لم تولد النجمة هيفا وهبي، وملعقة الذهب في فمها، بل عاشت الصعاب، وتربّت في منزل صغير مع عدد كبير من أفراد أسرتها، لم تكن حياتها أو طفولتها كما باقي الأطفال خصوصاً أنها عاشت الحرب الطائفية في لبنان أي أنها عانت كما معظم الشعب اللبناني. وكانت هيفا تسكن مع أمّها (سيدة) في شقة أقل من عادية في بيروت قريبة من الصنائع.
كثر يعتقدون أن حياة النجم سهلة للغاية، وبأنه من يوم ولادته يتمتع بحياة رائعة، ولكنّهم لم يعلموا أن الفقر صنع منهم نجوماً، فعملوا وتعلّموا وذاقوا المرّ حتى وصلوا إلى نجوميتهم، أي أنهم عرفوا ما معنى الفقر وما معنى الغنى لذا نرى بعض النجوم العرب لا يحرمون أولادهم شيئاً كي لا يعيشوا عيشتهم الفقيرة.
هيفا كانت من بين هؤلاء النجوم الذين عانوا كثيراً، فحاولت بشتى الطرق أن تتخلّص من الفقر لم تكن النجومية هدفها في الحياة، ولم تكن تفكّر بها إطلاقاً، فعملت كبائعة عادية في محل للذهب، قبل أن تشارك في حفل ملكة جمال الجنوب وتربعت على عرش الجمال الجنوبي وفازت باللقب.
لقب الملكة فتح الأبواب أمام هيفا، فدخلت مجال عرض الأزياء الذي ساعدها أيضاً بالتعرف على عدد كبير من المنتجين والأشخاص المهمين، وقرّرت في النهاية دخول مجال الفن لتجرّب حظها، ولكنها لم تكن تعلم بأن الفن سيقودها إلى نجومية عربية مهمة جداً، فغنّت ومثّلت وقدمت عدداً من الكليبات، كما شاركت في لجنة تحكيم برنامج "شكلك مش غريب".
الصُدفة الإصرار والإجتهاد هم من خلّصوا هيفا من الفقر وجعلوها في قمة النجومية.
(الجرس)