من المعروف أن الكُلية هي العضو البشري الأكثر زراعة والأكثر طلباً من بين الأعضاء الأخرى، نظراً لأهميته لإستمرار وظائف الجسم الحيوية.
وعلى الرغم من أن الكُلية تعد من الأعضاء القليلة التي يمكن نقلها من جسم إنسان لا يزال على قيد الحياة، فإن كثيراً من الناس يموتون بسبب انتظارهم الحصول على كلية قابلة للحياة.
إلاَّ أن إحدى الدراسات البحثية الجديدة نشرتها Medical Daily التي قام عليها باحثون من معهد سالك للدراسات البيولوجية بولاية كاليفورنيا، تمكنت من التوصل إلى طريقة لزراعة عدد كبير من خلايا الكلى في المعمل، وهو الاكتشاف الذي قد ينجح في مواجهة مشكلة نقص متبرعي الكلى، كما يسمح لنا بإجراء دراسات أكثر دقة عن أمراض الكلى.
ونجح باحثو المعهد في عمل خلية كلوية (تسمى خلية طليعية)، وفي الغالب تحيا تلك الخلايا في جسم الإنسان خلال إحدى مراحل التطور الجنيني.
في تصريح حديث حول الموضوع، يقول خوان كارلوس إيزبيجوا بلمونت، الأستاذ بمختبر معهد سالك للجينات والمشارك في الدراسة: "لقد قدمنا إثباتاً على وجود المبدأ المتعلق بكيفية زراعة عدد كبير من خلايا الكلى الطليعية وكذلك الحفاظ عليها".
وتضمنت المحاولات السابقة لزراعة خلايا كلوية حديثة استخدام تكنولوجيا الخلايا الجذعية لإتمام العملية، إلا أن الطريقة التي يعمل بها فريق معهد سالك تستخدم توليفة من التقنيات ثلاثية الأبعاد.
ونتج عن ذلك أن الخلايا تبقى في حالتها الأولى لأطول فترة ممكنة أكثر من الفترة التي كانت تستمر عند استخدام الخلية الجذعية.
قد يحمل العلم أخباراً يصعب على العامة استساغتها، غير أن النتائج واضحة وعمل تلك الخلايا قد يعني أن أشياءً عظيمة على وشك الحدوث فيما يتعلق بالبحث الطبي.
ويشرح بلمونت الأمر قائلاً: "إن الحصول على تلك الخلايا قد يشكل نقطة بداية لاستزراع الأعضاء الوظيفية داخل المعمل، فضلاً عن أنها قد تشكل طريقة لبدء تطبيق العلاج بالخلايا على الكلى التي تحتوى على جينات معطوبة".
وتعرف الكلية بأنها عضو صغير يساعد على تنقية الدم في أجسادنا، وبينما يوضع كثيرون على قوائم الانتظار لكي يجروا عمليات زراعة للكلى. فالكثير من المرضى بحاجة لإجراء غسيل كلوي كل يوم لتنظيف الدم من السموم، وهي عملية طويلة ومرهقة لكنها ضرورية.
وعلى الرغم من كل ذلك فلا يزال ثمة ما يقرب من 13 شخصاً يموتون كل يوم في انتظار زراعة كلية، كما يُضاف شخص جديد إلى قائمة زراعة الكلى كل 14 دقيقة، حسب ما توضح المؤسسة الوطنية للكلى.
لذا فإن زراعة خلايا الكلى أو حتى زراعة العضو الكامل داخل المعامل قد ينقذ عدداً لا يمكن إحصاؤه من البشر.
(هافينغتون بوست)