لبنان في مهب الاطماع والطموحات الشخصية , خلاصة المناكفات السياسية التي طالت وأخذت منحى خطير متعلق بمصير الكيان اللبناني , وقد تطيح بكل التاريخ اللبناني برمته ,إنها طموحات سياسة سلطوية تحكم البلاد تحت شعار , إما أنا , أو من بعدي الطوفان .
كل المخاضات السياسية التي مرّت بها وفيها البلاد , التي ولّدت أزمات شتى , وما زالت تتوالد الازمات , حتى بتنا على حافة الانهيار الكلي , إذا لم نقل أننا في صلب الانهيار الكامل الذي يحتاج إلى عناية وتدخل سماوي على أقل تقدير .
المشكلة أنه لم يعد ثمة إمكانية على الرهان الداخلي على أيّ طرف سياسي , حيث الكل منشغل بنفسه عن نفسه وعن الاخرين , فضلا عن أن الرهان على الخارج قد أثبت أنه مقامرة ومغامرة , أدّت إلى تقسيم النسيج اللبناني وتفتيته .
كل هذا الخطر الملموس الواضح لجميع القوى السياسية والمراقبين , ما زالت القيادات اللبنانية متمسكة بطموحاتها الشخصية , وتراهن على تغييرات إقليمية ودولية من دون أن تقدّم أي مبادرة جديّة يتبيّن منها الحرص على مصالح الوطن , بل بالعكس , إن كل ما يقوم به الطاقم الحاكم في لبنان يدل على عدم أهمية المصلحة الوطنية في أولوياته .
على مَن يمكن ان يراهن الشعب اللبناني , بعد هذا المشهد الدرامي المخيف المتعلق بمصيره ومصير البلاد كله ,
لقد كان ثمة بارقة أمل وإن كانت ضعيفة , في الحراك الشعبي السنة الماضية , حيث شعرت السلطة آنذاك بخطر هذا الحراك , كانت تُعدّ فرصة لهذا الشعب , وكان بإمكانه من خلالها أن يحقق شيئا من إبعاد الانهيار الكلي لولا تدخل الاحزاب السياسية السلطوية , حيث نسيت مناكفاتها بين بعضها وإجتمعت على الحراك الشعبي , كإجتماع القبائل والاحزاب على دين محمد ص في بداية الدعوة .
أجهض الحراك , ولعبت الاحزاب لعبتها , وتفرّق القوم , وخلت الساحة من جديد للاعبين بمصالح الناس تحت شعارات الاصلاح والتغيير , شعارات وهمية كاذبة , يمارس أصحابها كل أنواع الفساد , وهوجم الحراك بكل أنواع الاتهامات , وغرق فصيل من الفقراء في أكاذيب قياداتهم , وأخذوا على عاتقهم ضرب مطالبهم .
لم يعد أمام اللبنانيين أي فرصة جديدة بعد تجربة الحراك الشعبي الذي إستنفد كل طاقات وإمكانيات الذين تحركوا , وبذلك سُلّم لبنان إلى أطماع وطموحات إشخاص يعبثون لكل شيء و بالتالي وُضع في مهب الرياح العاتية العاصفة من الشرق الغرب , على أمل أن تلتفت الدول الكبرى إلينا أثناء ترتيب مصالحها في المنطقة , وهذا من الطبيعي أنه سوف يكلّف لبنان خسائر فادحة , على المستويات كافة .