تحوّل إنجاح موسم الحجّ وضمان أقصى درجات الأمان والسلامة للملايين المتدفّقة من كلّ أصقاع الأرض لأداء هذه الفريضة، إلى رهان سعودي غير منفصل عن المنافسة المحتدمة بين المملكة العربية السعودية وجارتها اللدودة إيران التي جرّت المناسبة الدينية إلى دائرة المزايدة السياسية من خلال تصريحات كبار قادتها على رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي الذي دعا إلى إعادة النظر في إدارة الحج عن طريق السعودية ما استدعى ردّا سعوديا عاصفا من جنس التصريح المستفزّ.
واعتبر المفتي العام للسعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الثلاثاء، أن تصريحات خامنئي “أمر غير مستغرب”، واصفا أتباع المرشد في إيران بأنهم من “أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة”.
وكان ولي العهد وزير الداخلية السعودي، الأمير محمد بن نايف، اعتبر، الاثنين، أن إيران تسعى “لتسييس الحج وتحويله إلى شعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج”.
وعلى هذه الخلفية من التراشق مع إيران أصبح إنجاح موسم الحج في مختلف جوانبه وخصوصا التنظيمية والأمنية بمثابة رهان سعودي كبير سخّرت الرياض مقدّرات ضخمة لكسبه.
وأعلن مصدر أمني سعودي، الإثنين، أن الدفاع المدني سيشارك بوحدات للإنقاذ الجبلي المصنف دوليا في حوادث انهيارات المباني في الحج ضمن تشكيلات قوة الطوارئ والإسناد والإنقاذ.
وأكد قائد قوات الطوارئ والإسناد بالحج، العميد حمود بن سليمان الفرج، في بيان له جاهزية قوات الطوارئ والإسناد لدعم قوات الدفاع المدني المشاركة في مكة والمشاعر المقدسة سواء من الناحية البشرية، أو الآلية، والتدخل المباشر لمواجهة حوادث المواد الخطرة، وانهيارات المباني، وحوادث الإنقاذ المائي، والجبلي، مدعومة بالآليات والمعدات الثقيلة التي قد يتطلبها الوضع.
وأوضح العميد حمود أن قوة الطوارئ والإسناد بالحج تضم عناصر من رجال الدفاع المدني موزعين على تشكيلات القوات، مشيرا إلى تخصص عناصر للإسناد البشري، فيما تم توزيع بقية القوة على الفرق والوحدات الميدانية مدعومة بسيارات حديثة تم تأمينها للبحث عن المحتجزين والمحاصرين تحت الأنقاض، وكذلك شاحنة مجهزة ومعدة للوسائل الخاصة، إضافة إلى وحدة مخصصة للمعدات الثقيلة تشمل رافعات وسيارات سلالم وونشات ومقطورات وشاحنات نقل، بالإضافة إلى وجود عيادة طبية مخصصة للمشاركين من قوات الطوارئ.
ولفت إلى أن فرق الطوارئ والإسناد لمواجهة المخاطر المشاركة في موسم الحج تخضع لعملية تدريب مستمرة على مدار العام، عن طريق برامج الدورات التي تقوم بها الإدارة العامة للتدريب داخل المملكة أو خارجها.
وجاءت تصريحات المسؤول السعودي غداة استعراض كبير لقوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم هذا العام أشرف عليه ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وحمل رسالة واضحة بشأن صرامة المملكة في كل ما يتصل بأمن الحجّ واستعدادها لمواجهة أي تهديد.
صحيفة العرب