في 18 تشرين الثاني 2014 أصدر محافظ بيروت القاضي زياد شبيب قرارًا بوقف العمل في مسلخ بيروت لحين إنتهاء أعمال التأهيل التي تبلغ كلفتها 600 ألف دولار، وقد كلّف مصلحتي الهندسة والمسالخ في بلدية بيروت بإقتراح مواقع بديلة لإقامة مسلخ جديد.
المسلخ لا يزال مقفلًا في ظل الخلاف حول مراعاته للشروط الصحية والبيئية، وبتاريخ الخامس من أيلول 2016 وصل إلى بلدية بيروت كتاب موقع من المحافظ زياد شبيب عدد 19318 يطلب فيه إعداد ما يلزم لإعادة فتح مسلخ بيروت لمدة أربعة أيام بمناسبة عيد الأضحى، وبنتيجته طلب المحافظ من البلدية صرف مبلغ قيمته أربعين مليون ليرة، عشرين منهم لعمال التنظيفات والبقية لمعالجة البقايا الذبحية.
هذا الخبر لم يمرّ مرور الكرام فبحسب الأهالي وعدد من ممثليهم في المجلس البلدي في بيروت، هذا المسلخ ما هو إلا "هنغار" لا يستوفي الشروط، فلا نظام تبريد فيه مطابق للمواصفات، ولا عمل الشاحنات التي تدخل وتخرج منها مراقب ويراعي الشروط الصحية، ولا حتى طريقة الذبح صحيحة ورمي البقايا يتم بشكل عشوائي.
وتشير بعض المعلومات إلى أن الأهالي لن يسكتوا بعد اليوم، فبالإضافة الى أزمة النفايات التي عادت من جديد، ومع تكدّس كل نفايات العاصمة على مساحة صغيرة في الكرنتينا، وتحديدًا على مسافة لا تتعدى الأمتار عن مسلخ بيروت، يبدو أن قرار إعادة فتح المسلخ، لمدة قصيرة، قد إتخذ رغم الخلاف الكبير الذي نشب في الإجتماع الذي عقده مجلس بلدية بيروت أمس وناقش خلاله من خارج جدول الأعمال طلب محافظ بيروت إعادة فتح المسلخ لمدة 4 أيام خلال فترة عيد الأضحى.
القرار الذي مُرِّر على مرحلتين، وفي جلستين (الثلاثاء والأربعاء) للمجلس البلدي لمدينة بيروت، أثار الإعتراضات من قبل أعضاء في المجلس نفسه، حول كيفية فتح المسلخ بمواصفاته الراهنة وعدم إستيفائه الشروط الصحية، وحول مبلغ الأربعين مليون ليرة الذي خصص لأعمال النظافة لأربعة أيام فقط.
وقد علل المعترضون رفضهم، إضافة إلى رفضهم لمبدأ السلفتين "بسبب موقع المسلخ الموجود في بيئة غير صحية وغير صالحة نهائيًا لأعمال الذبح، وعدم مطابقته للمواصفات الفنية والبيئية والصحية وأدنى معايير السلامة العامة، وعدم تنفيذ كل البنود الواردة في كتاب مدير مصلحة المسالخ بالتكليف لغاية تاريخه وعدم ورود التقارير الإيجابية التي تجيز فتح المسلخ من وزارات الصحة والزراعة والبيئة".
وتذكّر أوساط الرافضين لإعادة فتح المسلخ بما أعلنه وزير الزراعة أكرم شهيب في العام الماضي حينما أكد ان ما جرى تأهيله في مسلخ بيروت لا يتعدّى ترميم منشآت وتحسينات شكليّة، مشيرًا إلى غياب الشروط الضرورية للمسالخ التي تدفع إلى إتخاذ قرار إعادة فتحه.
لم ينسَ بعد المواطنون مشهد الجرذان النافقة في محيط المسلخ ولا بقايا اللحوم غير الصالحة ليضاف إليها اليوم سموم النفايات على ضفاف نهر بيروت مقابل المسلخ مباشرة.
هذه الأمور تدفع الى التساؤل: لماذا لم يتدارك المحافظ موعد عيد الأضحى وطلب التعاقد مع مسالخ بمواصفات خاصة، ولماذا هذا التوقيت بالذات؟
وما هو موقف وزارة الصحة من إعادة فتح مسلخ في ظل ظروفه الراهنة، من دون إتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية صحة المواطنين وسلامتهم؟