لم يترك النظام وسيلة للقتل إلا واستعملها، من يمنعه طالما انه استخدم السلاح الكيميائي امام العالم ونجا من العقاب؟ وتزامناً مع الذكرى الثالثة لاستخدام هذا السلاح المحرم دولياً في الغوطة الشرقية وقتل أكثر من 1400 شخص دفعة واحدة، أظهرت مجموعة من الصور استخدام النظام قنابل "النابالم" الحارقة من دون أن نسمع ادانة حقوقية أو على الاقل "قلقاً" من الامين العام للامم المتحدة با كي مون، وكان قد سبق واستخدمها عام 2015 بشكل خجول مستهدفاً مدينة داريا بـ 13 قنبلة من نوع "النابالم".
اسلحة كيميائية، غازات سامة، صواريخ فراغية، براميل متفجرة، وأخيراً قنابل "النابالم"، ولم يعد غريباً على مسمعنا ان نشهد استخداماً للقنبلة النووية، فما يجري في سوريا لا يختلف عن الحربين الاولى الثانية، لكن بفارق واحد أن طرفاً واحداً يملك هذه الاسلحة المحرمة دولياً فيما الطرف الثاني لا يملك الحق في امتلاك اسلحة مضادة للطائرات.
وها هي صورة الطفلة الفيتنامية كيم فوك تتكرر مع اطفال سوريا، فصورتها وهي تركض عارية ومحترقة في العام 1972 كانت كافية لانهاء الحرب، لكن اليوم عشرات الصور تصل إلى العالم من دون أن يهز له جفن في محاسبة هذا النظام، واخيراً استخدم نظام الأسد قنابل "النابالم" في حي الوعر في محاولة منه لبسط سيناريو داريا نفسه، هي مدينة البراميل التي تحملت طوال فترة الحصار أكثر من 7 الاف برميل، فضلاً عن استهدافها بقنابل "النابالم" والصواريخ الفراغية، ورغم ذلك لم يستطع النظام أن يدخلها بل انتهت حكايتها بتسوية أفضت إلى خروج المسلحين والمدنيين نحو ادلب.
حرارة عالية
ويوضح العقيد السوري المنشق الطيار عبد الستار العساف لـ"النهار" أن "قنابل النابالم عبارة عن حاويات معدنية كبيرة، شكلها اسطواني مخروطي، توضع فيها مادة شديدة الاشتعال تكون مكوناتها سرية وفقاً للبلد الذي يستخدم هذا النوع من الاسلحة، ولحظة اصطدام الحاوية بالارض تتحطم ويؤدي الصاعق الى اشتعال المادة بداخلها فتتناثر وتنتشر في شكل سريع وتولد درجة حرارة عالية تصل الى 4 الاف درجة مئوية، حتى الحجارة تصهرها".
ويذكّر بأن "قنابل النابالم تم استخدامها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية"، لافتاً إلى انه استخدم هذا السلاح ايضاً في "اطفاء ابار النفط الكويتية، بعدما فشلت كل المحاولات التقليدية لاطفاء الحرائق، فالنابالم يشتعل ويستهلك كميات كبيرة من الاوكسجين ويولد ثاني اوكسيد الكربون، ما يؤدي الى سحب كميات الاوكسجين وبالتالي اطفاء النيران".
عسكرياً، يشير العساف إلى ان قنابل "النابالم"، "تستخدم لضرب الانفاق ولقدرتها التدميرية، فقنبلة واحدة تريح النظام وتساعده على الحرق والقتل وتفتيت الحجر في الوقت نفسه، وتستخدم للخنادق ايضا ولحرق الاراضي الزراعية وكل ما يمت للانسانية بصلة" . ومن الاضرار "ضيق في التنفس وتهيج في القصبات الهوائية وضرر في الرئتين، حروق من كل الدرجات، قد تنتهي بالموت، فقر دم، تأثر في العظام وامراض طويلة الامد"، وفق العساف.
ويذكّر العساف ببقية الاسلحة المحرمة دوليا التي استخدم النظام غالبيتها: "القنابل الحارقة التي تعتبر اقرب إلى القنابل النووي، وتعطي قدرة تدميرية هائلة ودرجة حرارة عالية جدا وطريقة اشتعالها تنتج هالة قريبة للقنبلة النووية، القنابل العنقودية وهي تتكون من عبوات ينطلق منها عدد كبير من القنابل الصغيرة وتنفجر فوق الهدف وتستخدم للهجوم على العربات والمدرعات والاشخاص، القنابل الفراغية التي تقوم بتفريغ الهدف من الهواء وغالباً تستخدم لضرب وتدمير المباني بسرعة تفوق سرعة الصوت، وتسبب ايضا العمى او ارتجاج بالدماغ او الصرع، الفوسفور الابيض وهو سلاح استخدمه النظام يقتل الانسان ويبقي منه فقط العظام، واذا لم يحرقه يؤدي الى تهيج في الرئة عند استنشاقه وتهيج في القصبات الهوائية، هو عبارة عن مادة شمعية شفافة بيضاء مائلة الى الاصفرار ورائحته قريبة لرائحة الثوم تصنع من الفوسفاد، الاسلحة النووية التي تعتمد على الانشطار النووي، الاسلحة الكيميائية وهي مواد سامة شديدة الفتك، الاسلحة البيولوجية وهي انواع من الباكتيريا او الفيروسات او الخمائر التي تنتشر في الهواء وتقتل الانسان".