ينتحر شخص واحد كل ثلاثة أيام في لبنان، وتشير التقديرات إلى زيادة نسبة الإنتحار في لبنان في العام الحالي بنسبة 25 في المئة مقارنة مع الأعوام السابقة، وتعود تلك الأرقام إلى مصادر قوى الأمن الداخلي.
فقد إستفاقت بيروت الثلاثاء الماضي على خبر إنتحار نورهان ح. إبنة العشرون عامًا في منطقة الصنائع في بيروت، كما عثر يومها أيضًا على جثة العميد المتقاعد في أمن الدولة سليمان صليبا وإلى جانبه مسدس حربي داخل غرفة نومه في منزله في حرش ثابت.
إقرأ أيضًا: الحلوة نورهان.. تطفئ شعلتها بنفسها في بيروت
كما فجعت الضاحية الجنوبية والجنوب نهار السبت الواقع في 3 أيلول بخبرين مفادهما إنتحار شاب في منزل والده في منطقة الليلكي، و يدعى أحمد ابراهيم و هو إبن بلدة حجولا - جبيل كما ذكرت مواقع إخبارية، و لكن ذكرت مصادر في وقت لاحق أنه توفي بعد إصابته بطلق ناري عن طريق الخطأ، وكذلك فُجعت بلدة رميش بخبر إنتحار الشاب جوني ريشا، وهو موظف في اليونيفيل، حيث عثر على جثته و تبيّن أنه أطلق النار على نفسه من سلاح وجد إلى جانبه داخل سيارة مستأجرة في الدكوانة، كانت متوقفة على الطريق البحرية في محلة البياضة في الناقورة.
من هنا تؤثر العوامل الإقتصادية والإجتماعية والسياسية على أحوال البلاد ومواطنيها، وتدفع بهم إلى اليأس والتعب لكنها لا تشكل وحدها سببًا كافيًا ومنطقيًا في أن يعتبر شباب في مقتبل العمر الحياة جبنًا ورعبًا.
ربّما علينا أن نفكّر أكثر في التغيّرات التي طالت فكرة الحياة والموت بحد ذاتها عند هؤلاء، في ظل الحروب والموت الرخيص والمجاني، في ظل إنعدام الثقافة والرؤية والهدف، في ظل عوالم افتراضية تسمح بأن نكتب على حيطان مَن ماتوا ونخاطبهم، وتسمح لنا بأن نغيب عن أصدقائنا وأحبابنا مكتفين بتعليقات وبـ «لايكات» على صفحاتهم، فلو لمست نورهان مثلًا هذا الكمّ من الحب الذي يظهره أصدقاؤها، ولو زاروها، وعانقوها، وحضّروا لها قطعاً من الحلوى، لربّما تردّدت في أن تغادرهم، وأن تتركهم.
لم تُعرف بعد أسباب انتحارهم، ولكن الأكيد أنهم رحلوا إلى خالقهم وخسرهم أهلهم ومحبوهم ومن عرفوهم، أما نحن فبقينا هنا، نختلف حول فكرة الإنتحار، هل هي شجاعة أم ضعف وإنكسار!؟ فقط فكّروا قبل فوات الأوان.
إقرأ أيضًا: إنتحار ابن خال النائب عباس هاشم