إن الجيش الذي يضع في سلّم أولوياته الحفاظ على سلامة المواطن وحريته، يحرص في المقابل كلَّ الحرص على صون كرامة أبنائه، وهو لا يتوانى عن إتخاذ أقصى الإجراءات القانونية والفورية بحق المعتدين على العسكريين من دون إستثناء.. هذا بند أساسي من بنود قيادة الجيش في حفظ أمن لبنان.
من منا لا يتذكر أحداث عبرا التي أنهت ظاهرة أحمد الأسير في صيدا (23-24 حزيران عام 2013)، وإنهائها كلف المؤسسة العسكرية 18 شهيدا وحوالي الـ 100 جريح.
واليوم وبعد مرور سنتين تمّ تداول أخبار عن قرب تسليم الإرهابي الفار فضل شاكر إلى مخابرات الجيش اللبناني، على أن يتم تركه بعد يوم واحد، ليغادر بعدها الأراضي اللبنانية، وفق صفقة تم الحديث عنها مؤخرًا.
أخبار تسليم فضل شاكر نفسه، تم تداولها كثيرًا في العامين الماضيين، ولكنها اليوم باتت أقرب إلى الواقع، خصوصًا وأن عدد كبير من أنصار الأسير تم إخلاء سبيلهم بعد يومين من تسليم أنفسهم ومن بينهم شقيق فضل شاكر "أبو العبد شمندور".
ويقيم الإرهابي فضل شاكر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، ويتنقّل بحماية عناصر من تنظيم "جند الشام"، وهو أطل أكثر من مرة عبر الإعلام، ولكنه في آخر إطلالته، حاول أن يغيّر صورته كمتشدد والتي إنطبعت في أذهان الناس، حيث حلق ذقنه وحرص على إظهار صورة حفيده خلفه، للإيحاء بأنه يعيش حياة عائلية كسائر الناس، وأعلن يومها أنه لم يشارك في معارك عبرا ضد الجيش اللبناني في صيف 2013، متمنيًا العودة إلى الحياة الطبيعية، كما نفى أن يكون قد حرّض على الجيش، وإشتكى من كثرة منتحلي شخصيته عبر موقع التواصل الإجتماعي، مطالبًا القضاء بالكشف عنهم لكنه لم يكشف ما إذا كان سوف يعود إلى حياته الفنية.
وكانت المحكمة العسكرية في لبنان قد حكمت غيابيًا بالسجن على فضل شاكر 5 سنوات وغرامة مالية قدرها 500 ألف ليرة لبنانية وتجريده من حقوقه المدنية، بتهمة تعكير صلات لبنان بدولة عربية وإثارة النعرات والمس بسمعة المؤسسة العسكرية، كما حكمت عليه مسبقًا بالإعدام غيابيًا لتخلفه عن حضور المحاكمة.