قارِن مسابقة ملك جمال لبنان السنة بالعام الفائت، ولاحظ الفوارق. لا شيء. دقِّق أكثر. لا شيء. أجساد مُضخَّمة، ريتا حرب في التقديم، هيفا وهبي في اللجنة، وأضحوكة السؤال والجواب. عظيم. انتُخب بول اسكندر ملكاً، من هواياته الباسكيت بول.
لو كان للمسابقة فمٌ لصرخت "النجدة"، كما يصرخ غريقٌ يفلت من الأمواج، لكنّها صامتة، لا حِسّ ولا خبر، أقصى تأثيراتها استفزاز "تويتر". 16 مشتركاً أخطأوا الطريق إلى حلبة المصارعة الحرّة، فأتوا إلى كازينو لبنان بانتفاخ أوشك على الانفجار. "بممممم"، لكنّ الحظّ سَتَر.
لم يكترث الحفل (نقلته "أم تي في") لتدارك ثغره، فأعاد ذاته متناسياً فخاخ التكرار. تمسّك بريتا حرب ولعبة الـ"إنْ" والـ"آوت"، وبنمطية المشترك في المضمون والشكل. ككلّ سنة، نُفجَع بلحظة طَرْح السؤال وتلقّي الجواب. سوف يُقال الآن، بتهوّر وعلى الفور: هذه مسابقة جمال وليست امتحانات مدرسة. بالرّاحة على الملوك يا حرّاس الثقافة. مَن وضع الأسئلة ومَن طرحها، سبَّب لنفسه الهزء. جُمِّعت إشكاليات لبنان ورُميت على كتف المشترك، والمطلوب حلَّها! صحيح أنّ الأكتاف العريضة تتحمّل، لكنّ أسئلة عن رئيس الجمهورية والنفايات وأزمة الصحافة الورقية والسياحة، أصعب من قدرة أيّ كتف على التحمُّل، مهما نُفِخت. ذكّر إيلي ماروني المشترك بسخرية العام الفائت: "انتبه! زميلكَ رسب في الامتحان. إذاً، ما حلّ أزمة النفايات؟". لا بدّ من شكر معاليه على الوقت الذي تطلّبه تحضير السؤال. والشكر أولاً وأخيراً لوهبي على "صدم" مشترك آخر بسؤال لم يفقه منه حرفاً: "هل أنتَ مع إلغاء الصحافة الورقية أو الدعوة إلى صمودها؟". خلاصة الجواب: "أنا مع السوشيال ميديا".
لا تنقذ المسابقة هيفا وهبي ولا ريتا حرب، بل معالجة خواء الجوهر والحذر من أن يُسخِّف الجمال صاحبه. "نحنا ما بدنا سوبر مان، بدنا Real Man"، توضح وهبي بدلع. كيف؟ ليس على طريقة "كبَّر الجي (الجمجمة) وروَّق الدي (الدماغ)" في فيلم عادل إمام.
النهار