رفض وزير التنمية الادارية نبيل دو فريج التكهّن حول مصير جلسة الحكومة اليوم والجلسات المقبلة، وأكّد انه "شخصياً ضد تعليق الجلسات لأن الاستمرار بتسيير الشؤون الحياتية والمطلبية للمواطنين مسؤولية ينبغي عدم التخلّي عنها في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها لبنان".
واعتبر دو فريج، في تصريح ان "الطريقة التي يتعاطى بها الوزير جبران باسيل تحديداً من موقعها كرئيس لـ"التيار الوطني الحر" لن يكون لها اي مفعول سوى دفع المزيد من المسيحيين نحو الهجرة"، ورأى انه "ليس بهذا الأسلوب يؤمّن الوجود ويتم تحصيل الحقوق المسيحية"، معتبراً "اننا كمسيحيين يجب ان نعرف حدودنا تماماً كما يجب على الآخر ان يعرف حدوده".
وشدد دو فريج على ان "لبنان وُجد منذ تكوينه على صيغة العيش المشترك، وأتى اتفاق الطائف عام 1990 ليمثّل صيغة جديدة لهذا العيش المشترك، حيث كان المسلمون ولا زالوا اكثرية لكنّهم ارتضوا بالمناصفة بينهم وبين المسيحيين"، ولفت الى ان "سلوك التحدي الجارح الذي يعتمده الوزير جبران باسيل يهدد هذه الصيغة اللبنانية ولا يخدم لبنان الاعتدال بل على العكس"، مشيراً الى ان «الخوف كل الخوف من ان يجرّ كلام باسيل المتطرّف الآخرين الى ردود فعل متطرفة قد لا تكون نتائجها في الحسبان اليوم".
ورأى دو فريج ان السبيل الوحيد لانقاذ لبنان من هذه الأزمة المستفحلة اليوم هو العودة الى منطق الاعتدال في الخطاب والسلوك السياسي، ودعم منطق الديموقراطية التوافقية التي بني عليها لبنان تاريخياً لحفظ حقوق جميع المكونات".
ورداً على سؤال حول امكان الدفع بلبنان باتجاه الفيدرالية كنتيجة لحال الشلل والتعطيل التام التي وصلت اليها الأمور فيه، اكّد دو فريج ان "الفيدرالية كانت لتكون ممتازة من الناحية الانمائية لكل المناطق اللبنانية، وهي رائعة على الورق، غير ان تطبيقها في لبنان مستحيل من الناحية الجغرافية والديموغرافية بصورة خاصة".
وختم دو فريج بالتأكيد على ان «الهدف الواضح من التصعيد العوني هو خلق حالة شعبوية، وهو جنون سياسي خطير على الوضع الأمني والاقتصادي في لبنان".
النهار الكويتية