بدأت البعض من التكهنات في بيروت تثير إمكانية انسحاب سعد الحريري من الحياة السياسية على رأس “تيار المستقبل” في لبنان.

ورغم قلّة المعلومات في هذا الشأن إلا أن العديد من المؤشرات بدأت تعزز من هذا الاحتمال رغم النفي الذي تردده أوساط التيار والاكتفاء بالحديث عن تغيرات كبرى تنتظر التيار في مؤتمره المزمع عقده في أكتوبر.

ويربط مراقبون بين تصاعد الحديث عن تخلي الحريري عن مناصبه السياسية وبين الأزمة المالية الحادة التي تضرب كافة المؤسسات التابعة لتيار المستقبل.

وقد توقفت هذه المؤسسات عن دفع رواتب الموظفين منذ أشهر وسرّحت موظفين آخرين، فيما تتحدث التقارير عن احتمال اللجوء إلى تسريح جماعي يطال أعدادا كبيرة تعمل في المؤسسات الإعلامية والحزبية للتيار.

وتجمع التحليلات المحلية في لبنان على اعتبار أزمة شركة “سعودي أوجيه” التي يملكها الحريري تعبيرا عن أزمة في علاقة الرياض مع الحريري.

ولا تلحظ معاملة السعودية للشركة الجانب السياسي الذي تمثله بالنسبة لزعيم تيار المستقبل، بما قد يُفسر على أنه سحب للرعاية التي أولتها السعودية للحريرية السياسية منذ عهد الراحل رفيق الحريري.

ويلفت مقربون من تيار المستقبل إلى أنه من الخطأ الحديث عن أن أزمة “سعودي أوجيه” تطال عائلة الحريري برمتها، ويؤكدون أن لا علاقة لبقية العائلة بالشركة كما لا علاقة للعائلة بالأداء السياسي لسعد الحريري وهي غير مشاركة في تمويل أنشطته وأنشطة تيار المستقبل.

ورغم أنه من المبكر استشراف مستقبل الحريرية السياسية من دون سعد الحريري، إلا أن المراقبين يرون أن مصير التيار متعلق بموقف السعودية التي خففت حضورها الدبلوماسي منذ انتهاء مهمة سفيرها في بيروت، ومتعلق بالشخصيات التي ستعتمد عليها الرياض داخل التيار أو خارجه.

وكانت الزيارة التي قام بها الحريري إلى تركيا واجتماعه بالرئيس رجب طيب أردوغان قد أثارا تكهنات حول ما إذا كان بصدد البحث عن سقف إقليمي بديل عن الرياض. بيد أن أوساطا مقرّبة من الحريري نفت الأمر تماما، وذكّرت بالزيارات التي قام بها الحريري إلى عواصم عربية وإسلامية من ضمن نشاطه.

وأكدت بأن العلاقات تاريخية بين عائلة الحريري والرياض وأنه لا يمكن أن تشوشها الأزمة الراهنة.

صحيفة العرب