بعد 42 عاماً على مسحها الشامل للحوض نفسه، تعود صحيفة "السفير" إلى الليطاني وناسه المتروكين وحدهم، للإهمال وغياب الإنماء المتوازن بقاعاً وجنوباً، والذين حكم عليهم أولياء الأمور في الدولة اللبنانية بـ "الإعدام". يمضي الملف مع التفاصيل الحياتية للناس وقصصهم، مع النهر وذكرياتهم وكل مرافق حياتهم المعيشية والبيئية والصحية والاقتصادية، وحتى موتهم المرتبط به. والضرر لا يقع على أهل الحوض فقط بل يطال كل لبنان الذي يستهلك خيراته.

كيف تركت الدولة ربع مساحة لبنان للإهمال والتسيب منذ الاستقلال وحتى اليوم؟

تختصر الوقائع والمعطيات واقع الحال بـ:

* تراوح معدلات الإصابة بالسرطان عند سكان الحوض من ثلاثة إلى خمسة أضعاف المعدل العام في لبنان.

* تبلغ مساحته الإجمالية 2180 كيلومترا مربعا (20.8 في المئة من مساحة لبنان) منها 1468 كيلومترا مربعا في البقاع.

* تقع نحو 150 قرية وبلدة ومدينة بقاعاً وجنوباً على امتداد حوضه، ويقدر عدد سكانه بنحو مليون ونصف مليون نسمة.

* يتدفق إلى نهر الليطاني 263 مليون متر مكعب سنوياً.

* تبلغ سعة بحيرة القرعون 220 مليون متر مكعب سنوياً: 169 مليون متر مكعب للري وتوليد الطاقة الكهربائية و60 مليون متر مكعب للتخزين.

* يصب في ليطاني البقاع وحده 60 مليون متر مكعب من الصرف الصحي غير المعالج، والنفايات الصناعية السائلة لنحو 650 مؤسسة صناعية ومعمل ومزرعة. كما المجاري الصحية لكامل المناطق الجنوبية في الحوض.

* تحتوي مزروعات الحوض على 42 ضعف المعدلات المسموح بها من رواسب المعادن الثقيلة الضارة، بسبب المبيدات الزراعية، كما صنفت منتجاتها ملوثة بمياه الصرف الصحي المنزلي والصناعي، ورصدت آخر الدراسات تلوث الينابيع والآبار الجوفية في كامل الحوض.

(السفير)