لا شك في أن شهر أيلول يُعد كابوسًا بالنسبة إلى العائلات اللبنانية، فهذا الشهر يُعتبر إمتدادًا لفصول الغلاء المعيشي في لبنان، والمستمر عبر الأيام والأسابيع والشهور.
في هذا الشهر، تطل المدارس من بوابة التجهيزات وليس العلم، وعلى مبدأ أن كل شيء في لبنان تصاعدي، تستغل المدارس سلسلة الرتب والرواتب والغلاء لزيادة رسوم التسجيل.
فالاقساط المدرسية لهذا العام، ورغم تأكيد المسؤولين التربويين عدم زيادتها، ورغم إمكانية التقسيط الشهري ودراسة أوضاع بعض الحالات الصعبة، فإنها تصل في إحدى المدارس الخاصة في صفوف الروضة الأولى والثانية إلى حوالى خمسة ملايين ليرة لبنانية، والتمهيدية ما بين خمسة وستة ملايين ليرة لبنانية، والصفوف الأساسية ما بين الستة والستة ملايين ونصف المليون ليرة، أما الصفوف الثانوية فتبدأ من ستة ملايين ليرة وتنتهي بسبعة ملايين ليرة لبنانية.
"وكأن الأقساط لا تكفي"
أما عن أسعار الكتب، فحدث ولا حرج، فالكتب الأجنبية تسعر باليورو ويصار إلى تغييرها سنويًا، فلا يتمكن الأخ الأصغر من الإستفادة من كتب الأخ الأكبر، عدا عن القرطاسية العصرية والحقائب المميزة التي تتنافس المكتبات الكبرى في عرضها عبر اللوحات الإعلانية التي تجتاح الطرق في محاولة لإستدراج الطلاب إليها.
والعبء الأكبر لدى الأهل، حين يتم تغيير الطبعات ودور النشر من عام إلى آخر في المدرسة ذاتها وخصوصًا بالنسبة إلى كتب اللغات الاجنبية، فلا تصلح طبعة العام السابق للعام الحالي، إضافةً إلى دفاتر التطبيقات الإلزامية، بينما كتب اللغة العربية وكتب التاريخ والجغرافيا فأسعارها معقولة، ولا تقارن بالدفاتر والأقلام المستوردة، ولجان الأهل في المدرسة لا تملك قدرة على ضبط أسعار الكتب، ففي بعض الأحيان يكون هناك إحتكار خصوصًا أن 5 في المئة فقط من المدارس الخاصة في لبنان تبيع الكتب داخل المدرسة، ويتم إجبار الأهل على شراء الطبعات الحديثة، وبالتالي لا تستفيد من الكتب المستعملة مع العلم أن الإختلاف بين الطبعة القديمة والجديدة يكون شبه معدوم أو يقتصر على صفحة واحدة تقريبًا.
ومن هنا يجب تشديد الرقابة على أسعار الكتب يجب أن تكون من قبل مصلحة حماية المستهلك التابعة لوزارة التربية.
"نغمة" الأقساط والكتب تتكرر عامًا تلو الآخر، فهل من يكترث لهذه المأساة المتكررة؟
وإلى متى سيبقى العام الدراسي رهن التجاذبات السياسية المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب؟ ومتى ستتحرك وزارة الإقتصاد لتفرض الرقابة على تغيير طبعة الكتب وسعرها؟