مشهد غير متوقع فاجأ العمال والمسافرين في أكبر مطار دولي في إسرائيل الأربعاء: طائرة بدا أنها وصلت من لبنان، وهي دولة لا تزال في حالة صراع مع إسرائيل.
طائرة "بوينغ 737" هبطت على مدرج مطار "بن غوريون" وهي تحمل شعار وألوان شركة طيران "أجنحة لبنان"، وكأن لبنان لم يكن ينقصه سوى هبوطها في إسرائيل.
وفي التفاصيل، أن طائرة من طراز "بوينغ 737" وصلت إلى "إسرائيل" قادمة من أنطاليا في تركيا في رحلة طيران عارض (تشارتر) لشركة الطيران التركية "تيلويند إيرلاينز"، لكنها تحمل إسم " أجنحة لبنان" وقد تلقت إدارة الشركة الخبر بصدمة، على حد تعبير القيمين عليها، حيث أكدوا أن الشركة لم تكن على علم بما يجري فسارعت إلى التعبير عن إستغرابها وإستنكارها وإصدار بيان توضح فيه ملابسات ما حدث.
وبحسب البيان، فإن شركة "أجنحة لبنان" كانت قد استأجرت طائرة من شركة "تيلونيد" التركية منذ شهرين لاستخدامها في رحلات "تشارتر" خلال موسم الصيف الحالي من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت فقط، وقد أرسلت هذه الطائرة صباح أمس من مطار رفيق الحريري الدولي إلى أنطاليا في تركيا لإجراء أعمال الصيانة الدورية عليها على أن تستمر لمدة خمسة أيام فقط، وذلك بالتنسيق مع إدارة شركة "تيلونيد". وتم إعلام السلطات المختصة في المديرية العامة للطيران المدني اللبناني بالأمر، وهكذا بقي شعار الشركة على الطائرة، وكان من المقرر أن تعود الطائرة إلى بيروت بعد إتمام الصيانة عليها هناك لإستئناف رحلاتها كالمعتاد مع شركة "أجنحة لبنان" التي استأجرتها موسميًا لأول مرة من شركة "تيلونيد" التركية كطائرة "تشارتر" حتى نهاية الموسم الحالي.
إلا أن إدارة الشركة فوجئت أمس أن الطائرة حطت في مطار العدو الإسرائيلي "بن غوريون" ناقلة عددًا من الركاب من إنطاليا في تركيا ولا يزال شعار شركة أجنحة لبنان عليها.
وقد شددت الشركة في بيانها على أن: "أي تعامل أو تواصل مع العدو الإسرائيلي هو خط أحمر بالنسبة إليها"، وطلبت إدارة الشركة من شركة "تيلونيد" التركية إتخاذ كل الإجراءات الضرورية اللازمة سريعًا لتوضيح الأمر وإزالة شعار "أجنحة لبنان" عن أي طائرة يتم إرسالها إلى مطارات العدو الإسرائيلي وأن إدارة الشركة ستلجأ إلى إتخاذ كل التدابير والإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يسيء أو يشوّه سمعتها من خلال زج إسم الشركة اللبنانية مع أي رابط بالعدو الإسرائيلي، معتبرة أنها تحمّل كل المسؤولية لشركة "تيلونيد" التركية عما حصل.
ما جرى يثير الكثير من علامات الإستفهام حول من يحاول الزج بإسم لبنان وشركاته في خانة التعامل مع العدو الصهيوني، بغضّ النظر عن التبريرات، فالأمر يتجاوز مجرد هبوط طائرة تحمل إسم لبنان، ولا يجب أن تقتصر المسألة أو التحقيق عند حدود بيان توضيحي، بل المطلوب إتخاذ إجراءات قانونية وقضائية من أجل ضمان عدم تكرار أعمال كهذه مسيئة للبنان.
وعليه.. فإذا ثبت أن للشركة دورًا في ذلك، يجب توقيف هذه الشركة بحسب الإجراءات القانونية، أما إذا كان الأتراك هم من قاموا بذلك فإن المطلوب من الشركة تقديم الوثائق التي تثبت صحة ذلك.