد به كيري.
وأوضح كيري أن موسكو وواشنطن اتفقنا على أن يصل النظام السوري إلى نقطة لا يقوم فيها بطلعات جوية في مناطق المعارضة التي تتفق عليها واشنطن وموسكو، وعندما يتم ترتيب هذه الأمور، فإن النظام لن يستطيع مهاجمة المعارضة تحت غطاء محاربة النصرة.
وأكد كيري أن الهجمات الجوية العشوائية التي ينفذها النظام السوري تسببت في موجات الهجرة واستئناف الأعمال العدائية مؤخرا.
النصرة وداعش
ويتضمن الاتفاق الأميركي الروسي أيضا على خطوات أخرى لخفض مستويات العنف في سورية، وبدء العمل على تنفيذ ضربات ضد جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وأكد كيري أن ملاحقة النصرة ليس تنازلا لأي طرف، إنما هو مصلحة أميركية لاستهداف القاعدة والمرتبطين بها، وهي النصرة التي تعارض الانتقال السياسي، وهي عدو للمعارضة المشروعة في سورية.
وأشار كيري إلى أن النصرة تخطط لأبعد من الحدود السورية، وشن هجمات ضد الولايات المتحدة، ويجب "أن نفكر بطرق استراتيجية، كي لا يستخدموا قصف النظام العشوائي لكسب الناس لصالحهم".
وبين كيري أن واشنطن وموسكو بحاجة إلى سبعة أيام من الالتزام بوقف الأعمال القتالية "لإقناع الشعب والمعارضة بأن أفعال النظام ستكون منسجمة مع الكلام الذي نقوله"، مشيرا إلى أن الهدنة ستبدأ في عيد الأضحى.
وشدد كيري على أن نجاح وقف إطلاق الناري وخفض العنف سيمكن من وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وخاصة حلب، "وإذا أصبحت حلب بحالة سلام فإن إمكانيات الحل تكون مشرقة، وعكس ذلك سيكون كئيبا".
وبموجب الاتفاق فإن قوى المعارضة أو القوات النظامية يجب أن لا تقوم باي أعمال لاستعادة أراض خسرتها في المعارك السابقة، حسب كيري الذي أشار إلى أن عقوبات ستفرض على من يعرقل نجاح الاتفاق.
وأكد كيري للصحافيين أن سبعة أيام من وقف إطلاق النار كافية لتتمكن أميركا وروسيا من العمل معا على هزيمة داعش والنصرة، "وإذا أرادت المعارضة إثبات شرعيتها عليها الابتعاد عن داعش، وعلى موسكو أن تتأكد من التزام دمشق بما تم الاتفاق عليه بشأن الطلعات الجوية".
وبين كيري أنه في الوقت الذي سينخفض فيه مستوى العنف في سورية فإن موسكو وواشنطن ستتخذان خطوات لهزيمة المجموعات الإرهابية التي صعبت حياة المدنيين.
وتابع قوله: "إن الأزمة في سورية معقدة جدا وبسيطة بنفس الوقت، فالحل سهل لأننا نعرف أسباب التعقيد مثل وحشية المتشددين، وهناك يبرز خيار بسيط بين السلام والحرب وبين المعاناة الانسانية والإغاثة الإنسانية وبين الانهيار المستمر للمجتمع القديم وبناء أمة حديثة".
وقال لافروف من جهته "إن جملة من الاجتماعات انعقدت وتوجت الليلة بهذا العمل الطويل الذي مر بصعوبات عدة على الميدان".
وأضاف لافروف أن "هناك الكثير من الأطراف المعنية في سورية وخارجها، وهذا الأمر لم يساعدنا، وانعدام الثقة بين الأميركيين والروس في المسألة السورية لم يساعد"، مؤكدا أن عدم الثقة لا يزال موجودا بين الطرفين بشأن الصراع في سورية.
وأشار لافروف إلى أن هناك أطرافا سعيدة بهذا الاتفاق حيث "ستفرض عقوبات بعد اجتماع رؤسائنا واجتماعنا نحن، وعبرنا عن موقفنا بوضوح والمسألة السورية ليس فيها نقاش، وبالنسبة لروسيا وأميركا فإن من مسؤوليتنا أن نلتئم مع أصدقائنا في العالم لإيجاد الظروف المناسبة لإنهاء هذه الأزمة".
وكشف لافروف عن انجاز خمس وثائق للتعرف على الخطوات اللازمة لهزيمة المتطرفين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب، ووقف إطلاق النار بما يولد الظروف المناسبة، لمباحثات السلام.
وبين لافروف أن "الخطوة الأولى هي إعادة التأكيد على وقف إطلاق النار، وأخذ كل الخطوات اللازمة للتأكد من أن وقف الأعمال العدائية سيدوم 48 ساعة على الأقل، ثم يدوم بعدها أكثر".
وبعد سبعة أيام على وقف إطلاق النار، قال لافروف، "سنؤسس مركز مراقبة لتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية والنظر في الفصل بين المعارضة المعتدلة وغير المعتدلة، وستكون هناك ضربات موجهة للإرهابيين وستقوم بها الولايات المتحدة وروسيا".
وأكد لافروف أن واشنطن وموسكو سينسقان "المناطق التي ستشهد ضربات جوية، وهذه المناطق لن تتحرك فيها سوى القوات الروسية والأميركية وقوات النظام ستتحرك خارجها، وأريد التأكيد أن فصل الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة على الأرض أمر ملح".
وأشار لافروف إلى أن الوثائق التي أنجزت تتضمن تفاصيل تتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة خاصة في حلب بشرقه وغربه، "ووضعنا إجراءات للتعامل مع خروقات وقف إطلاق الناري الذي سيبدأ يوم 12 سبتمبر".
المصدر: موقع الحرة