«أنا ماكنتش عايز أقتله.. كنت بس بأدبه.. ضربته علشان يبطل يسرق.. بس مات فى إيدى.. الله يرحمه كان مغلبنى.. وكان عامل مشاكل مع الناس كلها»، يدخل المتهم «أحمد. ز» 50 سنة، قهوجى، فى نوبة بكاء بينما يبدأ فى سرد التفاصيل الكاملة لقتله ابنه «زيدان» 17 سنة، التى بدأت بمحاولة عقابه وانتهت بموته ثم دفنه فى مقبرة أسمنتية داخل شقته بمنطقة العمرانية.
مشهد قتل الابن لا يغيب عن ذهن الأب أثناء حديثه عن الجريمة أمام شريف صديق، وكيل نيابة حوادث جنوب الجيزة.
قال الأب أنه قام مرتين باحتجاز ابنه بالشقة كنوع من التأديب له إلا أنه كان يقوم بكسر النافذة ويهرب منها، وقبل قتله بأيام قليلة قام بسرقة «ريسيفر» منه وفر هارباً.
يتحدث المتهم مرة أخرى عن تفاصيل مقتل ابنه قائلاً إنه يوم الواقعة تلقى اتصالاً هاتفياً من طليقته تخبره بأن نجلهما سرق منها مبلغ 250 جنيهاً وهاتفاً محمولاً وخرج من المنزل، فطالبها بالبحث عنه والاستعانة بعمه «إسلام» لإحضاره إليه بشقته فى العمرانية، وبالفعل فور وصول الابن إلى منزله اصطحبه عمه على دراجة نارية وتوجه به إلى شقة والده، وما أن وصل حتى صفعه على وجهه قائلاً له: «ادخل يا ابن...».
وأضاف أنه قام بتقييد يديه من الخلف بسلك كهربائى وقدميه بحبل، فطالبه عمه «إسلام» بعدم ضربه أمامه وانصرف، فأحضر الأب سلك كهرباء وانهال على نجله بالضرب الذى استمر لمدة ربع ساعة حتى انتابه التعب، فأحضر كرسياً وجلس بجوار نجله ليستريح. واستكمل المتهم اعترافاته قائلاً إنه سأل نجله عن سبب سرقته لأموالهم ومتعلقاتهم ففاجأه بإجابته بأنه يتعاطى عقار التامول المخدر، فانتابته حالة غضب عارمة ظل يردد على أثرها قائلاً: «هو إحنا لاقيين ناكل عشان تتعاطى مخدرات» وانهال عليه بالضرب مرة أخرى لمدة ربع ساعة كاملة حتى سقط الابن على الأرض، فجلس بجانبه محاولاً إفاقته إلا أنه لم يستجب له فأحضر المياه وسكبها عليه إلا أنه لم يستعد وعيه أيضاً، فجلس بجواره حتى شعر بأن لون ابنه قد تحول إلى اللون الأزرق وعندما لمسه وجده بارداً جداً فظل جالساً حتى الساعة الثامنة صباحاً حتى تأكد من وفاة ابنه.
توقف المتهم للحظات عن الكلام وشردت عيناه فى أرجاء الغرفة أثناء تمثيله الجريمة حتى وقعتا على بقايا المقبرة الأسمنتية، وقال: «كانت تلك الطريقة الوحيدة التى توصل إليها تفكيرى لإخفاء الجثة، حيث قمت بشراء أسمنت وجبس وعدت إلى الشقة وخلطتهما بالمياه وصببتهما على الجثة حتى حولتها إلى مقبرة، وبعد عدة أيام مع انتفاخ الجثة بدأ الأسمنت فى التشقق فقمت بردمها بالأسمنت مرة أخرى وسد التشققات».
وعن كشف جريمته قال إن الرائحة التى انبعثت من المقبرة الأسمنتية أفشلت حيلته بالتخلص من الجثة، حيث بدأ الجيران فى سؤاله عن مصدر تلك الرائحة فأخبر أحدهم أنه ربما يكون كلباً ميتاً فى مكان قريب، إلا أن الرائحة بدأت فى الانتشار بشكل كبير فى الشارع بأكمله مما دفعه لإحضار كمية كبيرة من المعطرات والديتول والبخور لإخفاء الرائحة حتى صباح يوم الجمعة الماضى، لكنه فشل أيضاً مما دفعه إلى الهروب، ومكث لدى صديق له ببولاق الدكرور، حتى ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه، وتوجهت به إلى مبنى مديرية أمن الجيزة، وبمواجهته بالجريمة اعترف أمام اللواء هشام العراقى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتفاصيل الواقعة وشرح طريقة قتل ابنه. تلقى اللواء خالد شلبى، مدير الإدارة العامة للمباحث، إخطاراً من شرطة النجدة بعثور أهالى منطقة العمرانية على جثة مدفونة فى مقبرة أسمنتية، وعلى الفور انتقل فريق من المباحث، تحت قيادة اللواء هشام العراقى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى مكان الواقعة، وأجرت القوات المعاينة وتبين أن والد المجنى عليه وراء ارتكاب الواقعة، وتم مطاردة المتهم حتى تمكنت القوات من ضبطه، واعترف بارتكابه الواقعة، بسبب سوء سلوكه، وتمت إحالته للنيابة التى أصدرت قرارها السابق.
الوطن