قال إسحق بن إسرائيل، رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلي إن خسارة قمر صناعي إسرائيلي للاتصالات في انفجار صاروخ تنتجه شركة "سبيس إكس" في ولاية فلوريدا الأميركية وجهت ضربة قوية لصناعة أقمار الاتصالات الصناعية في البلاد، بحسب تعبيره. ودمر انفجار الصاروخ، وهو من الطراز فالكون 9 خلال تجربة إطلاق اعتيادية في كيب كنافيرال، القمر الصناعي عاموس-6 المملوك لشركة الاتصالات الفضائية قبل يومين من الموعد المحدد لحمله إلى الفضاء ووضعه في مداره.
وقال بن إسرائيل: "فيما يخص صناعة أقمار الاتصالات الصناعية الإسرائيلية، فهذه ضربة قوية جدا قد تجعل مستقبل الصناعة محل شك إذا لم يتم انتشالها من الوحل". وأضاف للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن صناعة قمر بديل قد تستغرق ثلاث سنوات، والقمر من صنع شركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء المملوكة للدولة. ووصف بن إسرائيل الحادثة بأنها "ضربة"، موضحا أن "القمر الصناعي التالي قد يأتي خلال ثلاث سنوات أو نحو ذلك إذا ما تمكنت شركة الاتصالات الفضائية من تجاوز الأزمة التي سوف تواجهها وقررت طلب صنع قمر آخر".
وكانت شركة بكين شينوي تكنولوجي الصينية وشركة الاتصالات الفضائية الإسرائيلية أعلنتا الأسبوع الماضي أن الشركة الصينية قررت شراء الشركة الإسرائيلية المشغلة للأقمار الصناعية مقابل 285 مليون دولار. وهوى سهم الشركة الإسرائيلية 8.9 بالمئة في بورصة تل أبيب، وأصدرت الشركة بيانا إلى البورصة قالت فيه إن "الخسارة الكاملة" للقمر الصناعي "سيكون لها تأثير كبير على الشركة".
ماذا جرى؟
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، وقع انفجار في موقع إطلاق صاروخ تابع لشركة "سبيس إكس" الخميس خلال اختبار روتيني للصاروخ، ما أدى إلى تدمير قمر "عاموس-6". وكانت "سبيس إكس" تستعد لإطلاق صاروخ "فالكون 9" غير المأهول عندما وقع الانفجار حوالي الساعة التاسعة صباحا، وفقا لوكالة "ناسا"، حيث كان الاختبار تجهيزا لإطلاق الصاروخ الذي كان مخططا له من قاعدة "كيب كانفرال" للقوات الجوية، القريبة من مركز كنيدي للفضاء التابع لـ"ناسا".
وقال متحدث باسم "سبيس إكس" إن سبب الانفجار "خارج عن المألوف"، وحدث أثناء محاولة تشغيل المحرك، وأدى إلى تدمير الصاروخ وحمولته، الصاروخ الصناعي "عاموس 6" الذي تبلغ قيمته 200 مليون دولار، وتقوم بتشغيله شركة "سبيس كوم" الإسرائيلية. وقالت "سبيس إكس" في بيان لها إنه "وفقا للإجراء العادي، المنصة كانت خالية، ولم تكن هنا إصابات"، دون أن تذكر الشركة سببا لانفجار الصاروخ.
وقالت وكالة "ناسا" إن الانفجار وقع في مجمع إطلاق الصواريخ 40 في محطة القوات الجوية، وإن طاقم الطوارئ تابع لمركز "كينيدي". في الوقت نفسه، تتم مراقبة الهواء تحسبا لوجود أبخرة سامة.
وكان اثنان من رواد الفضاء التابعين لـ"ناسا" يقومان بعملية سير في الفضاء على ارتفاع 250 ميلا، خارج محطة الفضاء الدولية، عند وقوع الانفجار، ولم يقدم مركز مراقبة المهمة المشورة لهما على الفور بشأن الحادثة.
"سبيس إكس"
و"سبيس إكس" هي واحدة من شركتين تقومان بشحن معدات إلى محطة الفضاء لوكالة "ناسا"، كما تعمل الشركة أيضا على كبسولة طاقم لنقل رواد فضاء أمريكيين إلى محطة الفضاء الدولية، الرحلة الأولى كانت من المفترض أن تكون في أوائل العام القادم، بحسب "تايمز أوف إسرائيل". وكان من المفترض أن يقوم "عاموس 6" باستبدال قمر الاتصالات الصناعي "عاموس 2" الذي تم إطلاقه قبل 10 سنوات.
في شهر تشرين الأول، وقّعت شركة "سبيس كوم" على اتفاق مع شركة "يوتلسات للاتصالات" وعملاق شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لاستخدام "عاموس 6" لتوفير تغطية لمساحات واسعة في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية.
وكان القمر الصناعي "عاموس 5"، الخامس في سلسلة أقمار الاتصالات الصناعية التي أطلقتها "سبيس كوم"، قد فُقد في الفضاء في شهر كانون الثاني، ومن ذلك الحين يحوم في الفضاء من دون هدف، فالقمر الصناعي تعرض لسلسلة من المشكلات منذ إطلاقه من كازخستان في عام 2011.
ويشكل الانفجار ضربة لشركة "سبيس إكس"، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، ويرأسها الملياردير إيلون ماسك، وكانت قد كثفت من إطلاق الصواريخ؛ للتعويض على تكدس تسببت به حادثة انفجار وقعت في حزيران 2015، كما كانت "سبيس إكس" استأجرت منصة إطلاق الصواريخ من القوات الجوية الأميركية لإطلاق صواريخ فالكون. وتعيد الشركة العمل أيضا على منصة إطلاق مكوكات فضائية سابقة في مركز "كينيدي" لرحلات مأهولة في المستقبل لوكالة "ناسا".
(عربي 21)