شجارٌ بين ولدين انتهى بمقتل عريس قبل أن تكتملَ فرحته بعدما طُعن بسكين في قلبِه أوقفتْ عقارب عمره. قتل علي الحسن على يد جاره لسببٍ تافه، رغم تشبثه بالحياة ومقاومته الموت لساعة إلا انه في النهاية غلبَه، سلّم الروح في المستشفى الإسلامي بطرابلس تاركاً أحلامه في بركة دمه.
ابن البداوي لم يفرح بوظيفته الجديدة في شركة "للستانليس" في ضبيه التي شغلها قبل ثلاثة أشهر بعدما ترك عمله في الحدادة "عند عودته مساء أمس، فوجئ بإشكال بين عائلته وعائلة شحادة على خلفية شجارٍ بين ولدين من العائلتين، والذي بدلاً من حلّه حبيّاً تطور بين الكبار، تدخل علي وكانت النتيجة ان طعن بسكين في يده وأخرى في قلبه على يد ابرهيم شحاده قبل ان يفرَ الى جهة مجهولة، وينقل الى المستشفى حيث توفي"، بحسب مصدر أمني.
توترٌ كبيرٌ
قبل أن يصلَ خبر مقتل علي (48 عاماً) حصلت محاولة لتهدئة الامور، لكن كما أشار المصدر "ما إن أشيع خبر وفاته، حتى سارع آل الحسن الى حرق أربع سيارات تعود لعائلة القاتل، تدخل الجيش على الفور، اوقف سمير شقيق ابرهيم واخرج آل شحادة من الحارة بعد تهديدات آل الحسن لهم، كما نفذت عمليات دهم في البداوي بحثاً عن المشاركين في الإشكال واليوم عزز من إنتشاره بسبب التوتر الكبير في المنطقة ".
ضحية قبل العيد
جيران الأمس أعداء اليوم، مصطفى شقيق علي في حالة حزن شديد، لا يصدق انه خسر في لحظة رفيق العمر، والسبب استفزازي كما قال لـ"النهار": "أملك محلاً للكمبيوتر اعتاد ابني رمزي ذو الست سنوات وأولاد شقيق ابرهيم محمد ونور اللعب فيه، كانوا كالأخوة، لم اتوقع يوماً ان يصبح بيننا دم، وان يقتل أعز الناس الي على يد عمهم". ولفت إلى أن "علي كان يحضر لعرسه بعدما أجله قبل اسابيع بسبب وفاة ابن شقيقي العشريني جراء المرض، كان ينوي الزواج في عد عيد الاضحى، فوقع ضحية اشكال لا علاقة له به".
"انتظرَ علي طويلاً يوم فرحته، ساعدناه في اتمام منزله وفرشه، قبل وفاته طلبَ مني احضار أغراض له، لم يسعفني الوقت كي ألبّي طلبه، وما يحزُّ في قلبي انه شابٌ هادئ يبتعد عن المشاكل، يحب الجميع، فكيف بجاره، لكن، ويا للأسف، غدره وطعنه في قلبه".
إصبع الاتهام
القوى الأمنية فتحت تحقيقاً في الحادث، في حين وضع مصطفى المسؤولية على الدولة التي كما قال: " تتهاون مع الجميع شرط ألا يكون داعشياً، اشكال استمر ساعة لم يقترب اي عنصر امني حتى انتهى، وكما معروف فإن إبرهيم استفزازي متروك بين الناس يسرح ويمرح حتى دفعنا نحن الثمن دماء شقيقنا".
ظهر اليوم ووري علي بدلاً من أن يسكن منزل الزوجية الذي أمضى سنوات من عمره في تجهيزه!
المصدر: "النهار"