تتخذ العلاقات السعودية-الإيرانية حاليا طابعا يتسم بالتوتر، لتعارض سياسات الدولتين الإقليمية وتضارب مصالحهما بالشرق الأوسط في كل من اليمن وسورية والعراق.
وكانت آخر ملامح العلاقة المتوترة اتهام ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، إيران بـ"تسييس الحج، وتحويله إلى شعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج".
وفي الوقت نفسه، اتهم أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، السعودية بالسعي لـ"تخريب جميع الجسور" مع بلاده "بشكل جنوني، وكأنها تريد الذهاب نحو الحرب" مع إيران.
لماذا اتسمت العلاقات بين البلدين بالتوتر الدائم طوال تاريخهما الدبلوماسي؟
- تفسير معاني الإسلام
رغم أن الدين الإسلامي يلعب دورا محوريا في الدولتين السعودية والإيرانية، إلا أن هناك انقسامات عميقة بشأن تفسير معاني الإسلام.
فبينما تعترف السعودية بالإسلام السني مذهبا لها، وتتخذ من العلماء الوهابيين (السلفيين) مصدرا أساسيا للتشريع الديني، تدين الجمهورية الإيرانية بالمذهب الإثنى عشري الشيعي، وتتخذ من "المرشد الأعلى" قائدا لها، وهو أعلى سلطة دينية في البلاد.
ويعتقد البعض أن الخلاف بين المذهبين، السني والشيعي، أدى إلى تأجيج الصراع بين السعودية وإيران، خاصة بعد ثورة عام 1979 الإسلامية في إيران، التي استبدلت النظام الملكي بآخر جمهوري على أسس دينية.
- تدافع أم قتل؟
وظهرت معالم هذا التوتر العميق في موت حوالي 200 حاجٍ إيراني بمدينة مكة في موسم الحج لعام 1987 نتيجة مواجهات مع رجال شرطة سعوديين، على إثر قيام الوفد الإيراني بمظاهرات تندد بدعم السعودية في تلك الفترة للعراق أثناء الحرب العراقية-الإيرانية.
ورغم صدور تقارير إيرانية رسمية تتهم السلطات السعودية بإطلاق النار على تلك المظاهرات، صرح الجانب السعودي أنه "لم تُطلق رصاصة واحدة"، وأن مقتل الحجاج الإيرانيين سببه "التدافع".
وأدت الحادثة إلى اندلاع مظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران، هوجمت خلالها السفارة السعودية، ما أدى إلى مقتل دبلوماسي سعودي.
وترتب على تلك التوترات قطع العلاقات الدبلوماسية، واستمرت كذلك لمدة أربع سنوات.
- شيعة السعودية وسنة إيران
أرجعت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تزايد العداء ضد الأقلية الشيعية داخل السعودية، على مواقع التواصل الاجتماعي وفي خطب رجال الدين، إلى التوتر السياسي بين الدولتين.
وعلى الرغم من اتهام السعودية إيران بإثارة التوتر الطائفي في المملكة، يصف رجال الدين السعوديين المواطنين الشيعة بألفاظ كـ"الرافضة والهراطقة"، حسب الصحيفة.
وقامت السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر في كانون الثاني/يناير الماضي، بتهم ارتكاب "أعمال إرهابية"، وهو ما انتقدته منظمات حقوقية، واعتبره آخرون "انتقاما" من الجمهورية الإيرانية.
وتحدثت مجلة أتلانتك عن معاناة السُنّة المسلمين في إيران من التمييز. ففي تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، سُلط الضوء على مئات المسجونين السُنّة في إيران.
وبحسب المجلة، فإن الأقلية السنية، والمقدر عددها بمليون إيراني في طهران، تعاني من عدم وجود مساجد سنية بالعاصمة الإيرانية، إضافة إلى منع التعاليم السنية بالمدارس الحكومية، وعدم السماح ببناء مساجد أو مدارس سنية.
المصدر: موقع "الحرة"