على خُطى كبيرهم الذي علّمهم التفجير والإرهاب والترهيب، تتتابع جرائم أتباع نظام الأسد المحليين فصولاً وتتكشف ارتكاباتهم الإرهابية الواحدة تلو الأخرى. فبعد ضبط متفجرات الإرهابي الأسدي ميشال سماحة وعملية التفجير الأسدية المزدوجة التي استهدفت مسجدي التقوى والسلام في طرابلس والتثبت من ضلوع مرافق علي عيد بارتكابها، عملية إرهابية جديدة تكشفت خيوطها بالأمس لتوثّق باعترافات مرتكبها تنفيذ مرافق الوزير السابق وئام وهاب تفجير «مجدل عنجر» الذي وقع مطلع الأسبوع الفائت وأصاب 3 شقيقات سوريات بجروح فضلاً عن تضرر سيارة محمد عبد الخالق المستهدف بالتفجير، وغيرها من الأضرار المادية التي لحقت بالسيارات والمنازل والمحال التجارية المجاورة نتيجة التفجير.

وفي تفاصيل القضية التي تفرّد موقع جريدة «المستقبل» في كشف النقاب عنها ظهر أمس، أنّ شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وبنتيجة التحقيقات الأمنية والتقنية التي أجرتها حول تفجير «مجدل عنجر»، أقدمت أول من أمس على توقيف مرافق وهاب المدعو هشام بو دياب بناءً على إشارة قضائية بعد التثبّت من وقوفه خلف التفجير. وخلال التحقيق معه اعترف بو دياب بتنفيذ العملية التفجيرية الإرهابية من دون أن يؤكد تلقيه أمر التنفيذ من وهاب شخصياً، مبرراً فعلته الإجرامية بأنها أتت من تلقاء نفسه على اعتبار أنه أراد من خلالها أن «يبيّض» وجهه مع معلّمه بتفجير سيارة عبد الخالق رداً على رفعه يافطة في «مجدل عنجر» للتنديد بعبارات القدح والذم التي كان قد توجه بها وهاب خلال إطلالته المتلفزة عبر برنامج «كلام الناس» إلى ابن البلدة قاسم حمود.

وإلى بو دياب المنتمي إلى «حزب التوحيد العربي»، أوقفت شعبة المعلومات كذلك عنصراً آخر ضالعاً في الجريمة من آل عبد الخالق وهو أحد أفراد خلية حزبية تابعة لوهاب في بلدة مجدل عنجر، بينما تم تسطير بلاغ بحث وتحرّ بحق عنصر ثالث يرجح ضلوعه مع بو دياب وعبد الخالق في ارتكاب التفجير، وسرعان ما سرت معلومات في وقت لاحق عن توقيفه من قبل الأمن العام أثناء محاولة فراره إلى الأراضي السورية، على أن يُصار بعد انتهاء التحقيقات معهم إلى إحالة الموقوفين الثلاثة إلى القضاء المختص لإجراء المقتضى القانوني بحقهم.

وإثر افتضاح أمر مرافقه وشيوع خبر توقيفه، شنّ وهاب في سلسلة إطلالات إعلامية حملة قدح وذم شعواء بحق صحيفة «المستقبل» لكشفها الخبر وشعبة المعلومات لتوقيفها مرافقه مرتكب عملية تفجير «مجدل عنجر»، مع أنه خلص في محصلة تصريحاته إلى الاعتراف بارتكاب بو دياب الجريمة من خلال محاولته التقليل من شأنها وتسخيفها بالقول: «كل الموضوع أصبع ديناميت ما تعملوا منها قصة.. قد يكون مندفعاً بشكل شخصي». ثم ما لبث حزب «التوحيد» أن أصدر بياناً أكد فيه انتماء بو دياب إلى الحزب ونفى أن يكون مرافق وهاب، مع التركيز في المقابل على إغراق البيان بسيل من الأسئلة والاتهامات حول مسألة شيوع خبر توقيفه في معرض السعي إلى التعمية على واقع ارتكابه الجريمة.

.. وتوقيف خلية عبوة زحلة

تزامناً، أعلنت المديرية العامة للأمن العام تفكيك خلية على صلة بالعبوة التي انفجرت نهاية الشهر الفائت عند مستديرة كسارة في زحلة وكانت تستهدف الباصات التي تقل مناصري «حركة أمل» من البقاع إلى صور للمشاركة في الذكرى السنوية لتغييب الإمام موسى الصدر. وأوضحت المديرية في بيان أنها «في إطار مكافحة العمليات الإرهابية وبعد تكثيف التحريات والاستقصاءات، نفذت عملية أمنية نوعية أسفرت عن توقيف خلية تنتمي إلى إحدى التنظيمات الإرهابية التي نفذت عملية التفجير عند مستديرة كسارة - زحلة بتاريخ 31/8/2016، والتي أدت إلى مقتل إمرأة وجرح عدد من المواطنين. ونتيجة لاعترافات الموقوفين، داهمت قوة من الأمن العام شقة حيث ضبطت الجهاز الذي استخدم في تفجير العبوة عن بُعد، والسيارة التي استخدمها أفراد الخلية لنقل العبوة وهي من نوع رينو رابيد»، وختم البيان بالإشارة إلى أنّ «التحقيقات مستمرة مع الموقوفين بإشراف النيابة العامة المختصة والعمل جارٍ لتوقيف باقي المتورطين في التفجير»